____________________________________
من أجل الهيمنة على الشرق الأوسط فإن صانعي السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ابتدعوا فكرة (المذهفوبيا)، بعد أن استخدموا الورقة الإسلامية للقضاء على الاتحاد السوفيتي قائد الشيوعية الأممية والاشتراكية العالمية،، فكان إسقاط كابل بواسطة التحالف مع المجاهدين من كل الاصقاع واستجلابهم بالمال الخليجي،، وبعد أن استنفدت الورقة الإسلامية أغراضها قاموا بتمزيقها عبر رزع الصراعات المذهبية ما بين السنة والشيعة،، ثم ما بين السنة أنفسهم بدعوى مكافحة الإرهاب،..
عقب انتصار ثورة الخميني في العام 1979م بعام واحد قامت الحرب العراقية الإيرانية عام 1980م _ 1988م وكان المال الخليجي حاضراً في تسليح الجيش العراقي،، وبعدها أيضاً بعام سقط الاتحاد السوفيتي عام 1989م وبعد سقوطه كذلك بعامٍ واحد تم احتلال الكويت في العام 1990م.. ثم تحررت الكويت بعد عام واحد من الاحتلال في العام 1991م.. وفي العام 2001م كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر في العاصمة الأمريكية.. وعلى إثر ذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية باحتلال العراق لمكافحة الإرهاب الذي صنعته بايديها وأسقطت به الاتحاد السوفيتي، ثم انهكته وانهكت به ثورة الخميني في حربين طاحنتين أكلت القوة الصلبة المقاتلة للعرب ومالهم الوفير، ثم سلطتهم على بعضهم وتركتهم كسيري الجناح، ثم اخضعتهم للتهديد الإيراني مرة أخرى ، ثم تركتهم يبحثون عن مخلّص فاوحت إليهم أنه لا خلاصَ إلا بإسرائيل القوة الوحيدة المتبقية في الشرق الأوسط العربي لمواجهة أطماع إيران ، فكانت فكرة التطبيع التي ولدت من رحم التهديد المُخَصّب عبر عمليات جراحية معقدة وطويلة..
ولكن السعودية التي تقود العالم الإسلامي اليوم ترفض الا بشرط إعلان دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، والا فستفقد القيادة والريادة، ونتنياهو الذي يعتبر أن هذا الإعلان سوف يدمر مشروع دولة إسرائيل الممتد من النيل إلى الفرات، والذي أحدثت فيه حرب غزة ثقباً لا يندمل قريباً، هو الآخر يرفض الهدنة والسلام وإيقاف الحرب وليحافظ على نفسه من المحاكمات التي تلاحقه لئلا يقبع وراء القضبان بقية عمره…
الرئيس ترمب في رحلته الخليجية هذه باع واشتري،، خسر وربح،، في {مشروع التطبيع والديانة الإبراهيمية} لكن تبقى المسافة بينه وبين بوش الابن حين احتل العراق وأعلن قولته الشهيرة {باحتلال العراق سيُعاد ترتيب المنطقة} ولأن المشروعين قصد منهما صياغة {شرق أوسط جديد}،
ولكن حكمة الله البالغة أمضت حرب غزة وايقظت الجزائر، ونصرت السودان في حرب الكرامة، ونصرت باكستان على الهند بل انتصر (تحالف باكستان الصين تركيا) على (تحالف الهند اسرائيل أمريكا)
والشرق العربي فيه شركاء متشاكسون ولاعبون متناقضون، إلا أنني أكرر مرات ومرات.. أنه يجب على دولتي وادي النيل أن ينهضا من كبوتهما ويستيقظا من غفوتهما ليقودا المنطقة ويستصحبا معهما الجزائر كقوة صاعدة، وألا يتركا الخليج للنهب والسلب والاستقطاب الإقليمي والدولي، ولينضم كفاح الجميع لتركيا والباكستان،، ومن ثم تأسيس علاقات متوازية مع الصين وروسيا،،
وأما ترمب فإن قضية الطائرة الرئاسية المهداة له من دولة قطر فلربما تكون القشة التي تقصم ظهره، وتبدد احلامه في نيله (جائزة نوبل للسلام) عبر التطبيع،،،
وأما التريليونات التي أبرمت عقودها فإن كثيراً من القراء والمحللين ذهبوا إلى أنها لن تحقق له نصراً سياسياً ما دام انه يفكر بعقلية رجل أعمال يجيد الصفقات ويرسل أبناءه كوفود مقدمة قبل الزيارات ذات الطابع التجاري،،
وعلى كلٍ فالأيام حبلى وسوف ننتظر ونرقب ماذا تكشف عنه في قابل..
وفي كل هذه الحقب كانت امريكا تمتص المال الخليجي عبر الحروب المعدّة مسبقاً،، والتهديد المصنوع،، والحماية المُدّعاة زوراً ومدفوعة الأجر،، وكلما يبحث اشقاؤنا عن ظهير يحميهم من بني جلدتهم تقوم امريكا بابادته وهزيمته عبر اسرائيل التي تعتبرها عينها التي تبصر بها المنطقة ومطرقتها التي تضرب وتدمر كل قوة صاعدة مستقلة يمكن أن تهدد بقاءها أو مشروعها، وليست حرب السودان ببعيدة عن كل هذه التدابير والترتيبات ،، (والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثرَ الناسِ لا يعلمون)