:: ظهيرة الخميس، فيما كان فرسان معركة الكرامة يحصدون جنجويد آل دقلو بقلب الخرطوم، كان فرسان الشمالية يحصدون سنابل القمح في معركة الإنتاج .. تختلف المعارك و محاورها و فرسانها واسلحتها، ولكن العزة للسودان ..!!
:: السودان لن يجوع، هذا شعار عيد الحصاد القومي .. أما ولائياً، الشمالية تقاتل بالانتاج، هكذا شعار ذات عيد بالولاية.. وفات على لجنة الاحتفال إضافة ( أيضاً)، بحيث يكون الشعار: (الشمالية تقاتل بالإنتاج أيضاً)، أي كما تقاتل بشبابها في خطوط النار، و بنفيرها المتواصل لدعم المجهود الحربي ..!!
:: واليوم، و هم يحصدون ثمار جهدهم قمحاً يسُر القلب و العين، يُحق لكرام الأهل بالشمالية و واليهم و أعضاء حكومته أن يفتخروا بما أنجزوا ..كانوا قد وعدوا وعاهدوا الوطن بالانتاج، ثم أوفوا بما وعدوا و عاهدوا، فليفتخروا ..!!
:: إنتاج هذا الموسم لم يكن سهلاً.. الحرب، نقص التمويل، تعطيل الكهرباء بالمسيّرات و ..و..مع ذلك تغلبوا على المتاعب والمتاريس بالعزم و الإيمان حتى إرتوت الأرض وتشبعت البذور ونمت ثم أثمرت سنابلاً من الخير، فشكراً للسواعد ..!!
:: وكان الاحتفال بعيد الحصاد رائعاً في مشروع معاوية البرير – ٢٥.٠٠٠ فدان – بقرية ( تيتي ) ..قرية النجباء، و أشهرهم أستاذنا الراحل المقيم محي الدين تيتاوي، و هي تقع على الضفة الغربية للنيل، وتبعد عن دنقلا (٢٠ كلم)..!!
:: جاء الى تيتي من السلطة المركزية قائد ركب الانتاج، البروفيسور أبوبكر عمر البشرى وزير الزراعة.. يُحدثك عن الزراعة حديث العارفين،و لكن بلغة المزارعين، فلا تمل الإستماع ..!!
:: جاء البشرى إلى أهل الشمال بثلاث رسائل مهمة.. وطّنوا التقاوى، تحوّلوا إلى الطاقة الشمسية، و استجلبوا المستثمرين.. تلك رسائل البشرى، أو فلنقل خطته في المرحلة القادمة، وقد شرع في تنفيذها ..!!
:: وما يؤكد شروع البشرى في تنفيذ خطته هو تأكيده لرفع سقف التمويل المصرفي إلى ( ٨ مليار جنيه)، وبأقساط مدتها ( ٣ سنوات )، ليتمكن المزارعين من التحوّل إلى الطاقة البديلة، وهي الطاقة الشمسية.. !!
:: السودان لن يجوع، ليس شعاراً لعيد الحصاد فحسب، بل واقع يمشي بين الحقول بفضل الله ثم جهد العقول و السواعد ..فالشاهد أن تقدير الإنتاج للذرة و الدخن هذا العام (٦.١٨ مليون طناً )،وفقاً للجنة تقدير الإنتاج وتقييم الإمدادات الغذائية، والفاو – و جهات مهنية أُخرى محايدة- من أعضائها..!!
:: و إن كان ذاك حجم الانتاج، فان حجم الاستهلاك لايتجاوز (٤ ملايين طناً)، وهذا يعني هناك ما قد يفيض عن حاجة الاستهلاك، و لله الحمد..ثم وفقاً لتقرير بعثة الإمداد الغذائي فان انتاج قمح هذا العام مُقدّر ب ( ٤٩٠ الف طناً )، اي يقترب الى (٥٠٪) من الاستهلاك (١.٢٠٠.٠٠٠ طناً)..!!
:: و بالمناسبة، شاهدنا الانتاج بمشروع معاوية البرير، بحيث بلغ انتاج الفدان (٢٨ جوالاً).. و المساحة المستهدفة بالقمح في الشمالية كانت ( ٢٠٥.٠٠٠ فدان)، وما تم تنفيذها بلغ ( ١٩٥.٠٠٠ فدان).. و…يتواصل..!!