*أرحامٌ تُغتصب ووطنٌ يُذبح: جرائم الاغتصاب التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع*

*خاص :سودان 4نيوز*
تحقيق …آفاق احمد محمد

لم تكن الأجساد يومًا ساحات حرب… حتى جاءت مليشيا الدعم السريع وحوّلت النساء إلى خرائط للدم، ودفاتر للعار، ومشاريع انتقام قبلي وسياسي لا حدود له. في كل مدينة دخلتها هذه المليشيا، من دارفور إلى الخرطوم، ومن الجزيرة إلى كردفان، كان الاغتصاب جزءًا من “الخطة”. لم يكن جريمة طارئة، ولا فعلًا فرديًا، بل أسلوب حكم، وآلية إذلال، ورسالة دموية مفادها نحن نكسر الروح قبل الجسد.

هذا ليس تحقيقًا عن “حوادث منفصلة” كما يدّعي المجرمون في بياناتهم الهزيلة. هذا تحقيق عن جريمة منهجية ، نفّذتها مليشيا الدعم السريع ، مدعومة بغطاء سياسي واقتصادي، وبصمت دولي أقرب إلى التواطؤ منه إلى العجز.
هنا، لا نتحدث عن أرقام ، نتحدث عن نساء انتُزِعت كرامتهُنّ بصلف المليشيا، وعن قاصرات بُقِرن بذكريات لا يحق لطفلة أن تحملها، وعن رجال صمتوا لأن المجتمع لا يغفر لهم حتى لو كانوا ضحايا .

في كل قرية دخلتها المليشيا، كانت الصورة ذاتها تتكرّر:
أبواب تُكسر… صرخات تُخنق… فتيات يُسحبن من بين أمهاتهن… نساء يُغتصبن أمام أزواجهن… ورجال يُعذّبون لأنهم حاولوا حماية البيت.
كانوا يعرفون ما يفعلون. وكانوا يستمتعون وهم يفعلونه.

لقد حوّلت هذه المليشيا الجسد السوداني إلى دفتر انتقام. في مناطق عديدة وصلت التقارير إلى الحد الذي يجعل المرء يتساءل: هل ما زلنا نتحدث عن بشر؟
طفلة عمرها 12 عامًا تم اغتصابها بالتناوب.
امرأة حامل تم ركلها في بطنها حتى أسقطت الجنين.
قابلات تحدثن عن “عشرات الحالات في يومين”.
رجال تعرّضوا للاغتصاب وصمتوا خوفًا من المجتمع.
أطباء وثّقوا إصابات تؤكّد أن الفاعلين ليسوا “عصابات”، بل قوات الدعم تعرف ماذا تفعل.

تقول إحدى الناجيات:
لم يغتصبوني فقط… اغتصبوا اسمي، عمري، أمي، وبيتي. تركوني أعيش، لكنهم قتلوا شيئًا داخلي

بينما كانت هذه الجرائم تحدث، كان قادة الدعم السريع يطلّون على وسائل الإعلام ليكرّروا كذبتهم المفضّلة:
جنودنا منضبطون… وهذه الادعاءات من صنع العدو
لكنّ الأدلة التي سنكشفها في هذا التحقيق — شهادات تسجيلات، وأقوال أطباء — تقول الحقيقة التي يخشاها الجميع:
المليشيا استخدمت الاغتصاب كسلاح حرب. كسلاح سياسة. كسلاح إذلال

هذا التحقيق ليس بحثًا أكاديميًا.
محاولة لإنقاذ ما تبقى من ذاكرة بلد يريد البعض طمس جراحه.
هو صرخة في وجه مجتمع يكره الاعتراف، وفي وجه عالم لا يرى، وفي وجه قادة جلبوا العار على الزي العسكري.
هو محاولة للقول إن ما حدث لم يكن “أخطاء فردية، بل جريمة جماعية يجب أن تُحاكم قيادة المليشيا عليها كاملة .

إن كنت تبحث عن قراءة سهلة، فتوقّف هنا.
وإن كنت تبحث عن تبرير… لا هذا المكان.
هذا هو تحقيق الجرح السوداني الأكبر

والآن… نبدأ.

