*التعاون ..( خشم بيوت)..!! ✨إليكم ✍🏽الطاهر ساتي*

:: بعد احتلال النمسا، تفقد نابليون جنوده، وكان منتشياً بالانتصار.. و تفاجأ بجندي نمساوي مع جنوده، وكان يعمل جاسوساً، فأمر نابليون قائد جيشه بمكافأة الجندي النمساوي بمال تقديراً لتجسسه على رفاقه وأبناء بلده.. !!

:: ولكن الجندي الجاسوس لم يكن بحاجة الى المال في تلك اللحظة، بل خاطب نابليون متوسلاً : ( فقط أريد مصافحة الأمبراطور)، فابتعد عنه نابليون قائلًا : ( عفواً، أنا لا أصافح الخونة ).. هكذا كانت مبادئ القائد ..!!

:: خدمات الجندي النمساوي الخائن لبلاده لم تهز قناعات نابليون الفكرية والأخلاقية ..ومهما كان الجاسوس أو العميل وفياً و مخلصاً، فهو – في النهاية – خائن ، وتحفيزه لا يتجاوز حفنة مال وليس جاهاً أو مقاماًعلياً..!!

:: ونابليون ذاته هو القائل : ( الخائن لوطنه وشعبه مثل الذي يسرق مال أبيه ثم يعطيه للص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يشكره ) .. وهكذا حال الذين يحضنون مليشيا آل دقلو بالخارج، كذلك حال الذين تعاونوا معها بالداخل..!!

:: ولافرق بين التمرد و حاضنه المُلثم بالحياد و ( لا للحرب)، أي لافرق بين آل دقلو و برمة ناصر، ولا بين النور قُجة و ابراهيم ميرغني، على سبيل المثال ..وبالتأكيد سوف يتعامل الشعب مع كل حاضن للمليشيا (بما يستحق) ..!!

:: أما من نسميهم بالمتعاونين هم في الحقيقة متمردين، ولا يختلفون عن الجنجويد اطلاقاً، ولا يستحقون من – الجيش و الشعب – غير ذات المصير الذي يستحقه الجنجويد .. فالإبادة هي العقاب الأمثل لهم جميعاً..!!

:: نعم، من يرشد المغتصبين الى حيث الحرائر ليغتصبوها، ومن يرشد القتلة الى منازل قدامى المحاربين و العُزّل ليقتلوهم أو يأسروهم، ومن يرشد اللصوص إلى بيوت الناس وعرباتهم ليسرقوها، فهؤلاء لايستحقون الحياة ..!!

:: و المتعاون مع الجنجويد في الحي أوضح لأهل الحي من حميدتي و آل دقلو ..ومهما يختبئ أو يحتمي بالمنظمات أو يهرب الى دول الجوار، فلن يُخفي نفسه عن أهل منطقته ولن يُخفي جرائمه عن العقاب..!!

:: رأينا الأب يتبرأ من ابنه المتعاون، والأخ من أخيه، والخال من ابن أخته، وهكذا .. ومع ذلك هناك من يبكي على المتعاون .. ولا يبكي على متعاون – ينال مصيره هلاكاً أو سجناً – غير متعاون مثله.. اي لايبكي حباً فيه أو رحمة به، ولكن خوفاً من ذات المصير.. !!

:: المهم ..ليست للحرب فائدة، ولكن لو جاز التعبير بالقول أن لمعركة الكرامة فائدة، فهي كشفها للمواطن الجيران الذين أرشدوا، و الساسة الذين حضنوا ، و الحُكام والأمراء الذين دعموا .. صحيح يختلفون حجماً وتأثيراً، ولكنهم تعاونوا على أن يكونوا أعداءً للشعب السوداني..!!

مقالات ذات صلة