:: بيان للسفارة الأميركية بالسودان يُذكّرنا شكلاً ببيانات نشطاء المرحلة وعملاء الإمارات حين يكون الجاني جنجويدهم، ولكن مضمون البيان الإمريكي يختلف عن مضامين النشطاء و العُملاء .. فلنقرأ النص : ( الهجمات الأخيرة التي يقال إن قوات الدعم السريع نفذتها على البنى التحتية الحيوية تمثل تصعيداً خطيراً).. بالتأكيد تعثر لسانك و ذهنك في عبارة (التي يُقال)..!!
:: ولعلكم تذكرون، في بدايات الحرب، عندما ترتكب مليشيا آل دقلو الإرهابية الجرائم في المناطق التي تنتشر فيها، كان نشطاء المرحلة و عملاء الإمارات يصدرون بيانات من شاكلة : قوات ترتدي زي الدعم السريع، أفراد يُشتبه بأنهم تابعين للدعم السريع، و..و .. خوفاً من آل زايد وآل دقلو وطمعاً في أموالهم، كانوا يراوغون الحقائق، بحيث يبدو إتهام الجنجويد بارتكاب الجرائم مجرد شكوك و ظنون ..!!
:: ولكن سياق مصطلح الشك في البيان الأمريكي – التي يُقال – يختلف عن سياقات مصلحات الشكوك في بيانات نشطاء المرحلة وعُملاء العمارات.. فالأمريكان على يقين بأن مصدر الهجمات على المرافق المدنية ليس الجنجويد، وعلى يقين بأنها مسيّرات إماراتية، ولذلك أوردوا ( التي يُقال )..لقد صدقوا في التشكيك، هي هجمات إماراتية، تتبناها المليشيا كما تتبنى ديمقراطية عملاء الإمارات بلا فهم ..!!
:: وبعد هجماتها الإرهابية و قطع العلاقات معها، خرجت الخارجية الإماراتية بتصريح نصه : ( ندعو الحكومة السودانية إلى تهدئة الأوضاع وفك الاشتباك والتفاوض لإنهاء الحرب)، و بغض النظر عن التحوّل من مخاطبة الجيش إلى الحكومة، فالبيان يحمل رسالة المسيّرات بالنص: ( التفاوض لإنهاء الحرب)، أي المفاوضات مقابل وقف الهجمات ..!!
:: ولتأكيد ذلك، بعد دعوة الكفيل للتفاوض مباشرة، صدر بيان مرتزقته قائلاً : ( ندعو إلى حل سلمي شامل يُنهي الأوضاع التاريخية المختلّة، ويؤسس لدولة جديدة لا تهيمن عليها فئة أو نخبة بعينها، ويكفل المشاركة العادلة والمنصفة للمناطق المهمشة تاريخياً)، هكذا بيان المليشيا.. وعليه، فان دعوة الكفيل و مرتزقته ليست دعوة إلى السلام عبر التفاوض، بل هي دعوة إلى الإستسلام على مائدة التفاوض ..!!
:: فالحكومة ذهبت الى مائدة التفاوض عندما كانت الحرب في أسبوعها الرابع، وفاوضت المليشيا، ثم وقعت معها ما أسموها بإتفاقية جدة، وكفيل الجنجويد يعرف ذلك.. وراجعوا كل بيانات وتصريحات الكفيل ومرتزقته، ولن تجدوا فيها دعوة لتنفيذ إتفاقية جدة أو الإلتزام بها، إذ هم يتهربون من ذكر هذا الاتفاق .. البيان السعودي عقب الهجمات الإماراتية جدد الدعوة الى الالتزام باتفاق جدة، كذلك مصر و قطر وغيرها ..!!
:: لو كان كفيل الجنجويد يريد سلاماً لطالب الحكومة والمليشيا بتنفيذ (اتفاق جدة)، باعتباره أولى خُطى السلام، ولكنهم لا يريد السلام، بل يريده إستسلاماً تحت نيران المسيّرات، ولكن هيهات..بورتسودان بكل منشأتها ليست أغلى من الخرطوم والجزيرة وسنار والجنينة و الرهد وغيرها من التي نهبتها مليشيا الإمارات ودمرتها وحرقتها.. وناهيكم عن المدن ومنشآتها، فالبرهان ذاته ليس أغلى من عثمان مكاوي .. !!
:: فالشاهد، لن يركع شعبنا للإمارات، بحيث تعود مليشيا آل دقلو إلى مسرح الحياة موازية لجيشنا، أو كما تسعى الإمارات والُعملاء..فلينفذوا اتفاق جدة بالخروج مما تبقت من المدن وبيوت ومرافق الناس والتجمّع في معسكرات، أو فلينتظروا ذات الآلية التي نفذت ذات الاتفاق بالخرطوم والجزيرة وسنار وغيرها.. فالحرب مراحل، ولكل مرحلة عُقول وفُرسان، وما حدث في نيالا – وأغضب الكفيل – لم يكن إلا تمريناً لمبارة الغد..!!