*دول الطوق والحزام… اصفع ثم اصفح بقلم / محمد أبوزيد مصطفى*

بلادنا تُطَوِّقُها برا دولٌ جُلّها مضطرب سياسياً وامنياً، ومبعثرٌ اثنياً، ومتخلف حضارياً، بل وبعضها منهار اقتصادياً، وتغلب عليه الأمية والبطالة.
وبالتالي فإن هشاشة الأنظمة السياسية بهذه البلدان تؤثر سلباً علي الجوار الآمن المستقر، وتُخَلُّ بالأمن القومي لها، وهنا تأتي أهمية سياسة الذراع الطويل لتلافي الخطر قبل وقوعه.
الساسة الحكماء الراشدون هم الذين يوفرون الأمن لضمان القوت والرفاه لشعوبهم، (فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) انه حقيقة هو الأمن الاقتصادي.

لكن هؤلاء واولئك يدخلون تسللاً عبر المنظمات الإنسانية الطوعية، والبعثات الدبلوماسية والأمنية، والعمالة الأجنبية، والشركات الكبري وقواها العاملة، فبالشراكات والاستخدام وشراء الأقلام وموظفي الخدمة المدنية، والتغلغل في المؤسسات ذات الطبيعة الأمنية والعسكرية بدعوي التعاون لاحداث الانقلاب الموالي الخادم ،،، اوبصناعة التجويع المتعمد للشعوب من أجل استغضابها وشحنها بأيونات سالبة للانفجار الغاضب ضد حكوماتها واشعال النار واضرامها من داخل تَنّورِها للاقتلاع الحاد غير الرحيم.
وربما بتهريب السلاح المُدَرهم للمجموعات السكانية المتصارعة المتنازعة لاحداث الفتن القبلية الممتدة لأنهاك الاقتصاد وتشويش التنمية ومشروعاتها الواعدة لتهديد مستقبل الأجيال. أو ليمتد ذراعها عبر الحدود مهدداً ومزعزعاً.
فالرعب ثم الرعاية والمراعاة احياناً، عبر المنظومات والمنظمات والهيئات الدولة المصممة، والمسنودة بالإعلام المخدوم والتقارير الكذوب، هذا نهجهم ودابهم ، وكذلك يفعلون.

فزئبقية الدفع عليها ان تتموج صعوداً وهبوطاً، عُلوّاً ودُنوّاً، بذات النهج والوسائل والمنابر، لتحاصرها حيثما اتجهت، وإينما هربت واستغاثت، (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)… (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)…

والغرف المغلقة بها الخلوة المحرمة التي تُغسل فيها الادمغة، باغراءات شياطين الإنس المتحكمة والطامعة، لذا فالتعهد ثم التعهد، قبل وبعد التعاقد لمن بيدهم مقاليد الأمور ، فالعيون الساهرة الساحرة عليها ان تحرس وتحرص، فالإحاطة تُحكَم بتدابير غاية في الدقة لذا فإنها تحتاج للافذاذ الحذاق المهرة لكسر الصندوق كلما احكموا إغلاقه، فهل تضرب ثم تهرب، أم تصفع ثم تصفح، فهم كذلك يفعلون. فتلافي الخطر قبل وقوعه أمر واجب، والوقاية خيرٌ من العلاج… لذا فإننا إذا كنا نريد أن( نرمي قدام) فعلينا ان نؤمن ظهرنا أولاً، مثلما فعل جيشنا المغوار في نهجه اثناء حرب الكرامة فتمكن من هزيمة الجيش العرمرم المدعوم من دول البغي والعدوان.
وقد يكون في الدفع الإيجابي أفضلية علي صناعة الاضطرابات المقابلة، إلا في حالات الضرورة الملجئة المُشرعَنة.

مقالات ذات صلة