*متزوجة من الاعب والمدير الفني للمنتخب “مازدا” ‏‎الطبيبة التي أنقذت حوامل أم درمان*

#بي بي سي_أم درمان
عندما كشفت “بي بي سي” عن قائمتها التي تتضمن 100 امرأة ملهمة ومؤثرة من جميع أنحاء العالم لعام 2024، كانت بينهن سودانيتان هما هالة يحيى الكارب وصفاء علي محمد يوسف.
ووصفت صفاء بانها الطبيبة التي أنقذت حوامل أم درمان.
على عكس الكثيرين الذين فرّوا من القتال أو احتموا بمنازلهم عند اندلاع الح.رب، اختارت طبيبة النساء والتوليد، صفاء علي، البقاء.
كانت صفاء تقود سيارتها نصف النقل متوجهة إلى المستشفى، الذي يُعدّ الأكبر من نوعه في السودان، عبر طرق مكتظة بالجنود، وسحب الدخان الأسود تغطّي السماء بفعل المعارك، وكان المدنيون يعيشون حالة من الفزع والخوف.
وقالت صفاء: “لن أترك النساء الحوامل يواجهن مصيرهن وحدهن. يجب أن أكون بجانبهن… إنها مسؤولية كبيرة”.
تقول إن حياتها أصبحت مرتبطة بهؤلاء النساء، مشددة على أنها لم تكن لتغفر لنفسها لو تركتهن لمصير مجهول.
مع اشتداد القتال واقتراب قوات الد.عم الس.ريع من محيط المستشفى، أصبح من الصعب الاستمرار بالعمل، مع تعرّض المستشفى للقصف.
لذلك، قرّرت صفاء الانتقال إلى المستشفى السعودي المتخصّص بالنساء والتوليد، الواقع في الأجزاء الشمالية من مدينة أم درمان.
واصلت صفاء عملها في المستشفى الجديد، حيث أجرت عشرات العمليات للنساء من مختلف المناطق على مدى عدّة أشهر، إلى أن تدهورت الأوضاع الأمنية في المنطقة. ومع استمرار القصف على المستشفى، أصبحت المهمة شبه مستحيلة، خاصة بعد مق.تل أحد العاملين نتيجة القصف.
العمل في المستشفى السعودي، لكن ذلك لم يثنِ صفاء عن متابعة رسالتها الإنسانية. قررت الذهاب إلى النساء في منازلهن أو في مراكز الإيواء التي خُصّصت لاستقبال النازحين.
وفي لحظة إلهام، خطرت لصفاء فكرة إنشاء قسم جديد للنساء والتوليد في مستشفى النو، وهو المستشفى الوحيد الذي استمر بالعمل داخل المدينة.
وقالت: “رأيت العديد من النساء الحوامل يجلسن على قارعة الطريق بالقرب من المستشفى المدمّر، بلا مكان يلجأن إليه”.
عرضت صفاء فكرتها على زملائها في المستشفى، ورغم وجود بعض التحفظات بشأن صعوبة التنفيذ، أصرّت على البدء في قسم الجراحة.
وتقول إن تنفيذ الفكرة كان في غاية الصعوبة مع استمرار المعارك.
وأضافت: “كانت المعارك دائرة في محيط المستشفى، لكننا نجحنا في نقل عدد من الأجهزة والمعدات من المستشفى السعودي إلى مستشفى النو، وسط تفانٍ كبير من الزملاء والزميلات”.
تمكّن الفريق من إجراء العديد من عمليات الولادة بنجاح وبدون مضاعفات. ومع مرور الوقت، نجحوا في بناء قسم جديد للنساء والتوليد، ولا يزال يعمل حتى اليوم.
صفاء، المولودة في أم درمان درست الطب في جامعة أم درمان الإسلامية، وتحمل شهادة الدكتوراه السريرية في طب النساء والتوليد، إلى جانب ماجستير في الموجات الصوتية المتقدمة ودبلوم في الخصوبة وأطفال الأنابيب. هي متزوجة من لاعب كرة القدم الشهير والمدير الفني للمنتخب السوداني محمد عبد الله “مازدا”، ولديهما ثلاث بنات، جميعهن يدرسن الطب، إضافة إلى ابن واحد.
الحين والآخر، وعندما تكون شبكة الهاتف جيدة، تتواصل صفاء مع زوجها وأولادها في القاهرة. يطلبون منها الذهاب للعيش معهم هناك. لكن صفاء تحثّ بناتها، اللواتي يدرسن الطب، على العودة إلى السودان للانضمام إليها في مشروعها الإنساني.

مقالات ذات صلة