وطن تُغتصب نساؤه في كل زاوية، تحت صمت القتلة وصلف المليشيا

في الخرطوم، تفتت الصرخات خلف أبواب مغلقة، والنساء يُسحبن من بيوتهنّ كما لو كنَّ مجرد أشياء.
في أمبدة، تكررت الجريمة كما لو كانت رسالة واضحة: لا مكان آمن لأي امرأة.
في الجريف شرق ، تحطمت البيوت، وتفرقت الأسر، وفصلت النساء عن الرجال بلا رحمة.
في الجزيرة، اختفت الفتيات بين الطرقات الترابية، ضحايا رحلات هروب بلا نهاية.
في الأبيض، وقفت امرأة منهارة أمام مركز صحي مغلق، تحمل طفلة تنزف، بينما كان الموت يراقب من حولها.
وفي دارفور، من الجنينة إلى كبكابية إلى زالنجي، أصبح الاغتصاب أداة تطهير اجتماعي باردة، بلا حدود، بلا خوف، بلا رحمة.

لم تكن هذه الجرائم حادثًا عشوائيًا…
بل كانت استراتيجية عسكرية متكاملة، تمتد من العاصمة إلى أقصى القرى البعيدة، من أحياء إلى المخيمات ، حيث أصبح الجسد السوداني ساحة للانتقام والسيطرة.

تعريف الانتهاك: الاغتصاب كسلاح حرب واسع النطاق بيد مليشيا الدعم السريع

منذ أبريل 2023 لم يعد الاغتصاب مجرد جريمة فردية، بل تحول على يد مليشيا الدعم السريع إلى سلاح حرب متعمد، يُستخدم بشكل واسع ومنهجي في كل منطقة وضعت المليشيا قدمها عليها . لم يكن الأمر صدفة، ولا أفعالًا معزولة، بل نمطًا متكررًا وملفًا واحدًا يتكرر وفق ذات الخطوات:

اقتحام البيوت وكسر الأبواب لانتزاع النساء.

احتجاز الضحايا في غرف مغلقة لساعات أو أيام.

اغتصاب جماعي ينفذه أكثر من عنصر بترتيب واضح.

استخدام السلاح لشل المقاومة وبثّ الرعب.

تصوير الاعتداءات للتشهير والابتزاز وإذلال الأسر.

الاغتصاب أمام أفراد الأسرة لكسر الرجال قبل النساء.

اختطاف النساء والفتيات، ونقلهن إلى مواقع غير معروفة.

استهداف القاصرات والنازحات باعتبارهن الحلقة الأضعف.

هذه الأفعال ليست “رغبة جنسية”… بل أداة عسكرية وسياسية واجتماعية كسر إرادة المجتمعات في المناطق التي قاومت.

إذلال الأسر وتحويل الرجال إلى شهود عاجزين.

تمزيق النسيج الاجتماعي بين الأقاليم.

بثّ الرعب لإجبار السكان على النزوح أو الاستسلام.

لقد استخدمت المليشيا الجسد السوداني كمنصة للانتقام، وكورقة ضغط، وكإعلان سيطرة.
هنا… يصبح الاغتصاب مشروعًا عسكريًا، لا مجرد جريمة.
الشهادة الأولى – الخرطوم (جبرة)

سلمى، امرأة في الخامسة والأربعين من عمرها، تقف أمام الكاميرا بصوتٍ متهدج، لكن عينيها تقولان ما لا تستطيع الكلمات نقله.
“أخذوني إلى غرفة بالدور الأرضي… كانوا ثلاثة رجال. قالوا لزوجي: ‘خليك واقف تتفرج، خليها تعرف منو الرجال’

كانت الضربات تنهال عليها بلا توقف، والتهديد بالسلاح يرافق كل حركة. تمزّق جسدها، ونزيفها لم يتوقف، لكن الخوف كان أكبر: الخوف على حياتها، والخوف على زوجها الذي رأى ما لا يُحتمل.

كنت أحاول الصراخ… ولكن لم يكن للصراخ معنى، كانوا كأنهم يسرقون مني كل شيء… كرامتي، ألمي، حتى أنفاسي

التهديد لم يكن مجرد كلام؛ كل كلمة كانت رصاصة حقيقية، كل لحظة احتجاز كانت جرحًا لا يلتئم، وكل نظرة إلى زوجها كانت رسالة أي محاولة للمقاومة ثمنها حياته.

سلمى اليوم تحمل آثار الجريمة في جسدها ونفسها، وترك الصمت حول ما حدث لا يعني إلا حجم الرعب الذي زرعته مليشيا الدعم السريع في كل بيت، وفي كل قلب

الشهادة الثانية – أمبدة

تجلس “ن.”، في أواخر الثلاثينيات، وظهرها منحنٍ قليلاً كأن الأيام أثقل من جسدها. تتحدث بصوت خافت، لكنه يحمل وحشية ما مرّت به:

“اغتصبوني أكتر من 11 فرد… على مدى خمسة أيام متواصلة.

خمسة أيام لم يكن فيها الليلُ ليلًا، ولا النهار نهارًا.
خمسة أيام كانت فيها محاصرة بين سلاحٍ مصوَّب إلى رأسها، وضحكات جنود يتناوبون عليها كما لو كانت غنيمة حرب.
خمسة أيام لا يُسمح لها فيها بالنوم، ولا بالماء، ولا حتى بستر جسدها.

“كانوا يدخلوا واحد وراء التاني… ما خلوني أرتاح دقيقة… كنت أفتكر كل مرة إنها الأخيرة، لكن الباب كان بيفتح من جديد.”

كانت الوحشية ممنهجة.
كان التعذيب نفسيًا وجسديًا في آن واحد.
لم يكن هناك أي هدف سوى كسرها تمامًا، وكسر مجتمعها عبر جسدها.

عندما أُطلق سراحها — أو بالأحرى، عندما تركوها على قارعة الطريق — كانت منهارة، حافية، وجسدها ينزف.لكن أكثر ما ظلّ معها هو الجملة التي قالها أحدهم قبل أن يغادر:

“أرجعي… وقولي للناس إنو دا مصير أي زول يفكر يقيف ضدنا.

هذه الشهادة ليست قصة فردية.
هي نموذج لما فعلته المليشيا في مناطق متعددة، حيث أصبح الاغتصاب أداة حكم ورعب وتفكيك للمجتمع.

الشهادة الثالثة – دارفور (الجنينة)

طفلة لم تتجاوز الثالثة عشرة، اسمها محفوظ للسرية، جلست على الأرض ترتجف، وعيناها الكبيرتان تكشفان الرعب الذي لم يفارقها.

هجمت علينا المليشيا… أخذوني من أمام أمي… كانوا ثلاثة أو أربعة… اغتصبوني أمام والدتي

كان المشهد وحشيًا، لا يمكن وصفه بالكلمات

صرخات والدتها المكتومة اصطدمت بجدران الغرفة بلا جدوى.

الضرب والتهديد بالسلاح كان مستمرًا، لا يترك أي فرصة للهرب أو المقاومة.

الطفلة خرجت من الغرفة كأنها شخص آخر، جسدها مكسور وروحها مشوهة إلى الأبد.

“لم أعد أعرف نفسي… لم أعد أعرف أمي… كل شيء تغير.

تروي الشهادة كيف أن الاغتصاب هنا لم يكن جريمة عابرة، بل كان أداة إرهاب ممنهجة:

لإذلال الأسرة بأكملها

لإرهاب المجتمع المحلي

لإظهار القوة المطلقة للمليشيا

الضحايا الأطفال والنساء، في هذه المناطق، أصبحوا رموزًا للصمت القسري والخوف اليومي، بينما تواصل المليشيا جرائمها دون محاسبة

شهادة الطبيبة

تحدثت إلينا دكتورة ميساء، بصوت مختنق، عن المأساة التي تواجه النساء والفتيات بعد الاعتداءات الممنهجة من قبل مليشيا الدعم السريع:

“أغلب الضحايا يصلن إلينا بعد تعرضهن للاغتصاب، ومعظمهن حملن نتيجة الاعتداء… الوضع كارثي. الجسد لم يُسلب فقط، بل زرع الحمل قسراً، مما يجعل كل ضحية محاصرة بين صدمة العنف وتهديد مستقبلي كامل.

تصف الطبيبة كيف تتم إسعاف الضحايا في ظل ظروف صعبة للغاية:

تهدئة الضحية وإبعادها عن أي تهديد فوري.

تقديم الإسعافات الأولية للجروح والنزيف، يتم بأقل الإمكانيات الطبية نسبة لانتشار المليشيا في الشوارع

اضافة لمتابعة حالات الحمل الناتجة عن الاعتداء إذا توفرت الإمكانيات.

تقديم دعم نفسي أولي، لأن الصدمة النفسية أحيانًا أعنف من الاعتداء نفسه.

