رفضه الجيش، وجدد تمسكه بحسم الميليشيا ميدانياً،،
العرض الإماراتي للتفاوض،، حفظ ماء الوجه..
البرهان: لن نتوقف إلا بالقضاء على ميليشيا آل دقلو الإرهابية..
تصاعد واضح للتدخل الإماراتي في السودان عقب رفض الجيش..
الجنرال معاوية: لن تتوقف النيران، إلا بخروج الميليشيا من الأعيان..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
جدد رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان استمرار المعركة مع ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وعدم توقفها إلا بالقضاء على ميليشيا آل دقلو الإرهابية، وأكد البرهان الذي كان يخاطب حفلاً لتخريج الدورة التأهيلية رقم (21) أمن ومخابرات، أن الحكومة ماضية في إكمال خارطة الطريق واستكمال مطلوبات الفترة الانتقالية، مبيناً أن المنظومة الأمنية والعسكرية تعمل على قلب رجل واحد من أجل وحدة السودان ودحر التمرد ورفع الظلامات التي أصابت أهل السودان جراء انتهاكات ميليشيا الدعم السريع.
تقرير أفريكا كونفيدينشيال:
تصريحات البرهان الرافضة للتفاوض مع ميليشيا الدعم السريع تأتي في سياق ردود أفعال واسعة أثارها تقرير نشرته دورية” أفريكا كونفيدينشيال”، بشأن رفض قيادة القوات المسلحة، عرضاً إماراتياً في مارس الماضي عقب سيطرة القوات المسلحة على ولاية الخرطوم، من أجل التفاوض المباشر يُبقي ميليشيا الدعم السريع كياناً ضعيفاً وشكلياً تحت سلطة الجيش، وأثار رفض الجيش للعرض الإماراتي، حفيظة “حكومة أبوظبي” التي صعّدت من وتيرة دعمها وإسنادها اللوجستي بالمعدات والأسلحة لميليشيا الدعم السريع، قبل أن تتدخل الإمارات بنفسها وتتورط مباشرة في الهجوم بالطائرات المُسيّرة باستهداف مدينة بورتسودان، وكسلا، وكوستي وغيرها، حيث أفادت تقارير صحفية أن الطائرات التي استهدفت مدينة بورتسودان أُطلقت من مدينة بوصاصو في إقليم بونتلاند بالصومال، فيما تقول روايةٌ أخرى المعلومات الاستخبارية وتحديد الإحداثيات أُرسلت من طائرة مُسيّرة انطلقت من بوصاصو أو من سفينة حربية إماراتية، بينما نُفذت الضربات من طائرات مُسيَّرة انطلقت من دارفور وكردفان.
حفظ ماء الوجه:
ووفقاً لمراقبين لمشهد الحرب في السودان، فإن العرض الإماراتي لم يكن سوى محاولة يائسة لحفظ ماء الوجه، بعد الهزائم الساحقة والمتلاحقة التي مُنيت بها ميليشيا الدعم السريع من قبل القوات المسلحة والقوات المساندة لها، مما جعل المخطط الإماراتي لتمزيق وتفتيت السودان في مهب الريح، لتسارع مجبرة وليست بطلة إلى طرح خيار التفاوض لتخفف من وطأة الهزائم بضمان وقف إطلاق النار، تمهيداً للتوصل إلى اتفاق ينهي الصراع، ويأتي شرط إبقاء ميليشيا الدعم السريع ككيان ضعيف تحت سلطة القوات المسلحة السودانية، في إطار مساعي الإمارات لإعادة تشكيل المسرح العسكري السوداني بما يضمن وجودها في المشهد السوداني عبر حليفتها ميليشيا الدعم السريع، ويتخوف مراقبون من أن يدفع رفض الجيش السوداني العرض الإماراتي إلى المزيد من الحماقات التي قد يرتكبها ” عيال زايد” بالمضي قدماً على طريق إرسال المزيد من الدعم والإسناد اللوجستي لميليشيا الدعم السريع، بما يشمل الإمداد العسكري والدعم التقني والمعلوماتي، الأمر الذي قد يعمّق الأزمة ويطيل من عمر الحرب في السودان.
إضفاء الشرعية للميليشيا:
ويمتدح الخبير العسكري العميد دكتور معاوية علي عوض الله تصريحات رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة برفضه التفاوض مع دويلة الشر وشيطان الحرب في السودان، وأكد في إفادته للكرامة أن هذه التصريحات تؤكد الموقف الثابت لقيادة الدولة العليا من مبدأ التفاوض مع هذه الميليشيا والارتهان إلى الميدان الذي قال إن نيرانه لن تتوقف إلا بخروج هؤلاء الأوباش من الأعيان المدنية، وانقطاع دعمها المستمر من دويلة الشر، وأبان الجنرال معاوية دانيال أن الإمارات ومن خلال طرحها مبادرة التفاوض المشروطة بإبقاء ميليشيا الدعم السريع في المشهد السوداني إنما تحاول إضفاء الشرعية على وجود هذه الميليشيا التي يرفضها جميع السودانيين عطفاً على ما اقترفته أياديها الأثمة من انتهاكات وجرائم في حق المدنيين الأبرياء والعزل، مبيناً أن القضاء على ميليشيا آل دقلو ومحوها من المشهد السوداني أصبح خيار الشعب الذي قال كلمته القاطعة باصطفافه خلف قواته المسلحة والتحامه معها في معركة الكرامة الوطنية، وختم الجنرال معاوية دانيال إفادته للكرامة بتهنئة دكتور كامل إدريس على أداء القسم تمهيداً لتسلم مهام منصبه الجديد والجلوس على كرسي رئيس الوزراء الذي قال إنه كرسي ” مجرتق” بدماء الشهداء، مبيناً أن الجيش قد هيَّأ المسرح تماماً لينطلق إدريس بحكومته المدنية تحقيقاً لطموحات وتطلعات الشعب السوداني الصامد والصابر والمثابر.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر يبقى تمسك الجيش بموقفه الرافض مبدأ التفاوض أو إعمال أي تسوية مع ميليشيا الدعم السريع أو داعميها، بمثابة تأكيد على أن القيادة العسكرية لا ترى في هذه الميليشيا سوى فئة باغية ومتمردة يستحيل التعايش معها أو الاعتراف بها كطرف عسكري أو سياسي، وهو رفضٌ يقول مراقبون إنه يتجاوز الموقف التفاوضي إلى خانة الاستراتيجية العسكرية الهادفة إلى الحسم الكامل على الأرض، دون القبول بأي صيغة مهادنة، أو مصالحة تكرّس من نفوذ ميليشيا الدعم السريع الإرهابية، أو تشرعنها وتمنحها شيئاً من الأحقية.