*سحب سفيـره، بسبب تدخلها في شأنه الداخلي، واستضافتها لمؤتمر الميليشيا،، السودان،،التصعيد ضـد كينيا*

سحب سفيـره، بسبب تدخلها في شأنه الداخلي، واستضافتها لمؤتمر الميليشيا،،
السودان،،التصعيد ضـد كينيا..

الحكومة السودانية تشكو نظيرتها الكينية أمام الاتحاد الأفريقي..

رعاية كينيا إقامة حكومة موازية، يشجع على تقسيم الدول الأفريقية..

روتو انحنى للعاصفة ونفذ المخطط التآمري نُصرةً لحليفه حميدتي..

الخلافات التي سبقت التوقيع على الميثاق، مؤشر لفشل مبكر..

مطالبة السودان بإجراءات أقوى لردع التدخل الكيني في شؤونه الداخلية..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

أعلن السودان عن إجراءات تصعيدية ضد كينيا بسبب تدخلها في الشأن الداخلي السوداني، واستضافة أنشطة لميليشيا الدعم السريع وحلفائها، وقال وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين، خلال التنوير الأسبوعي لوزارة الثقافة والإعلام والذي تنظمه وكالة السودان للأنباء ببورتسودان، إن الحكومة السودانية ستقدم مذكرة للاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية الأخرى، بشأن توفير الرئيس الكيني وليام روتو منصة لميليشيا آل دقلو وأعوانها تستهدف أمن السودان واستقراره ووحدته، متوقعاً أن تتخذ هذه الجهات إجراءات ضد نيروبي لتدخلها في الشأن الداخلي السوداني.

مؤشر الفشل:
واحتضنت العاصمة الكينية نيروبي السبت الماضي مراسم توقيع ميليشيا الدعم السريع وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية، على ما يسمى ميثاق السودان التأسيسي الممهِّد لتشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة أثارت غضب وحنق الحكومة السودانية التي رفضتها ونددت بموقف الحكومة الكينية، ونشير إلى أن التوقيع على الميثاق التأسيسي والذي جرت مراسمه في سرية تامة وبعيداً عن أعين الإعلام، جاء بعد ولادة متعثرة استمر مخاضها لنحو خمسة أيام حسوماً، الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشراً مبكراً لفشل هذه الميثاق الذي تعاني المكونات الموقعة عليه من تنافر وعدم تناسق وانسجام.

ضغوط وانحناءة للعاصفة:
وواجهت الحكومة الكينية ضغوطاً مكثفة ومستمرة داخلية وخارجية، قبل وأثناء التوقيع على الميثاق التأسيسي، ولكنها انحنت للعاصفة، ونفذت برنامج التوقيع، الذى جرى وسط إجراءات أمنية مشددة، ويبدو أن الرئيس الكيني وليام روتو لم يُرد أن يخذل حليفه محمد حمدان دقلو ” حميدتي” قائد ميليشيا الدعم السريع والذي تربطه شراكات اقتصادية مع الرئيس الكيني في مجال التعدين عن الذهب والموارد المعدنية الأخرى، وقد بلغت علاقة حميدتي بروتو شأواً بعيداً من المتانة والشراكة الذكية، جعلت قائد ميليشيا الدعم السريع يساهم في وصول حليفه إلى سُدة الحكم في كينيا بعد أن تكفَّل حميدتي في أغسطس من العام 2022م بتمويل الحملة الانتخابية لوليام روتو والتي كلفته ملايين الدولارات.

بوادر أزمة دبلوماسية:
واحتجاجاً على موقف نيروبي، سحبت الحكومة السودانية سفيرها لدى كينيا كمال جبارة، حيث يتوقع وصوله إلى بورتسودان خلال الساعات القادمة، وكانت وزارة الخارجية قد استدعت السفير نفسه يوم الخميس الماضي للتشاور بشأن استضافة نيروبي الاجتماعات التشاورية بين ميليشيا الدعم السريع وقوى سياسية وقيادات مجتمعية بهدف التوقيع على الميثاق التأسيسي الممهِّد لتشكيل الحكومة الموازية، ويعتبر مراقبون أن خطوة سحب السفير بمثابة بوادر لأزمة دبلوماسية بين البلدين، حيث اعتبر السودان الموقف الكيني تنكراً للالتزام بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي، مبيناً أن موافقة كينيا على رعاية إقامة حكومة موازية في جزء من أراضي السودان، يشجع على تقسيم الدول الأفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها الداخلية.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، فقد مضت الحكومة الكينية بقيادة وليام روتو قدماً في تنفيذ المخطط المرسوم لتفتيت السودان، ضاربةً بعرض الحائط التزاماتها الإقليمية والدولية، وعلى الحكومة السودانية أن تتعامل مع هذه الموقف باعتباره إعلان حرب، مما يترتب عليها اتخاذ التدابير اللازمة، بقطع علاقتها الدبلوماسية، وإيفاد مبعوثين خاصين لتنوير المجتمع الدولي والإقليمي بخطورة الموقف الكيني وانعكاسه على مستقبل السلم والأمن الدوليين، وتشديد الخناق الاقتصادي على كينيا ليس بحظر استيراد الشاي الكيني فحسب، وإنما بمنع مرور الخطوط الكينية فوق الأجواء السودانية، لتكون هذه بتلك والبادي أظلم.

مقالات ذات صلة