تأمين مكان آمن بعيدًا عن أعين المليشيا، لحماية الضحايا من اعتداء جديد.

وتروي الطبيبة أيضًا واحدة من أبشع الحالات التي واجهتها
أتذكرأتت الينا طفلة لم تتجاوز العاشرة، مغتصبة من عدد منة الجنود… تمزق كل شيء فيها… حاولنا إنقاذها، لكنها لم تتحمل وفارقت الحياة أمامنا. هذا المشهد لم يفارق عيني منذ تلك اللحظة تختتم الطبيبة شهادتها قائلة:

ما حدث ليس مجرد اعتداء جسدي… هذه جرائم ممنهجة، تستخدم الجسد كسلاح لتدمير المجتمع، وترك الضحايا في صدمة مستمرة، بلا حماية، بلا عدالة.

الأثر الإنساني والاجتماعي لانتهاكات المليشيا

الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع لم تقتصر على الجسد… بل امتدت لتدمير النفوس والمجتمعات بأكملها. النساء والفتيات اللاتي تعرضن للاعتداء يعشن آثارًا مستمرة، بعضها مزمن ويدمر حياتهن تمامًا

صدمات نفسية مزمنة الخوف المستمر والكوابيس التي تعيد الاعتداء إلى الذاكرة كل ليلة.

تفكك أسري: الأسر التي فقدت النساء أو تفرقت بسبب العنف تعيش ألمًا لا يلتئم.

حمل غير مرغوب فيه: الأطفال الذين يحملن نتيجة الاعتداء يمثلون عبئًا نفسيًا واجتماعيًا جديدًا للضحايا.

ظهور حالات انتحار بين الضحايا اليأس من العدالة والوضع الاجتماعي القاسي يدفع بعضهن إلى نهاية مأساوية.

عزل اجتماعي للنساء: الصمت والوصمة يحاصران الضحايا ويجعلانهن خارج المجتمع.

فقدان الشعور بالأمان: كل بيت، كل شارع، يصبح ميدان رعب محتمل.

اضطرابات نوم وخوف مرضي: كل صوت أو حركة يذكّر الضحايا بالاعتداء، فتتوقف الحياة الطبيعية فقدان القدرة على الثقة في الآخرين، في الحياة، وفي الذات.

الأمر الأكثر فظاعة أكبر الأضرار ليست في الجسد… بل في الروح.
الجسد يمكن أن يُشفى، لكن الروح الممزقة، والخوف المزمن، والوصمة الاجتماعية، ستظل تعيش مع الضحايا مدى الحياة، شاهدة على وحشية الجرائم واستمرار تأثيرها المدمر على المجتمع بأسره.

مسؤولية مليشيا الدعم السريع

الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع لم تكن أفعالًا فردية عابرة، بل سلوك ممنهج متكامل، يجعل كل مستويات القيادة تتحمل مسؤولية مباشرة، قانونية وأخلاقية:

العناصر المنفذون
يرتدون الزي الرسمي للمليشيا ، يستخدمون عربات المليشيا، ويتصرفون تحت حماية مجموعاتهم. كل اعتداء ينفذونه ليس جريمة فردية فحسب، بل جزء من استراتيجية إرهابية واضحة.

القادة الميدانيون
الانتهاكات تقع تحت إشرافهم المباشر، في مناطق سيطرتهم الكاملة. المسؤولية هنا ليست نظرية، بل عملية ومباشرة: كل حدث يحدث تحت أعينهم وشاركوا في الاغتصابات فعلياً

القيادة العليا للمليشيا
لم تُفتح أي تحقيقات، ولم تُحاكم أي عنصر، رغم حجم الجرائم ووضوحها. الصمت، التواطؤ، أو الإهمال يجعل القيادة العليا مسؤولة مسؤولية قانونية مباشرة عن كل اغتصاب، كل تهديد، وكل وفاة ناجمة عن العنف الجنسي

إن السلوك الممنهج، وتكرار الانتهاكات في مناطق متعددة، يجعل المسؤولية شاملة على جميع المستويات، ويضع القيادة العليا تحت طائلة القانون الدولي باعتبارها جزءًا من سلسلة الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.

_الأدلة المادية

ما يثبت وحشية مليشيا الدعم السريع ليس الشهادات وحدها… بل أدلة مادية موثقة ومحفوظة، تؤكد أن الجرائم كانت ممنهجة ومدروسة:

تقارير طبية تثبت تعرض النساء والفتيات للاعتداء الجنسي والجسدي، بما في ذلك حالات الحمل الناتج عن الاغتصاب.

