*حول سقوط مدينة الفاشر وارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين..د.موسى أبكر عوض*

بسم الله الرحمن الرحيم

يتابع الشعب السوداني والعالم أجمع، بقلوب يعتصرها الألم، ما جرى في مدينة الفاشر من سقوطٍ مأساوي وجرائم إبادة جماعية ارتكبتها مليشيا الدعم السريع وحلفاؤها ضد المدنيين الأبرياء، مستخدمين أسلحة محرمة دولياً في قصف الأحياء السكنية والمستشفيات ومخيمات النازحين، في انتهاك صارخ لكل المواثيق والأعراف الإنسانية.

إن ما شهدته الفاشر لا يمكن وصفه إلا بأنه جريمة ضد الإنسانية تستوجب تحقيقاً دولياً عاجلاً ومحاسبة كل المتورطين فيها، سواء بالفعل أو بالتواطؤ أو بالصمت. فقد تم تدمير المدينة وحرق منازلها ونهب ممتلكاتها، وارتُكبت انتهاكات بشعة بحق النساء والأطفال وكبار السن، في ظل خذلان مؤسف من القوات المسلحة التي انسحبت الفرقة المسؤولة عن حماية المدينة وتركت مواطنيها لمصيرهم المأساوي.

كما أحمّل رؤساء الحركات المسلحة المتحالفة مع الحكومة كامل المسؤولية الأخلاقية والسياسية عن صمتهم المريب وتقصيرهم الفاضح، بعد أن اختاروا التحالفات السياسية على حساب دماء الأبرياء الذين أقسموا يوماً على حمايتهم.

إن ما حدث في الفاشر وصمة عار في جبين الإنسانية، ويستدعي تحركاً دولياً عاجلاً من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والمنظمات الحقوقية لوقف جرائم الإبادة، وتأمين المدنيين، وإحالة المتورطين إلى المحكمة الجنائية الدولية.

الفاشر اليوم تنزف، لكنها لن تنكسر. ستظل رمزاً للبطولة والصمود في وجه الغدر والخيانة، وسيسجل التاريخ أسماء المجرمين والمتخاذلين في صفحات العار، كما سيسجل أسماء الشرفاء في صفحات المجد والكرامة.
د.موسى أبكر عوض

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole