لم تبدأ الحرب عند أسوار المدينة الرياضية، بل انتهت إليها. كانت فجر 15 أبريل 2023 خاتمة لمخطط مدروس، ابتدأ بدستور المحامين ثم الاطاري ثم الخيارات المطورة باقتحام مطار مروي، ومرّ بمحطات غامضة جمعت المليشيا ببعض السياسيين وهم يضعون اللمسات الاخيره للانقلاب في حافلة ظلت تجوب ليل الخرطوم المحتقن بالتوقعات، في ذلك الفجر الكذوب حيث اعلن احدهم ضمن متحرك مليشيا الدعم السريع في تقاطع شارع الجمهورية مع القصر ” استلمنا السودان لارجوع ، كان قد اعلن عن انقلاب مكتمل الأركان.. كان يوسف عزت المستشار يحرس الاذاعة السودانية بالبيان الاول.
ما حدث لم يكن حدثًا معزولًا، بل تتويجًا لتحالف خفي تكشّف لاحقًا في بيانات الدعم واجتماعات الخارج وخطاب “الطرفين” الذي أُريد به تزييف الوعي. لم تكن الحرب عبثية، بل محاولة لإعادة هندسة السودان قسرًا.
لكن الشعب والجيش، بوعي راسخ، قرأوا الحدث في سياقه الكامل، فأفشلوا المخطط. واليوم، تتواصل المعركة في بعدها الأعمق: معركة إرادة ووعي، تُواجه فيها الدولة الابتزاز بتعطيل الخدمات وضرب البنية التحتية ، وتُصمد أمام ضغوط الخارج، في سبيل قرار وطني خالص لا يُستورد ولا يُملى. تحرسه ارادة الجيش وكافة القوات النساندة وشعب السودان الذي لايعرف الابتزاز او الخذلان.
دمتم بخير وعافية. Shglawi55@gmail.com