*جلدك خرش ما في!* *على عسكوري* ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤*

هكذا اعاد لنا التاريخ نفسه.. والتاريخ ملىء بالعبر لمن يعتبر…! أعاد لنا التاريخ هجاء (شغبة المرغومابية) لإبنها القاعد عن القتال في صورة المدعو عبد الحي يوسف حتى تكاد الصورة تتطابق مع اختلاف الزمن والجغرافيا:

دقنك حمست غي البنات ناسي
بطنك كرشت جلدك خرش مافي

رجل يتنزه على سواحل مضيق (البسفور) يتنسم الهواء العليل ويرطب وجهه و لحيته رزاز الامطار في العصريات ثم يذهب الى فيلته الفاخرة ليستحم في افخر احواض حمامات البانيو والجاكوزي التركي، ثم يخرج بالعربة الفاره للعشاء مع اسرته في افخر المطاعم وارقاها ليعود ممتلئا حد التخمة. تلك هي حياته المرفهة وروتينه اليومي مدفوع من مصادر هو يعلمها تدفع من حساب مفتوح الى حساب مفتوح!

هذا الرجل الذي يعيش في ذلك الترف الباذخ، يشاء الله ان يفضح نفاقه و تستره على جرائم المليشيا. فبدلا من ان يصمت على مال السحت والحياة الرغدة، خرج على الناس ليهاجم قائدا ممتشقا سلاحه وسط جنده مدافعا عن وطننا واعراضنا وحقنا في الحياة. يتنقل كالنسر من موقع لآخر ومن مدينة لاخري متفقدا جنده حاثا لهم على القتال حتى النصر. لا يتوقف عند تفقد جنده فقط، بل يزور المواطنيين الذين شردتهم المليشيا من ديارهم مواسيا لهم مخففا عنهم الامهم ومعاناتهم باعثا فيهم الامل بقرب النصر ودحر المليشيا و العودة لمدنهم وقراهم. لا يقتصر جهده علي ذلك، بل يتفقد الجرحي والمصابين ليطمئن عليهم، اكثر من ذلك يتفقد ضحايا الكوارث الطبيعية من سيول وفيضانات مؤازرا لهم في معاناتهم يستحث اجهزة الدولة لاغاثتهم ودعمهم، وهذا غيض من فيض مما يقوم به. لقرابة العامين لم يستقر على حال من كثرة تحركه داخل البلاد وخارجها. هذا ما يشهد به مواطنوه وليس تقريظ او مدح من عندي!

ذلك الجهد الذى لا يتوقف – حتى ظن الناس ان الرجل يعمل بطاقة سحرية- يضاف اليه سهره واجتهاده لتوفير الذخيرة والسلاح وكل معينات المعركة وسط عالم اغلبه متآمر يبخل عليه ببعيه السلاح الا من رحم ربي. يفعل كل ذلك في صبر وتصميم وعزيمة اذهلت اصدقائه قبل اعدائه.

هذا القائد الذي يفعل كل ذلك واكثر، ياتى من يتنزه على ساحل البسفور ليخرجه من الملة! قاصدا ليس فقط تبخيس جهوده، بل اباحة دمه! ان من فوائد الحروب – والحروب من الشدائد والنازلات- ان كانت للحروب فوائد انها تعمل كمفرزة لمعادن الناس. فهذا الرجل الذى نزع منه الله شيمة الحياء – والحياء شعبة من شعب الايمان- يجد في نفسه من الجرءة والوقاحة ما يصوب به لسانه على قائد اثار اعجاب العالم في الدفاع عن شعبه وصموده في واحدة من اكبر المؤامرات في التاريخ والاكبر في افريقيا دون شك. اما شعبه يا عبد الحي – وانت حي كميت- فمتوحد خلفه تماما لانه تأكد من تصميمه وعزيمته وشجاعته وتواضعه الجم.

