*السلام و الاستسلام ..!!* *الطاهر ساتي*

 

:: وهو مقبل على جولات تفاوض مهمة وخطيرة و حاسمة، على رئيس المجلس السيادي الانتقالي و القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، عليه أن يتذكر بأن الخط الفاصل ما بين السلام والاستسلام هو مصير مليشيا آل دقلو في مرحلة ما بعد الحرب ..!!

:: كنا نأمل أن يتم التفاوض مع المليشيا و حاضنتها السياسية – وكفيلها – بحكومة كاملة الدسم .. مجلس تشريعي و مجلس وزراء ومحكمة دستورية وغيرها من أركان الدولة .. ولكن أراد البرهان بأن يكون ( هو الدولة و الدولة هو ) ..!!

:: وبالمناسبة، قرأت للأخ عادل الباز، عقب عودته من بورتسودان، ما يلي : ( بدا لي أن الرئيس البرهان اعتاد في كل حياته والمهام التي كُلف بها، على العمل منفرداً دون معاونين)، ولذلك، كمايقول الباز : ( تتمركز القرارات الإدارية والسياسية والعسكرية بين يديه) ..!!

:: والأدهى و الأمر، ما كتبه الباز : ( فلا تجد مستشارين كثر حوله، لدرجة أن الرئيس البرهان يكتب خطاباته وتوصياته للقادة بيديه ويوزعها عليهم!!) ..هذا لم يحدث حتى في عهد سلاطين القرون الوسطى، بحيث كانوا يستعينوا بكتبة الخطابات ويعيّنوهم ..!!

:: على كل، في مثل هذه المفاوضات المعقدة و الحاسمة، دائماً ما تسبقها الأنظمة وتستعد لها بورش وتوصيات تعدها مراكز دراسات و خبراء تحت رعاية مