*( إلا شيلوه )* *الطاهر ساتي*

:: ما كان يُميّز شيخ العرب أبوســن، لم يكن يحب المباشرة، ليتجنب المتاعب أو منعاً للإحراج، أي كان ذكياً وحكيماً.. و في ذات سأله المفتش الإنجليزى عن مأمور مركز رفاعة، وكان إنجليزياً أيضاً، فرد أبوسن : (زول كويس، إلا طوّل )، وفي رواية أُخرى : ( زول كويس إلا جيبو ليهو أولاده ) ..!!

:: إجابة ذكية، وفي طيها أسباب الإقالة، بها طالب أبوسن المفتش بإقالة المأمور..لست بذكاء شيخ العرب،ولكن أتشبه به متوكلاً على الله وأطالب السادة بالحكومة المركزية بإقالة والي الشمالية الفريق عبد الرحمن عبد الحميد، و تعيين آخر يتمتع بقدر من الوعي و المعرفة و حُسن الإدارة ..!!

:: وعن مصدر، هناك تغيير مرتقب لولاة و وزراء، حسب لجان وتقارير تقييم الآداء، ونأمل أن يكون والي الشمالية منهم، هذا بغض النظر عن رأي لجان وتقارير تقييم الآداء .. آداء السيد الوالي ظاهر للناس جميعاً، وليس بحاجة إلى لجان وتقارير تقييم ..غيّروه، وفي تغييره خيرٌ له ولأهل الشمالية ..!!

:: لقد تم تعيينه قبل سبعة أشهر تقريباً، ( كفاية)، صبر عليه أهل الشمالية، وبالتأكيد سيادته صبر عليهم، و وجب التغيير قبل نفاد صبر الطرفين أو أحدهما.. لم أتابع أنشطته في السبعة أشهر الماضية، تشغلنا الحرب عن ذلك ، ثم أن سيادته لم ينجز ما يُلفت إنتباه الناس و الإعلام ليعرفوه ..!!

:: يُقال أنه رجل طيب، ولم تظهر عليه شُبهة فساد مالي، وعدم فساده صفة نادرة وتُحسب له، ولكن وحدها لاتكفي لشغل هذا المنصب الكبير، إذ يمكن أن يشغل – بتلك الصفة النادرة- أمين خزينة أو مدير مالي بإحدى المؤسسات، بعيداً عن مواجهة الناس و الاعلام..!!

:: ولعلكم تذكرون، كنت قد كتبت عن الإنفلات الأمني بالشمالية، وظاهرة (9 طويلة) التي تهاجم أقسام الشرطة والمواطنين.. والحمد لله، شرعت أجهزة الدولة الشرطية والأمنية والعدلية- والجيش – في إزالة بؤر الظاهرة وأوكارها بفرض هيبة ، وذلك بالتخلص من العشوائيات ..!!

:: ومن العشوائيات ما كانوا يسمونها ب ( أولادقمري).. فالشاهد في غفلة السلطات – و خيبتها – نجح التوأم حسن و حسين في تأسيس قوة مسلحة بالشمالية، وأسموها (أولاد قمري).. قبل الحرب كانت متخصصة في النهب والتهريب، وبعد الحرب أيّدت الجيش، فتعاملت معها الأجهزة بحذر ..!!

: ثم كان قرار التخلص منا قبل أن تصبح (دعم سريع آخري).. أمروهم بتسليم عدتهم وعتادهم لأجهزة الدولة، ثم الإلتحاق بالجيش أو المقاومة الشعبية، فرفض حسين الفكرة، أما حسن – له الرحمة والمغفرة – فقد مات في حادث حركة.. وتم حسم المليشيا بالقوة عندما قاومت الجيش..!!

:: المُحزن، كانت مليشيا أولاد قمري تمضي على خُطى جنجويد آل دقلو، بحيث أسست معسكر تدريب، وتسلحت بالعربات و الأسلحة النارية، وكانت تصول وتجول ما بين مناجم الذهب ومعابر الحدود، تنهب هنا وتهرّب هناك، تحت سمع وبصر السلطات المسماة بالمسؤولة، وما هي بمسؤولة ..!!

:: المهم..تمت تصفيتها، ولا علاقة لوالي الشمالية بتأسيس هذه المليشيا، كما لا علاقة له بأوامر و إجراءات تصفيتها.. فالشاهد في الأمر أن الشمالية بكل تفاصيلها – بما فيها أولاد قمري – في وادٍ و الوالي في وادٍ آخر، ولذلك يجب إنهاء تكليفه، و التبرير لهذا بطريقة أبوسن : ( زول كويس، إلا شيلوه)..!!

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole