بورتسودان _آفاق احمد
أفاد مصدر رفيع داخل الدائرة الضيقة لقيادة القوات المسلحة أن الخرطوم شهدت، قبيل مغادرة الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى تركيا، اجتماعًا مغلقًا وعاصفًا ضم قادة عسكريين بارزين، خُصص لمناقشة إعادة ترتيب القيادة العسكرية وشكل السلطة التنفيذية في ظل الحرب
وبحسب المصدر، طُرح مقترح يقضي بـتسليم القيادة العامة للجيش للفريق أول شمس الدين كباشي مع تنحي البرهان عن الموقع العسكري وتوليه رئاسة مدنية للجمهورية في محاولة لإعادة توزيع الأدوار داخل قمة السلطة. غير أن المقترح واجه رفضًا مباشرًا من أطراف اتفاقية السلام بقيادة مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، الذين طالبوا بتأجيل أي تغيير في بنية القيادة إلى ما بعد حسم المعركة العسكرية
وأشار إلى أن التصور المطروح يضمّن تشكيل حكومة جديدة يترأسها البرهان رئيسًا للجمهورية، مع تعيين مني أركو مناوي نائبًا للرئيس حيث تؤول رئاسة حكومة إقليم دارفور إلى الفريق أول جمعة محمد حقار القائد الميداني لحركة/جيش تحرير السودان – جناح مناوي، وقائد القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلحة، في خطوة تعكس نقل ثقل الميدان إلى مركز القرار.
وكشف المصدر أن الترتيبات الجديدة تشمل إبعاد الفريق ياسر العطا والفريق إبراهيم جابر من مواقع القرار، ضمن عملية تفكيك مراكز النفوذ داخل المؤسسة العسكرية وليس مجرد تعديل شكلي.
وأضاف أن رئيس مجلس الوزراء الحالي الدكتور كامل إدريس سيغادر منصبه، على أن يخلفه الدكتور جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة في تحول سياسي يعكس صعود الحركات المسلحة من خانة الشراكة إلى قلب الجهاز التنفيذي
وأوضح المصدر أن الاجتماع ناقش كذلك ملف الخلافة داخل الحكومة التنفيذية حيث جرى تداول أسماء عدة، إلا أن التوافق لم يُحسم بعد، وسط تقديرات ترى أن المرحلة المقبلة تتطلب شخصيات قادرة على ضبط التوازن بين السلاح والسياسة في ظل هشاشة الوضع الأمني.
وأكد المصدر أن الاجتماع كشف عن انقسامات حادة داخل بنية الحكم وأن ما يجري حاليًا هو إعادة توزيع للسلطة تحت ضغط الحرب حيث تُدار الدولة بمنطق السيطرة الميدانية لا بمنطق الانتقال السياسي، محذرًا من أن أي فرض للأسماء أو تجاهل لمعادلات القوة قد يفجّر صراعات جديدة داخل المعسكر الواحد.




