تزدان العاصمة السعودية الرياض هذه الأيام بحالة من الفرح والسعادة وهي تحتضن (كرنفال) يجمع شعوب مختلفة جاءت للعمل في السعودية، كل هذه القوميات والشعوب والتي لا تكاد تخلو بقعة من الأرض من تمثيل لها في السعودية تعمل في انسجام تام في هذه البقعة الطاهرة التي تجمع بين العراقة والحداثة؛ فالرياض التي صارت تضاهي العواصم العالمية في كل شي، بل تفوقت عليها في كثير من النواحي وصارت مصدر لفخر أمتنا العربية والإسلامية. السعودية التي تجتمع فيها كل شعوب وقوميات العالم، من كل السحنات والجنسيات، تعمل في كل الوظائف من اعلاها هرما حتي القطاعات الصغيرة كل هذه الشعوب المختلفة التقت قي بوتقة جمعتها إلفة ومحبة فكان اللقاء (الشعبي) الضخم في حديقة (السويدي) ليجسد حالة من الانسجام العالمي هو شعار المرحلة وشعار الدورة الحالية لمهرجان الرياض.
السعودية التي تشق طريقها بقوة نحو العالمية بعد التطور الاقتصادي الكبير واحتضانها لكبري الفعاليات العالمية(قمة العشرين) وبروزها كثقل سياسي واقتصادي مهم في المنطقة وهي تصطحب معاها العراقة والتاريخ فعندما ترك سيدنا إبراهيم أسرته في صحراء مكة دعي ربه
(ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) والمشاهد يري الآن كيف تبدل الوضع وصار الجميع (يهوي) الي المملكة للحج والعمرة والعمل والعلاج والسياحة والدراسة، وصارت المملكة قبلة لجميع سكان الأرض بفضل الادارة الرشيدة لملوكها وولاة أمرها؛ فعندما تفجرت (زمزم) لتصنع الحياة في صحراء مكة تفجرت رؤية 2030 لتجعل من للمملكة رؤية مستقبل عظيم ومشرق في كل شي، وأن تكون تجربتها ملهمة للكثير من الدول حول العالم .
(انسجام عالمي) التي رعتها وزارة الإعلام السعودية وهيئة الترفيه واحتضنتها حديقة (السويدي) كانت تجربة ناجحة جمعت كل الجاليات الأجنبية بالسعودية في أيام خصصت لكل جالية تقدم فيها تراثها وثقافتها وفنها وتشكل فرصة للتواصل بين أبناء الجالية الواحدة والجاليات الاخري فكانت أيام السودان العشر التي قدمت فيها كل الوان الفنون والابداع للتراث السوداني الغني بموروثاته التراثية والثقافية فقدمت الفرق الفنية اغاني ورقصات وازياء القبائل السودانية الممزوجة بالعربية والافريقية بالإضافة الي الفلكلور السوداني لطقوس الزواج والاكلات السودانية والمشروبات الشعبية والمعارض الخاصة بالمنتجات السودانية بمشاركة مجموعة مقدرة من الفنانين الشباب من الجنسين تغنوا بالأغاني الوطنية والحماسية والعاطفية.
كل الجنسيات الأخرى العربية والأجنبية شكلت حضورا وانسجاما كبيرا في حديقة (السويدي) وهي تستمتع بأيام السودان الثقافية وبعدها تواصل الجاليات الاخري ليستمتع سكان الرياض بشتاء دافئ ممزوج بالثقافة والابداع.
كل الشكر لمن جعل هذا الحدث ممكنا ابتداء من وزارة الإعلام السعودية وهيئة الترفيه وسفير المملكة العربية السعودية بالسودان سعادة السفير علي بن حسن جعفر .
طوال ايام المهرجان رافقنا زملاء سعوديين كانوا يسهرون علي كافة الترتيبات من سكن ومواعيد ترحيل يومي للحديقة، وتوفير كل المعينات المطلوبة للتغطية؛ فكانوا نعم الأخوة في التعاون بذلوا مجهودا جبارا في تحقيق سبل الراحة للوفد الإعلامي، وما أن تطلب منهم خدمة الا وتجد ابتسامة وكلمة ( أبشر) نذكر منهم : فلاح الخالدي /مشرف المركز الاعلامي في حديقة السويدي
و الاخوة زياد الغامدي ،
ابراهيم السلمي ، عبدالاله الزهراني ، مشاري الرامي ، انس العمري ،نواف الصيعري ، محمد مدني
و مشعل العمري . وكل المجموعة التي تخجلك بتواضعها وأدبها الجم ؛ فالتفخر المملكة أن هؤلاء هم شبابها وأمل مستقبلها.
حفظ الله جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأمد الله في عمره، ووفق الله ولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان ملهم كل الشباب العربي والإسلامي.
اما الحديث عن جمال وبهاء الرياض وشتائها الذي يحلوا فيه السهر والإنس فالقصة لها بقية.
bakrikhalifa385@gmail.com