# قلت له: يزداد استغرابي يوماً بعد يومٍ من حالة (الزعل) التي تعتري البعض من مواقف وأفعال الاستاذ الكبير عثمان ميرغني (صاحب التيار).. لأن الرجل ومنذ اللحظات الأولى لاندلاع الحرب اختار المقعد الذي يريد أن يجلس عليه خالفا (رجل على رجل) ولعله آخر صحفي سوداني التقى بقائد التمرد (محمد حمدان) قبل يوم او يومين من تنفيذ خطة الاستيلاء على السلطة.
# الاستاذ الكبير يؤدي الدور المرسوم الذي لا يستطيع أن يحيد عنه، وهو دور مرسوم بعناية عالية الكلفة وذلك ليس خافيا على العالمين ببواطن الأمور وذلك يمكن رصده من خلال مقال أو استضافة فضائية أو تغريدة وكل ذلك يؤكد بأن الاستاذ الكبير لا يبالي بالأصوات التي تنتقده ولا بردود أفعال العوام طالما أن رعاة الحملات راضون تماما عن الأداء.
# اذكر تماما أنه فور خروج الجنرال البرهان من القيادة العامة ووصوله إلى العاصمة الجديدة بورتسودان ومن ثم الاعلان عن زياراته الخارجية لعواصم الدول، طفق الاستاذ الكبير يُبشر بزيارة السيد الرئيس إلى الإمارات وظل يردد هذه الفرية كثيرا إلى أن أسقط في يده حيث طاف الجنرال العالم شرقه وغربه ولم يحط الرحال بعاصمة الشر ابو ظبي.
# الاستاذ الكبير لم يخف يوما حنقه وكراهيته لقائد الجيش، يبدو ذلك واضحا في مواقفه وكتاباته وهو شعور اثق تماما أنه متبادل، رغم محاولات بعض الوسطاء لإعادة الرجل إلى جادة الطريق والتزام الخط الوطني بمغريات كثيرة أولها الالتقاء بالبرهان في بورتسودان والاحتفاء بأفكاره الداعمة لمستقبل الوطن إلا أن الاستاذ الكبير تمترس خلف مواقفه الداعمة لإنهاء الحرب عبر التفاوض والذهاب الى ابو ظبي وقد وضح تماما للوسطاء أن الأمر ليس بيده.
# ما كتبه الاستاذ الكبير عثمان ميرغني عن زيارة الجنرال البرهان للشيخ المسن حماد عبد الله حماد في الدندر واعتبر ذلك تكريم للانحطاط اللفظي، لم يكن إلا تنفيسا وتعبيرا عن حالة الكره التي تعتمل دواخله وهو الذي عاش اسوأ كوابيسه مع انتصارات الجيش المتلاحقة من الدندر إلى العاصمة الخرطوم فلم يكن أمامه إلا أن يظهر خلاف ما يبطن وان (يتكتك) بركوب موجة المحتفلين بانتصارات الجيش.
# ما يقوم به الاستاذ الكبير أو ما يلعبه من أدوار ظاهرة للعيان، يشبه تماما ما يبطنه تجاه الجيش، هو مدرب على ذلك ولا تهمه كثيرا ردود الأفعال الغاضبة لأن ما يقوم به ينسجم تماما مع المخطط الذي تنفذه الامارات في السودان وهذا يعيدني إلى ما التقطته قبل يومين من لسان أحد الباحثين وهو ما اعتبرته تلخيصا للحالة العثمانية الإماراتية الأمريكية حيث قال الرجل وهو صادقٌ: (أن اسوأ أو اميز ما عند الامارات هو النفس الطويل في الشر).. وهذا ينطبق تماما على حالة الاستاذ الكبير الذي لا يبالي ويتميز ببرود لا يجارى حتى وإن قاده هذا البرود إلى (خراب وش) مع انسان البلد وخراب مماثل مع قائد الجيش السوداني الذي يمثل رأس الدولة السودانية حاليا، لا لشيء سوى أنه يؤدي دوره بسياسة النفس الطويل حتى وإن كلفه ذلك أن يخسر مقعده في طائرة العودة إلى الوطن بكرامة الجندي المقاتل في سبيل الوطن.