*كتب الاستاذ عالم عباس عن ياسر عرمان قائلاً*

التحايا للصديق المناضل الجسور ياسر عرمان، وهو يمضي رافع الرأس شامخا، إثر كل محاولة لاغتيال شخصيته أو تلفيق التهم ضده، بعضها عن سذاجة وجهل وأكثرها عن خبث ومكر، وفي كل مرة، لا يحيق المكر السيء إلا بأهله، ويَنْخَسِئُ المتآمرون! وأما ياسر فقد (تعوَّدَ أنْ يُغَبَّرَ في المنايا ويَدْخُلَ مِنْ قَتامٍ في قتامِ)، لم ترهبه الدسائس ولا ألان قناته المؤامرات، ثم ويصير كيدهم الذي يرتد إليهم، في كل مرة، نوطاً ووساماً يزيّن صدره ويوشح مواقفه التي ما انحازت إلا لشعبه وما أخلصت إلا لمبادئه وأفكاره وإلى رؤيته الواضحة التي ما حاد عنها، منذ التحاقه المبكر بالحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الزعيم الراحل الدكتور جون قرنق دي مبيور. تلك المبادئ التي ظل وفياً لها عبر تقلب الحقب وتعاقب الأحوال، واحتدام الخلاف وتبدل المواقف! لم يهادن ولم يساوم! ورغم تبدل طرائق العمل واختلاف التوجهات وانفراط عقد الرفاق، فقد ظل ياسر ذاك النبيل عند الخصومة والذي ما تنكر أبداً لرفاق سلاح الأمس وزملاء النضال فقد ظل يحترم ويقدر إسهام كل فرد جمعته معه ساحات الكفاح ضد قوى الردة والانفصال. ومهما كانت مرارات الاختلاف وحدة الصراع، فلقد ظل ياسر يذكر مآثر الرفاق وتاريخهم النضالي ويدافع عنهم في نبل واحترام كأنهم أهل بدر!
الذين قصدوا ياسر بمكيدتهم التي يعلمون ضعفها وعوارها، لم يكن واقع الأمر يقصدونه شخصياً، فقد خبروه صنديداً في ساحات المعارك، وفي شتى المواقف وما كان في كل موقع حل به إلا زادهم غيظاً وحنقاً، ولو استطاعوا أن ينالوا منه لفعلوا، وهم يعلمون أنهم لا يستطيعون، وجربوا ذلك مرات لا تحصى وعادوا خائبين خاسئين منهزمين، وهم في هذه المحاولة أيضاً رد الله كيدهم في نحرهم! ولكن هم هذه المرة لم يقصدوا ياسراً لشخصه، فهم أعجز من أن ينالوا منه (ولو قلامة ظفر)، وإنما القصد الطعن فيما يمثله ياسر من كاريزما ورمزية وقدوة لشباب ثائر من طلائع ثوار ديسمبر المجيدة، فحواه أن يدنا طويلة تستطيع أن تطالكم (بالحق بالباطل!) حيث ما كنتم، حتى عبر القنوات الدولية التي تظنون أنها حصينة تمنعكم منا! هي رسالة تخويف، ليس القصد منها ياسر، فهذا الياسر قد عرفوه صعب المراس ودونه خرط القتاد، وإنما قصدوا بمغامرتهم تلك ضرب القُراْف، كما جاء في المثل السائر (اضرب القُراْف خَلِّي الجَمَلْ يَخَافْ)! فات عليهم أن ثوار ديسمبر عبروا حاجز الخوف منذ أن خرجوا وواجهوا رصاص الغدر بصدورهم العارية، وسقطوا شهداء في مذبحة القيادة العامة، ويعرفون من قاتلهم، والذي ما زال يتربص بهم وهيهات! هؤلاء الشباب لن تخيفهم المؤامرات الفجة ولا استهداف أيقوناتهم النضالية، ولديهم القدرة على التصدي والذكاء والفطنة والعلم والعلاقات الذكية ما يمكنهم من إبطال ألاعيب الفجار السحرة، ومعهم لا يفلح الساحر حيث أتى!
قدْ نُذَكِّرُ بعضَ الذين يظنون أنهم بمثل هذه المكايد يُسْكِتون صوتَ الحق، أن الحقَّ إيمانٌ وفِكْرةُ وليست أشخاصاً،
(بعض الناس يعيشون لكي تحيا الأفكاُر بِهِمْ ما عاشوا،
فإذا ماتوا ماتَتْ!
بعضُ الناس يموتون لِكَيْ تحيا الأفكارُ
فإن ماتوا عاشَتْ)!
سيمضي ياسرنا الصنديد، غير هيّابٍ ولا وَجِل، وكما عرفوه في ساحات المعارك المختلفة، قلَمَاً وَرُمْحاً، فسيجدونه دائماً حيث يكرهون! وستهوي إليه أفئدة من شباب هذا الوطن يواصلون معه، وبعده المسيرة حتى ينهض الوطن من كبوته، وإنا لنراه قريبا ولو كره الكافرون، فلا نامت أعين الجبناء!
عالم عباس
جدة/7/مارس/2025

مقالات ذات صلة