*كلمة القائد مني أركو مناوي في مؤتمر الاحزاب الاشتراكية والتي شارك بها اليوم في العاصمة المغربية الرباط*

.
السيد الرئيس
السيدات والسادة
أعضاء الأممية الاشتراكية
دعونا ان نتقدم باحر التحايا والتبريكات للمملكة المغربية وصاحب الجلاله الملك وشعبها الكريم علي استضافتها لهذا المؤتمر الأممي الكبير .
المملكة المغربية والسودان بينهما مشتركات ، يتزاور علماء البلدين لتجد كل منهم علماً في بلد غيره .
في هذه المناسبة نتذكر الأديب الطيب صالح ومشاركاته في مهرجان أصيلة والبروفيسور عبدالله الطيب ومحاضراته ذائعة الصيت في الدروس الحسنية . اما الشاعر الكبير محمد مفتاح الفيتوري رمز سوداني ودارفوري الذي اختار مرقده هنا في الرباط بفضل أهل المغرب وجلالة الملك محمد السادس الذي منح ارضاً ليرقد فيها في مقابر الشهداء بالملكة . لقد استبيحت مدينته العريقة الجنينة بواسطة مليشات الدعم السريع المدعومة .
بكل السعادة والامتنان ، أحييكم واشكركم علي الدعوة التي قُدمت الي ،
عبركم احي المملكة المغربية شعبا وحكومة وأخص تحية السرور للحزب الاشتراكي المغربي .

أخاطبكم وأنا أقود تنظيما تحررياً ، لم يحظ بالعضوية في منبركم العظيم إنما فقط حضور بدور المراقب فنأمل ان يجد عضوية كاملة بدءاً من هذه الجلسة ليقوم بمساهمته الفعالة .

كما أخاطبكم بصفتي حاكما لإقليم منكوب منذ ربع قرن من الزمان ، تم تهديد سكانه الأصليين بسياسات أيدولوجية عرقية هدفت لتغيير ديمغرافي لسكانه بسكان آخرين تم جلبهم من دول الجوار ،
لقد أُرخت لهذه الأزمة في عام ٢٠٠٣ رغم أنها أزمة قديمة ومتجددة ،

حيث تم تمويل مليشات قبلية وتحفيزها بقوات عسكرية مدعومة بمال الدولة في عهد حكومة الإخوان المسلمين ، قامت هذه المليشيا ت القبلية باستباحة الاقليم بدواعي عرقية وعصبيات قبلية بحتة ، استهدفت سكانه ، مما تسببت في هرب بعضهم في دول جوار وبعضهم الاخر عبروا البحر الأبيض المتوسط الي اروبا وجلهم من الشباب والأسر مفضلين الحفاظ على حيواتهم بدلاً عن الموت الشنيع والاضطهاد والعنصرية.

لم تكتف هذه المليشات بهذا القدر ، بل زودت نفسها بالارتزاق من بعض دول التي وفرت لها المال والسلاح لإكمال مشروعها الأيدولوجي والعرقي الذي يهدف الي إخلاء والأرض ، فمضت المليشيا قدما الي تبني سياسات تلك الدول الغنية بالغاز والنفط ، فقررت تلك المليشات القبلية التي تقودها أسرة صغيرة دخلت السودان قبل عقدين من الزمان ، وقررت استيلاء السودان بغرض إقامة نظام اقطاعي اسري علي غرار الدولة الراعية .

قامت في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ بمحاولة انقلاب فاشلة بغرض الاستيلاء علي السلطة تحت غطاء البحث عن الديمقراطية . حيث وقفت من وراء العملية مؤامرات دولية سعت لتفكيك السودان ارضاً وشعبا ، ذلك طمعا في موارده الغنية والمتنوعة، فكان بداية الشعار للانقلاب هو حل الجيش السوداني الذي قاوم تلك المؤامرة حين اصطف معه الشعب السوداني بأطيافه المختلفة حفاظاً لوحدة البلاد وسيادته .

