*بسم الله الرحمن الرحيم*
*فتوى بشأن استخدام السلاح في المناسبات الاجتماعية*
*الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.*.
*وبعد، فقد نظرت دائرة الفتوى بالمجمع الفقهي في الاستفتاء المحول من السيد وزير الشؤون الدينية وفقه الله، بشأن استخدام السلاح الناري في المناسبات المختلفة، وأصدرت الفتوى التالية*-
*أولا. الاستفتاء نفسه تضمن ذكر جملة من الأضرار التي يسببها هذا العمل، وأشدها خطراً: قتل الأنفس، والإصابات، بجانب الترويع، والأذى، والتأثير على الأمن، وعدم احترام سيادة القانون، وتبديد المال العام والخاص، وعليه، فإن هذا العمل محرم شرعاً، للأدلة التالية.*
*1. قول رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ». رواه مالك، وأحمد وغيرهما، والحديث قاعدة كلية*.
*2. الإجماع على حرمة دماء المسلمين وأرواحهم وهذا العمل يهددها ويعرضها للخطر، وقد دلت التجارب على تحقق هذه المخاطر به بإصابات ووفيات في عدة حوادث موثقة ومشهودة*.
*3. حديث أبي موسى الأشعري في البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن مَرَّ في شيءٍ مِن مَسَاجِدِنَا أوْ أسْوَاقِنَا بنَبْلٍ، فَلْيَأْخُذْ علَى نِصَالِهَا، لا يَعْقِرْ بكَفِّهِ مُسْلِمًا”. فكيف بالسلاح الناري*.
*4. حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا”. رواه أحمد وأبو داود. وترويع المسلم عده أهل العلم من كبائر الذنوب ذكر ذلك ابن حجر الهيتمي في الزواجر*.
*5. ما يتضمنه هذا العمل من إتلاف المال بلا فائدة، وهذا تبذير وإسراف نهى الله تعالى فقال: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُور}، [الإسراء: 26، 27]. وهذا العتاد الذي يُستهلك إنما جلُب للدفاع عن والوطن والزود عن حياضه وحماية الناس وأعراضهم وأموالهم، لا تبديده وترويعهم به*.
*لكل هذه الأدلة ترى الدائرة حرمة هذا العمل وإثم فاعله، وضمان كل ما يترتب عليه، وعقوبته.*
*ثانياً: تناشد الدائرة جهة الاختصاص إصدار قوانين واضحة بناءً على هذه الفتوى، وضرورة تنفيذها، وعدم التهاون في إعمال القانون، وإقامة العدالة دون تمييز ولا محاباة لأحد. والله نسأل أن يحفظ بلادنا وشعبنا وينصر جندنا، ويرد كيد أعداءنا.. والله ولي التوفيق*..
*د. قسم الله عبد الغفار قسم الله أحمد.. رئيس دائرة الفتوى العامة..*