؛؛
عاد المستشار توت قلواك لموقعه في القصر الرئاسي بجوبا بالقرب من الرئيس سلفاكير وبعودته عادت الروح للعلاقات بين الخرطوم وجوبا رغم المؤامرة الكبيرة التي قادتها دولة الإمارات العربية المتحدة لوضع جوبا في غير مقامها وتحت وطات الظروف الاقتصادية شديدة التعقيد التي مرت بها جوبا وتمدد نفوذ الإمارات تدهورت العلاقات إلى مستوى أقرب للقطيعة بين البلدين وكان أبعاد توت قلواك من موقعه يمثل الوجه الآخر لمؤامرة هدفها الأول تمكين قوات الدعم السريع من الأراضي الجنوبية وفي ذات الوقت هندسة تشكيل حكومة موالية لابوظبي وإبعاد الرئيس سلفاكير ميارديت الا ان الجنرال الصامت أدرك مؤخرا أبعاد المخطط وأعاد الفريق توت لموقعه ومع عودته نشطت العلاقة مع السودان لأن توت سوداني الهوى محبا للشعب في البلدين وحريصا على الاستقرار في الدولتين وقلبه معلقا بين جوبا بورتسودان وبانتيو وكادقلي وفي ظروف البلاد الراهنة واستهداف المليشيا لمناطق إنتاج البترول في هجليج ومحطة بشائر الجبلين لحقت بدولة جنوب السودان أضرار كبيرة جدا تهدد حتى بيع إنتاجها من النفط لدولة الإمارات الذي لايملك السودان حق الاعتراض عليه ولكن ظروف الحرب الحالية تضع العلاقة في امتحان عسير جدا ولما كان توت قلواك قد أصبح رقما كبيرا جدا في جوبا وهو الأقرب للرئيس سلفاكير دون سائر وزراء حكومته فإن وجوده في بورتسودان منذ يوم أمس على رأس وفد كبير جدا يمثل الأمن والمخابرات ووزارة الطاقة هي فرصة للتفاهم والتنسيق حتى على صعيد الحل السياسي بعيدا عن مسرح العمليات العسكرية فإن جوبا هي من احتضنت مفاوضات السلام التي أفضت لتوقيع اتفاقية السلام التي جعلت مناوي وجبريل ومالك عقار أقرب للبرهان من حدقات عيونه يقاتلون إلى صف القوات المسلحة في معركة الكرامة ولولا جهود جوبا المخلصة بعد سقوط الإنقاذ وحرص توت شخصيا على نجاح تلك المفاوضات لما كان الاستقرار الذي شهدته البلاد قبل أن ينقض عليه حميدتي ويفسد الفترة الانتقالية ومن الأخطاء المميته أن تستبعد دولة جنوب السودان من الدول الرباعية التي غرقت في المستنقع السوداني لأن الدول الأربعة باستثناء مصر التي اقحمت اخيرا لاتعلم عن السودان مثلما يعلم سافاكير الذي لن ينسى تكوينه الأول في سلاح المظلات أو الفرقة التاسعة المحمولة جوا ويظل سلفاكير وتوت قلواك أكثر حرصا على العلاقة بين البلدين وملف هجليج الذي ربما استغرق اغلب أجندة حوار الأمس لن يحول دون وضع اساس لعلاقة مشتركة بين شعب واحد في بلدين



