*مملكة الفساد المنضود* بقلم/ *محمد أبوزيد مصطفى محمد جميل*

العِقد المنضود من منظومة الفساد راس هرمه في الخارج وهو الذي يوفر الأسواق والتمويل المفتوح لوكلاء الداخل، والذين يتمتعون بامتيازات استثمارية تجارية ضخمة ومهيمنة تتمثل في منح مشروعات نوعية، وتسهيلات خاصة بحكم سلطانهم التمويلي، وانتاجهم الوفير ذي الجودة والمنافسة العالمية، وبنجدتهم للحكومة في الضائقات والملمات التي تُصنع عمداً أو تأتي عرضاً.

الخدمة العامة هي العمود الذي تُصنع فيه الرحي، والتربة الخصبة التي تبذر فيها الخلايا المتصلة للتنسيق اللارادي بدون علم ولا اختيار وفي احايين أخري بتعمد وتخطيط مسبق لتنفيذ ما يوكل إليها من تدمير ممنهج، وإجراء ما يلزم من تسهيلات ومسامحات واعفاءات لأهل الحظوة الذين يؤدون الأدوار المرسومة كما خُطط لها.

الجيوش المنتشرة في كل الساحات والمساحات من سماسرة الاستغلاء الفاحش بنقل السلعة من طبقة لاخري من أجل صناعة التذمر الشعبوي الضاغط علي الحكومات ذات الاستغلال والمتمردة علي الدخول في بيت الطاعة، هي الأخري تقوم بدور متمدد في كل الجغرافيا الوطنية.

عصابات التهريب الممنهج والاحترافي الذي تقوم به فئات متخصصة في الدروب والمخابئ والارتباط الاسفيري والعضوي ببعضها داخلياً ومع الخارج عبر المندوبين أصحاب الشفرات والمصطلحات الخاصة، هؤلاء يغتنون علي حساب الطبقات الوسطي، وبعضهم لصالح من يسرقون المعادن النفيسة ويهربون المواد التموينية والمحاصيل العزيزة ، ومما ينشطون فيه أيضاً تهجير الشباب الطامح الذي ضاقت به الحياة في وطنه بحثاً عن مستقبل آمن له ولأسرته وعائلته. ومن ذلك استجلاب السلاح لخلق اضطرابات أمنية للدولة واشعال الفتن القبلية والسياسية وتزويد التمردات كافة بما يلزم .

إن فئة من التجار ذوي الضمائر المريضة وعن طريق الكسب الرخيص يمتصون السيولة النقدية~ المعتمدة وفق السياسات المصرفية العليا ~ دون ادني مساهمة في المشروعات الإنتاجية الحقيقية، وإنما تدوير المال والكتلة النقدية في المضاربات الجوفاء لتخريب الاقتصاد الوطني، واحتكار المال العام وجعله مداولاً بين الاغنياء فقط من أجل تكوين سلطة مالية موازية للدولة ان لم تكن اقوي ..
والأمر الرباني مقتضاه (كي لا يكون دُولة بين الاغنياء منكم).

التمويل المصرفي (البنكي) الخاص غير المقنن، والاعفاءات الجمركية والضريبية للمحاسيب والراشين يُعتبَر هذا من أكبر المنافذ التي تفسد صغار الموظفين والشرطيين، بسبب الأجور الزهيدة والمداخيل المحدودة وذلك بسبب ذهاب جل الميزانيات لتمويل وتغطية فواتير الحرب (المفروضة) والسلام (الملغوم) .

*(ومن الناس من يُعجِبُك قوله في الحياة الدنيا ويُشهِد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحي الفساد)*
*(واذا أردنا ان نهلك قريةً امّرنا مُترَفيها ففسقوا فيها، فدمرناها تدميراً)*
إن لم نكفكف ونفكك هذه المنظومات فلنبشر بطول معاناة وشظف عيش وخسران مبين.

مقالات ذات صلة