في زمن تشتد فيه الأزمات وتثقل كواهل الشعوب المحنة، يظل الموقف الصادق والوقفة الأخوية علامة فارقة لا تنسى. ومنذ اندلاع الحرب في السودان، لم تغب المملكة العربية السعودية عن المشهد الإنساني، بل كانت حاضرة بيد بيضاء تسند وتمد العون لإخوتها في السودان.
لقد جسدت سفارة المملكة بالخرطوم بقيادة سعادة السفير علي بن حسن جعفر، صورة مشرقة للدبلوماسية الإنسانية، حيث لم يقتصر دوره على تعزيز العلاقات الثنائية فحسب، بل انفتح قلبه ويده للشعب السوداني في لحظة كان بحاجة فيها لكل نفس دعم. فكانت القوافل الإنسانية، ومبادرات الإغاثة، وشحنات الأمل، تصل تباعا لتؤكد أن روابط الأخوة بين السودان والمملكة ليست مجرد كلمات على الورق، بل هي واقع حي تنبض به الأفعال.
واليوم، مع تدشين شحنة لحوم الأضاحي المخصصة للسودان، والتي حملت معها 12,000 ذبيحة، نرى امتداداً لذلك العطاء المتجدد. إنها ليست مجرد لحوم توزّع، بل رسالة محبة صادقة، تلامس موائد البسطاء وقلوب المحتاجين.
إننا كشعب سوداني، لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا بالدعاء وبالشكر للمملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة، ولسعادة السفير علي بن حسن جعفر، الذي جسد عبر حضوره ومتابعته الدور الحقيقي للسفير الذي يترجم القيم والمبادئ إلى مبادرات ملموسة.
تاريخ العلاقات السودانية السعودية طويل وضارب بجذوره في الأخوة، لكن ما عشناه في هذه المحنة جعلنا أكثر يقينا بأن المملكة هي السند وقت الشدائد، وأن ما بين شعبينا أكبر من مصالح عابرة؛ إنه حب متجذر ووفاء متبادل.
فشكرا من القلب، من السودان وأهله، لكل يد امتدت إلينا، ولكل جهد بذل لأجلنا. وسيظل الامتنان حاضرا، كما تبقى الأخوة الصادقة لا يغيرها الزمن ولا تعصف بها الأزمات.