تاريخ ناصع لم يجد حظه من التوثيق ومات فى صدور المجايلين ومن تلاهم من جيل ضاع فى حكاويهم وونساتهم وقعداتهم. وخسرنا تاريخا لقادة ملهمين ومتجردين صنعوا تاريخ هذه الأمة بعد الإستقلال.
كلما نقبت فى تاريخ العمارة فى السودان تجد بصمة ميرغنى حمزة. فى جامعة الخرطوم تجد أن ميرغنى حمزة هو من قاد فكرة إنشاء قسم لتدريس العمارة رفقة بروفسير النذير دفع الله نائب مدير الجامعة وأكثر المؤيدين لقيام القسم ، كللت بإستجلاب أليك بوتر كأول أستاذ لتأسيس قسم العمارة فى العام 1957.
وفى العام 1965 تجد أن ميرغنى حمزة بعد تعيينه رئيسا لمجلس جامعة السودان بعد ترفيعها لجامعة بمرسوم من رئيس وزراء أكتوبر سر الختم الخليفة، كان من أولى القرارات التى إتخذها هو قرار انشاء قسم للعمارة وتم تعيين أ. عبدالله صبار لتأسيسه.
كما تجد بصمته فى العهد الذهبى للأشغال العامة والتشييد ومنتوجها الذى عم كل ربوع السودان من مبان عامة وحكومية شملت المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمصانع وصوامع الغلال والمرافق الحكومية بشتى أنواعها. كذلك تأسيسه لمصنع أسمنت عطبرة كأول مصنع لتوطين صناعة الأسمنت بالسودان.
كما لايخفى دوره في تأهيل الكادر البشرى من مهندسين و فنيين كانوا عماد النهضة العمرانية التى انتظمت البلاد فى حقبة مابعد ثورة أكتوبر. والتأهيل شمل الإبتعاث للتدريب الخارجى والدراسات العليا عبر برنامج المنح التى لاريب كان من ورائها فكر ميرغنى حمزة وريادته.
بعض من أفذاذ العمارة ابتعثوا للدراسة خارج السودان ليعودوا لسودنة وظائف أساتذة العمارة فى القسم الوليد بجامعة الخرطوم وعلى رأسهم أستاذ الأساتذة عبدالمنعم مصطفى. كل ذلك برؤية وتخطيط وعلاقات ميرغنى حمزة.
ويضيف بروفسير معتصم احمد الحاج في ذكر مناقب المهندس ميرغني حمزة :(تولي ثلاث وزارات في وقت واحد “الري والزراعة والمعارف”، وعلق بعض الصحفيين في زمانه بانه وزير الماء والخضرة والوجه الحسن ، كان من مؤسسي مؤتمر الخريجين وعضو في لجانه الستينية والتنفيذية لعدة دورات ، وكان من المقربين للسيد علي الميرغني واهل إستشارته).
جائزة ميرغنى حمزة للتفوق كانت تشجيعا لطلاب العمارة فى جامعة الخرطوم ومع الأيام تلاشت فى قيمتها ولاقت من الإهمال مالالقت .
أتمنى أن تقوم كليات وأقسام العمارة فى السودان والتى بلغت الثلاثين تنقص أو تزيد برد الجميل للأب الروحى للعمارة والرجل الملهم الذى أرسى بفكره تأسيس اول قسم للعمارة فى أم الجامعات وأتبعها بجامعة السودان.