كنت حتى قبل حديثه الساقط الخؤون اعتقد ان في بلادنا عنطيز واحد هو قائد المليشيا، لكننى تفاجأت ان له اخ توأم يتساوى معه في العنطزة والجهل والخيانة، اسأل الله ان لايكون لهم توأم ثالث.
عبد الحي لا يبدى اى اسف على سفك دماء الابرياء وتشريد الملايين وانتهاك اعراض الحرائر، حتي امسى الناس يتسآءلون إن كان للرجل اى علاقة من اى نوع بمجتمعنا!! احتجت اغلب دول العالم و المنظمات القارية والاقليمية والوطنية و أدانت جرائم المليشيا وما قامت وتقوم به من ابادة للمواطنيين، رغم ذلك لا يهم هذا العبد الحي ما وقع ويقع من جرائم على قوم يدعي انه منهم وان بلادهم هي وطنه ايضا..!! فإن كان رجلا مثله لا يهتم بإبادة مواطنى بلده، فما هي الفائدة من مواطنته، وما معني ان يكون مثله مواطنا ابتداء!! هو نفسه لا يدافع عن (وطنه) ويصرح ليطعن في قائد المعركة لتخذيل الناس من حوله، ولا تهمه تضحيات الآف الشباب الذين استشهدوا دفاعا عن الارض والعرض! دعك من علمه المزعوم… اى نوع او صنف من الرجال هو!!

وكم ذا (بالسودان) من المضحكات
ولكنه ضحك كالبكاء. (مع الاعتذار لابي الطيب).

الاسوء من كل ذلك ادعائه انه رجل دين!! تري اى رجل دين ذلك الذى لا يحركه سفك دماء المسلمين! اى دين تحدثنا عنه يا عبد الحي وانت لا تحرك ساكنا امام سفك الدماء..! والله ستسأل عند مليك مقتدر عن صمتك عن سفك الدماء مسلمين او غير مسلمين. لا ادرى اين درس هذا المنافق الذي نسي قوله تعالي في سورة المائدة:” أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جميعا”. هنالك خلل ما في عقيدة الرجل، فالمسلم – دعك من من يدعي العلم- الذي لا يدين سفك
الدماء يطرح مباشرة اسئلة حول عقيدته!! الدماء اكبر الحرمات هذا امر يعلمه عامة الناس مسلمين او غير مسلمين، والرجل يدعي العلم والفقه لماذا يا تري لم يدن سفك الدماء ولم نسمع له صوتا ابدا منذ بداية الحرب حتى فضحه الله بسوء المنقلب! تري بكم اشتروا صمتك على سفك الدماء؟ من يصدقك بعد اليوم وانت تخون اكبر الحرمات!!! اي دين تحدثنا عنه ايها الرجل، من سيجلس ليستمع اليك وهو في داخل نفسه يعلم تمام العلم انك خنت اكبر الحرمات ليس فقط في الديانات السماوية بل حتى في القوانين الوضعية. من يجلس ليستمع اليك يتحول لحظيا الى منافق، لأن الساكت عن الحق شيطان اخرس

ختاما يا عبد الحي، لك ان تعلم ان الشعب السودانى يعلم تمام العلم دين واخلاق وادب قائده ولا يحتاج لشهادة من رجل باع ضميره مثلك، وفوق ذلك اذكرك فقط ان الديانة ليست شرط صحة للدفاع عن الوطن حتى لا تروج للاكاذيب، ففي معركة الكرامة حاليا يشارك جميع المواطنيين والجنود بمختلف دياناتهم ولا احد يهتم او يسأل عن ديانة من يقاتلون بجانبه.
لانك شخص فيك الكثير من صفات النفاق اراد الله ان فضحك فكشفت عن سوء طويتك تجاه بلدك و(مواطنيك) وما كنا لوقت قريب نعتقد انهم مجتمعك واهلك وعشيرتك!
شكرا لك لقد منحتنا مثالا ممتازا لعلماء السوء الصامتين عن الحق، لست الاول في هذا ولن تكون الاخير..!

لك ان تبقي حيث انت، فلم يعد لك مكانا بين الشعب السوداني بعد افتضاح طويتك، ولك ان تعلم ان في هذه البلاد رجال يستشهدون دفاعا عن ارضها وسيادتها وشرف حرائرها و عن حق شعبهم في الحياة الكريمة..! ابقي حيث انت فقد قلصت الحرب مساحة النفاق كثيرا..!

هذه الارض لنا

مقالات ذات صلة