منذ ذلك الحين ، نحن في الحكومة السودانية نعاني من المؤامرات تلو الاخرى ، حيث تحاك ضدنا يوميا ، وكل يوم تأتي بغطاءٍ جديد .
، واحيانا تخلق الذرائع مثل إدعاء حماية المدنين علما ان الذي ينتهك حق المدنين هو حليفهم الدعم السريع الذي استهدف في اقليم دارفور القبائل غير العربية التي يسمونها هم بالزرقة إستخفافاً وتحقيراً لها . قبل ان تطلق رصاصة واحدة علي الجيش السوداني ، لقد هاجمت وقتلت واغتصبت هذه المليشيا قبيلة المساليت في غرب دارفور ودفنتهم احياءً ، في خلال اقل من أسبوع بلغ عدد الموتي بالتطهير العرقي اكثر من عشر آلاف شخصاً اغلبهم من النساء والأطفال ، فالمعسكرات في شرق تشاد تشهد ذلك ،

كما هاجمت عدد من المدن الاخري حيث استباحت هذه المدن استباحة تامة مما إضطر أهلها للنزوح واللجوء وتم الاستعباد والاسترقاق الكاملين لمن تبقوا منهم .

وفي الخرطوم تستهدف المليشيا منازل المدنيين والمؤسسات المدنية بدءا من البنوك مروراً بالمستشفيات وكل المؤسسات الخدمية وكل البنى التحتيه.

الان تحاصر هذه المليشيات عدد من المدن وعلي رأسها الفاشر ، وهي مدينة عريقة تاريخيّة وعاصمة دارفور ، حيث ظلت تتعرض للقصف لمدة اكثر من ثمانية اشهر ، تنتهك فيها حرمات وحقوق المدنيين واستخدمت احدث الأسلحة بما في ذلك مسيرات مجنحة عبر حدود دولية نسفت فيها كل مستشفيات ومجمعات مدنية والان تدخل في قصف وتدمير معسكرات النازحين التي نزح فيها الناس في زمن الإبادة الجماعية في دارفور منذ عام ٢٠٠٣ بواسطة ذات المليشات .
فترون في صفحات الأرشيف كيف كانت الإبادة الجماعية في دارفور والتي قادت رئيس السودان المخلوع عمر البشير ووزير دفاعه الي المحكمة الجنائية الدولية .

والان تجد كل هذه الجرايم في الصحف والوكالات الدولية ، كما توجد شكاوي دولة السودان في طاولة مجلس الأمن ضد من يمولون هذه الحرب والدمار الشامل.

الرفاق والرفيقات

والذي نطلب من حضرتكم الان هو الإدانة الكاملة لهذه الأعمال الوحشية والعنصرية التي تقود الي إبادة الشعب السوداني باكمله تحت مرئي ومسمع المجتمع الدولي متجاوزين القانون الذي يجب ان يحمي ويحجم استخدام الموارد البشرية والاقتصادية وتوجهها لصالح الإنسانية بدلا عن التدمير والقتل .

اما الحلول ، مطروحة ، لقد تم الاتفاق بين الجيش السوداني وهذه المليشات في منبر جدة المملكة العربية السعودية في مايو ٢٠٢٣ ، حيث احتوي الإعلان علي احترام قواعد الحرب وحقوق الإنسان مع الخروج حالا لجميع المقاتلين من المواقع المدنية وإالاخلاء الكامل لبيوت المدنيين بما في ذلك الموسسات التي تحتلها هذه المليشات مثل الجامعات ودور العبادة ومراكز الإيواء والمستشفيات والبنوك والمدارس وغيرها من المؤسسات المدنية المحرم استهدافها دوليا .
ولكن المليشات ما زالت ترفض وتصر على رفض هذا الطلب .

السيدات والسادة ،
في الختام نشكركم علي الدعوة والاستماع .
ونامل من هذا المنبر ان تضع كل الأحزاب حقوق المواطنين ووقف الاستهدافات الاثنية وتطبيق الأيدولوجيات العرقية علي حساب الإنسانية.
وليكن شعارنا اوطان حرة وشعوب سعيدة

مقالات ذات صلة