صور ومستندات سرية توثق الإصابات والجروح، وبعضها تم تصويره من قبل الضحايا خوفًا من تكرار الجريمة.

شهادات مكتوبة وموثقة من ضحايا وشهود، محفوظة لدى محققين مستقلين ومؤسسات حقوقية.

مواقع الاعتداءات التي تم توثيقها جغرافيًا، لتحديد انتشار الانتهاكات ضمن مناطق سيطرة المليشيا.

أدلة حركية للآليات والعربات المستخدمة، والتي رُصدت في أوقات محددة وبشكل متكرر أثناء تنفيذ الاعتداءات.

هذه الأدلة لا تُظهر فقط وحشية المليشيا على الأرض، بل تدعم أيضًا مسؤولية القيادة العليا والقادة الميدانيين والعناصر المنفذين، لتصبح الجريمة واضحة وثابتة على المستوى القانوني الدولي.
أيضا هناك تسجيلات موثقة لاعتراف افراد من المليشيا وفيديوهات صوروها بنفسهم اثناء عمليات الاغتصاب واعتقال النساء .

_التحليل القانوني للجرائم

الاعتداءات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع لا تُعد مجرد جرائم عابرة، بل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق كل المعايير الدولية

الاغتصاب كسلاح حرب: استخدام الاعتداء الجنسي كأداة إرهاب وإذلال لمجتمع كامل يجعل الفعل من صميم جرائم الحرب الممنهجة.

الاستهداف المتعمد للنساء والأطفال: القاصرات والنساء كونهن هدف مباشر، وهذا يدخل ضمن تعريف الجرائم ضد الإنسانية لأنه جزء من سياسة منظمة لإرهاب السكان.

المسؤولية الجنائية لكل المستويات من نفذوا الاعتداءات، مرورًا بالقادة الميدانيين، وصولًا إلى القيادة العليا، جميعهم متورطون بشكل مباشر .

الصمت الدولي وعدم المحاسبة يضاعف الجريمة، ويجعلها ليست فقط انتهاكًا حقوقيًا، بل إهانة قانونية دولية وإعلان إفلات من العقاب.

هذه الجرائم ثابتة بأدلة مادية، وشهادات لا يمكن إنكارها، وتحمل صفة الخطط الممنهجة للقتل النفسي والجسدي، مما يجعل كل مسؤول عنها مجرمًا وفق القانون الدولي

__________
ماجرى ليس مجرد فوضى أو أحداث عابرة… بل حرب ممنهجة على النساء، الأطفال، وعلى النسيج الاجتماعي بأكمله.
مليشيا الدعم السريع لم تقتصر على تدمير الجسد، بل اغتصبت الروح، زرعت الخوف في كل زاوية، وحطمت كل شعور بالأمان والكرامة.

الاعتداءات لم تُرتكب عشوائيًا، بل تحت إشراف قادة ميدانيين، وبصمت القيادة العليا التي لم تفتح تحقيقًا واحدًا، ولم تحاسب أي عنصر. الصمت هذا يجعلهم شركاء مباشرين في الوحشية، ويحوّل كل يوم يمر دون محاسبة إلى إعلان رسمي للإفلات من العقاب.

كل دمعة، كل صرخة، كل طفلة فقدت طفولتها، كل امرأة فقدت كرامتها… هي شواهد حية على الاستراتيجية القذرة والوحشية التي لا ترحم. الجسد يمكن أن يُشفى، لكن الروح الممزقة والخوف المزمن والوصمة الاجتماعية ستظل تلاحق الضحايا مدى الحياة.

هذا التحقيق ليس مجرد تحقيق إنه صرخة مدوية في وجه كل من يظن أن الإفلات من العقاب ممكن.
إنه تحذير صارم للعالم تجاه صمتهم و ما حدث لن يُنسى، ولن يُغفر، وكل لحظة صمت عن هذه الجرائم هي لحظة مشاركة في الجريمة نفسها.

التاريخ لن يرحم الصامتين، ولن ينسى الذين زرعوا الرعب في قلوب النساء السودانيات . كل شهادة، وكل دليل مادي يوثق الوحشية، ويعلن بصوت مدوٍ: العدالة ستأتي، والجرائم ستُحاسب، ولن يمر الدم بلا حساب.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole