*علي السيد المحامي الذكرى الثالثة للرحيل نظم وقاد خلايا العمل السري المُضاد  للإنقاذ*

علي السيد المحامي الذكرى الثالثة للرحيل

نظم وقاد خلايا العمل السري المُضاد  للإنقاذ

تصريحاته مُهمّة وأساسية وتُوضِّح العديد من الأشياء الغامضة

قال بصريح العبارة: الإنقاذ ليست جادة  وتستخدم المعارضة في تجميل وجهها فقط

المحامي الأول في قضايا الميراث المستعصية للمسلمين والمسيحيين

قالوا عنه: من أشطر المحامين السودانيين، الذين عرفتهم المحاكم بتخصُّصاتها كافّـة، وكسب أشهر القضايا

فقد السودان في ديسمبر 2020، الدكتور علي أحمد السيد محمد، أحد أشهر المحامين وأشجع وأوضح السياسيين لعدة عقود. حيث قاد النضال السري والعلني لحكومة الإنقاذ في أذهي فتراتها وقبضتها الأمنية وهو ضمن قادة الصف الأول بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني، وحتى فترة مشاركة حزبه في الحكومة لم يكن فيها من الموالين أو من يبصمون في صمت لتمرير القضايا الخلافية لمصلحة النظام.
ويعد علي السيد من أنجح وأذكى المحامين السودانيين، الذين عرفتهم المحاكم بتخصُّصاتها كافّـة، وتولّى أشهر وأعقد القضايا السودانية، وكسبها بخبرته وعلمه وثقافته القانونية الواسعة حيث يعتبر علي السيد المحامي الأول في مجال الميراث، وكثيراً ما كان يكسب قضايا الميراث المستعصية على صعيد المسلمين والمسيحيين.
وفيما يلي بعض الإضاءات على بعض الفترات من تاريخه السياسي والقانوني:

برفايل: عوضية سليمان

صباح الأحد، ٢٠٢٠/١٢/١٣م  فُجعت البلاد بوفاة الخبير والفقيه القانوني د. علي أحمد السيد محمد المحامي، القيادي الاتحادي المعروف في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، إثر أزمة قلبية لم تمهله طويلاً، وتَـمّ الدفن في الخرطوم منطقة الشجرة بمشاركة جموع غفيرة من المواطنين وبحضور قادة الاتحادي الديمقراطي وقيادات العمل السياسي والعمل العام والدولة.

٠

والراحل د. علي السيد، هو أمين قطاع التنظيم بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وفوق ذلك قانوني ضليعٌ له إسهاماته في العمل العام ومواقفه مُتعدِّدة، يتحدّث حديث العارفين ببواطن الأمور، ورغم أنّ حزبه اتخذ مكاناً قصياً من المشاركة في التشكيل الحكومي، إلّا أنّه ظل يؤكد على أنهم ممن ساهموا في إنجاح الثورة وإسقاط الحكومة السابقة، وعلاقة الاتحادي بالقوى السياسية والحاضنة الانتقالية.

بدايته في الاتحادي

ويقول الأستاذ عادل عبده، القريب من دوائر الحزب الاتحادي الأصل في حديثه عن الراحل، إنّ علي السيد انضم إلى الاتحادي الديمقراطي الأصل في العام 1985م خلال الديمقراطية الثالثة بتزكية من ابن عمه المرحوم المحامي عثمان السيد، الذي كان عضواً فاعلاً بالحزب في أيام جامعة القاهرة، وبعد فترة وجيزة جاء انقلاب الإنقاذ وبحث الاتحاديون عن شخصية تقوم بقيادة العمل السري ووقع اختيارهم على د. علي السيد، لأنه لم يكن معروفاً آنذاك كعضو في الحزب، فتولى سكرتارية تجمُّع الداخل التي قادت النضال ضد الإنقاذ في سنواتها الأولى، واستطاع السيد بخبرته في العمل السري عندما كان عضواً في الجبهة الديمقراطية أيام الجامعة أن ينظم خلايا العمل المُضاد ضد الإنقاذ باحترافية كبيرة جداً.

اعتقاله في الإنقاذ

وتعرّض علي السيد إلى عدة اعتقالات من سلطة الإنقاذ في العديد من المرات، لكنه كان عندما يخرج من المعتقل يواصل عمله النضالي السري ثم يعود إلى المعتقل مرّةً أخرى، وبعد ذلك تيسّر له أن يقابل مولانا السيد محمد عثمان الميرغني لأول مرة في القاهرة بعد زيارة كانت معدة أساساً لاجتماعات أسمرا، وذهب إلى أسمرا من القاهرة برفقة مولانا الميرغني، وفي هذا المؤتمر خرجت توصيات القضايا المصيرية وكان اجتماعاً مشهوراً لعب فيه الدكتور علي السيد دوراً كبيراً في التوصيات والمخرجات، ثم عاد إلى الداخل مرّةً أخرى ليتَـمّ اعتقاله مرّةً أخرى من مطار الخرطوم، ومكث في المعتقل فترة دامت أكثر من عام.

وبعد ذلك قام د. علي السيد بوضع تصور جديد للعمل السري مبني على توزيع المهام لبعض الخلايا الحزبية دون أن يكون في العمل السري، وهذا المنهج لعب دوراً كبيراً في إحزار عمل بالإهداف الخاصّة لعمل التجمُّع.

