*عبدالخالق محجوب كان شخص مدهش في رؤيته للاشياء*
*عندما ظهرت بوادر الانقسام في حزب الأمة بعد ثورة أكتوبر 1964 وبدأت الأمور تتضح انها ستقود الي انقسام الحزب تمامآ بين امام الأنصار الإمام الهادي المهدي ورئيس الحزب السيد الصادق المهدي…..،*
*طلب عبدالخالق من احد أصدقائه ان ينقل رسالة شخصية منه الي السيد الصادق المهدي وقال له ” كان يمكن أن* *انقل هذه الرسالة الي السيد الصادق بشخصي او اكلف الأمير عبدالله نقدالله الذي التقيه يوميآ بنقلها ولو تم ذلك لفهم الأمر بصورة او بأخرى لدي السيد الصادق او الأمير او حتى قيادة وأعضاء الحزب الشيوعي ان هذه الرسالة تمثل رأي الحزب وهذا غير صحيح*
*هذه الرسالة هي نصيحة شخصية مني انا عبدالخالق محجوب للسيد الصادق يمكنه الأخذ بها او اهمالها*
*لكن يجب عليه أن يتذكرها دومآ لما يترتب على الأخذ بها او عدمه من نتائج وهي*
*ان اي انقسام في جسد حزب الأمة وهو يمثل اليمين السوداني هو من مصلحتنا كقوي سياسية يسارية تعمل لخلق واقع جديد لجماهير* *السودان*
*ولكنني أرى أن النظر إلى المسالة بوجهها الشامل اهم من انتصارات جزئية ستعصف بالتجربة الديمقراطية الناشئة بعد حكم عسكري استمر لست سنوات٠*
*إن أضعاف الاحزاب السودانية بالانقسامات يضعف التجربة الديمقراطية ويغري اي مغامر عسكري بتجربة حظه في الحكم والمنطقة حولنا تذخر بتجارب مماثلة فيجب علينا أن نحصن التجربة الديمقراطية بالمحافظة على الاحزاب قوية وغير مفتتة*
*ثم اضاف قل له*
*يا سيد الصادق انت تتحدث عن خدمات وتطوير وتأهيل لمناطق الأنصار وإدخال الوعي المعرفي لتخطي مرحلة الارتباط العقائدي*
*يا سيد الصادق الأنصار لو دخلوا الي مرحلة تتخطى الارتباط العقائدي الي الوعي المعرفي اعتقد انهم لن يقفوا معك انت ولا مع عمك الإمام…. نصيحتي لك وهذا رأي شخصي لا علاقة للحزب الشيوعي ومؤسساته به لا تقسم حزب الأمة “*
*وصلت رسالة عبدالخالق محجوب الي السيد الصادق* *المهدي حينها*
*ولكن انقسم حزب الأمة وبعد ثلاثة* *أعوام كان المغامر العسكري اليساري جعفر نميري يحقق ما تنبأ به عبدالخالق تمامآ كأنه كان يقرأ كتاب المستقبل الذي كان هو من ضحاياه.*
الاستاذ/ محمد فرح