*بعد 15 شهراً من الحرب.. اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يبدأ سريانه اليوم*

العربية.نت، وكالات

ذكرت وسائل إعلام تابعة لحركة حماس، في وقت مبكر اليوم الأحد، أن القوات الإسرائيلية بدأت الانسحاب من مناطق في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة إلى محور فيلادلفي على طول الحدود بين مصر وغزة.

ويدخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، اليوم الأحد، الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش، مثيرا الأمل بإنهاء الحرب المدمرة والمستمرة منذ 15 شهرا والتي خلفت عشرات آلاف القتلى في القطاع الفلسطيني وقلبت الشرق الأوسط رأسا على عقب، على أن يتبعه إطلاق سراح المحتجزين بعد ساعات، مما يفتح الطريق أمام نهاية محتملة للحرب.

أشهر من المفاوضات
جاء الاتفاق بعد أشهر من المفاوضات المتقطعة التي توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، وجاء قبل وقت قصير من تنصيب الرئيس الأميريي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير.

وعمل فريق الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل وثيق مع مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لدفع الاتفاق قدما

ومع اقتراب موعد تنصيبه، كرر ترامب مطالبه بإبرام الاتفاق بسرعة، محذرا مرارا وتكرارا من أن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين.

“حق استئناف الحرب”
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت إن بلاده تحتفظ بحق استئناف القتال في غزة بدعم أميركي، متعهدا إعادة جميع المحتجزين في القطاع الفلسطيني إلى ديارهم.

وجاء في خطاب متلفز لرئيس الوزراء “نحتفظ بحق استئناف الحرب إذا لزم الأمر، بدعم أميركي”، وذلك عشية بدء سريان وقف إطلاق النار.

وشدد نتانياهو على أن المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يوما هي “وقف إطلاق نار موقت”. وأضاف “إذا أجبرنا على استئناف الحرب فسنفعل ذلك بقوة”، لافتا إلى أن إسرائيل “غيّرت وجه الشرق الأوسط” منذ بدء الحرب.

ينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 محتجزا في غزة. في المقابل ستُفرج إسرائيل عن 737 معتقلا فلسطينيا، على ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية السبت.

من جهتها، أعلنت مصر التي تؤدي دور وساطة في التهدئة بين إسرائيل وحماس، السبت أن إسرائيل ستطلق أكثر من 1890 فلسطينيا معتقلين لديها مقابل الإفراج عن 33 محتجزاً إسرائيليا في المرحلة الأولى من الهدنة.

المساعدات الإنسانية
وبحسب الرئيس الأميركي جو بايدن فإن المرحلة الأولى تتضمن أيضا انسحابا إسرائيليا من المناطق المكتظة بالسكان في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الذي تقول الأمم المتحدة إنه مهدد بمجاعة.

وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي السبت أنه “تم الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يوميا” إلى داخل غزة، بينها “50 شاحنة للوقود”.

وخلال المرحلة الأولى سيجري التفاوض على ترتيبات المرحلة الثانية لوضع “حد نهائي للحرب”، على ما قال رئيس الوزراء القطري محمّد بن عبدالرحمن آل ثاني.

ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن بقية المحتجزين، على ما أوضح بايدن. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الأسرى الذين قضوا خلال احتجازهم.

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق لحماس داخل إسرائيل، وحوّلت القطاع كتلا هائلة من الركام جرّاء حجم التدمير الذي قالت الأمم المتحدة إنه “لم يسبق له مثيل بالتاريخ الحديث”.

وتسبّب الهجوم بمقتل 1210 أشخاص، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة “فرانس برس” يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وخُطف خلاله 251 شخصا ما زال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم.

وقُتل أكثر من 46,899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة في غزة.

وحماس التي تولت السلطة في غزة عام 2007، ضَعُفت بشكل كبير، لكنّ هدف نتنياهو القضاء عليها لا يزال تحقيقه بعيدا وفقا لخبراء.

غير أنه بعد أكثر من عام من المفاوضات المضنية، تم الإعلان أخيرا عن اتفاق وقف إطلاق النار الأربعاء. وقد أقرته الحكومة الإسرائيلية السبت بعد ضوء أخضر من حماس التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

الإفراج عن المحتجزين والمعتقلين
وقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنه سيتم تحرير محتجزين الأحد، دون أن تحدد عددهم أو موعد إطلاقهم.
وأفاد مصدران قريبان من حماس بأنه سيجري في البداية الإفراج عن ثلاث إسرائيليات.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن نقاطا أقيمت عند معابر كرم أبو سالم وإيريز ورعيم حيث سيُعاين أطباء واختصاصيون نفسيون المحتجزين المفرج عنهن قبل “نقلهن بمروحية أو بسيارة” إلى مستشفيات في إسرائيل.

واشترط نتنياهو مساء السبت تلقيه لائحة بأسماء المحتجزين المزمع الإفراج عنهم الأحد قبل أي عملية تبادل.

وحددت السلطات الإسرائيلية الجمعة أسماء 95 معتقلا فلسطينيا سيُفرج عنهم الأحد غالبيتهم نساء وقاصرون، ومعظمهم اعتقلوا بعد 7 أكتوبر، وأشارت إلى أنها اتخذت إجراءات “لمنع أي مظاهر للاحتفال علنا” عند إطلاق سراحهم.

ومن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم زكريا الزبيدي القيادي السابق بكتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح.

مقالات ذات صلة