اختياره لمؤتمر المرجعيّات

تَـمّ اختيار الراحل علي السيد، كواحد من مساعدي التنظيم وهم أربعة مساعدين في مؤتمر المرجعيّات بالقناطر الخيرية سنة 2004م، ومنذ ذلك الوقت بدأ علي السيد يظهر في الإعلام كواحدٍ من القيادات المؤثرة في الحزب، واكتسب شعبية كبيرة جداً كرجل يُجيد العمل التنظيمي، وكرجل يتّسم أسلوبه بالصراحة والوضوح والشفافية، وعندما يريد الإعلاميون بعض المعلومات المُهمّة في الحزب الاتحادي الديمقراطي، يكشف الغطاء عنها بصورة واضحة وصريحة، وكانت تصريحاته مُهمّة وأساسية وتُوضِّح العديد من الأشياء الغامضة التي كانت قيادة الحزب لا تُريد إظهارها، فكان يتولى الرد في هذا المقام د. علي السيد.

رئيس لجنة بدرجة وزير

عندما جاء اتفاق التجمع الوطني مع حكومة الإنقاذ، صار علي السيد رئيسا للجنة السلام في البرلمان بدرجة وزير، ومن خلال هذا البرلمان استطاع أن يبرز مقدرات كثيرة جداً في توصيل رأيه المعارض داخل البرلمان حتى تَـمّ حلّه، ثم بعد ذلك ظهر علي السيد مُعارضاً للمشاركة في الحكومة، باعتبار أن الإنقاذ ليست جادة وأنها تستخدم الأحزاب المعارضة في تجميل وجهها فقط دون أن تولي الأحزاب الأخرى صلاحيات واضحة تؤثر على الكاريزما المُختصة بدولاب العمل السياسي، ووجد هذا الخط خلافات من قيادة الحزب، لكنه ظلّ على هذا الطريق ولم يحد عنه قيد أنملةٍ.

علاقات جيدة

وللدكتور علي السيد، علاقاتٌ جيدةٌ مع قيادات الحزب، كباراً من مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب، وقيادات الحزب، ومن ثم الأستاذ علي محمود حسنين وجميع المحامين والسياسيين أمثال حاتم السر وكمال أبو نائب بالإضافة لعلاقاته بالوسط السِّياسي العريض.

آخر أيّامه

تٌـمّ تعيينه رئيساً لقطاع التنظيم للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، واستطاع أن ينجز بعض المهام المتعلقة بالتنظيم، وقام بالدعوة لعدد من القطاعات للتنظيم وأدار العمل بإحترافية وعقلية سياسية كبيرة.

رؤية واضحة في الحزب

كانت للدكتور علي السيد رؤية واضحة في أنّ الاتحادي الديمقراطي الأصل حزبٌ لا يتماشى مع التنظيم في تركيبته وطبيعته، فهو حزبٌ منفتحٌ كما يقول الراحل علي السيد عنه، وإنّه عبارة عن بناية دون بابٍ، أو عبارة عن وادٍ مسطح يدخل فيه من يدخل ويخرج من يخرج، ولكنه رغم هذه الرؤية كان يقول إنّه سيبذل قصارى جهده حتى يصبح الحزب في درجة مرموقة، وإن للتنظيم عند الراحل علي السيد أهميةً خاصّةً جداً لتطوير أيِّ حزبٍ سياسي.

أبرز قضاياه

الدكتور علي السيد كمحامٍ، اشتهر بقضايا الميراث، فهو يعتبر المحامي الأول في هذا المجال، وكثيراً ما كان يقوم بمعالجة قضايا الميراث المستعصية على صعيد المسلمين والمسيحيين – على حد سواء، وكثير من المحامين يقولون إن علي السيد عندما كان معتقلاً، كانت تصل إليه القضايا داخل مُعتقله، ثم يستأذن ليفتي فيها من داخل المعتقل، وهو المحامي المتخصص في الميراث.

الاتّهام بالتخابُر..

في أيّـام الإنقاذ، وتحديداً في العام 2000م تَـمّ اتهامه بالتخابُر مع الدبلوماسي الأمريكي وتَـمّت محاكمته رفقة مجموعة من السياسيين بالتجمُّع الوطني الديمقراطي بالداخل من قبل نظام الإنقاذ وقتها، الذي كان أحد قادته، وتولّى هيئة الدفاع عنهم المحامي المناضل الراحل علي محمود حسنين.

عمل في أحلك الظروف

الراحل علي السيد المحامي، قاد التجمُّع الوطني المعارض بالداخل في أحلك وأصعب الظروف مُعرِّضاً نفسه للاعتقالات والسجون، إيماناً منه بقضية وطنه، فارتبط بكافة الأحداث السياسية في تلك الحقبة حتى وفاته.

محامي شاطر

يُعتبر علي السيد من أشطر المحامين السودانيين، الذين عرفتهم المحاكم بتخصُّصاتها كافّـة، وتولّى أشهر القضايا السودانية، وكسبها بعلمه وثقافته القانونية الواسعة وخبرته العريضة في هذا المجال، فهو من أعلام المحامين السودانيين، ظَلّ مُمارساً للمهنة حتى رحيله، تاركاً حسرةً وسط زملائه وتلاميذه.

دور إجتماعي وأسري كبير

الراحل علي السيد كانت له أدوار إجتماعية كبيرة تجاه مجتمعه وأسرته فكان متواصلا مع اهله في جرا وناوا وأمنتقو والحصاحيصا والحاج عبد الله وودفقده وتولي رعاية أسرته بعد رحيل والده ووقف علي دراسة إخوانه وتقول عنه أبنة عمه المصرفية فايزة السيد انه كان مهموما بالأسرة والعائلة ومشاركا فى كافة تفاصيلهم اليومية رغم إلتزاماته فيما اكد الصحفي فيصل محمد صالح إبن أخته انه كان بارا بأهله ومجتمعه ولديه نشاط كبير في ذلك سنفتقده كثيرا.

مقالات ذات صلة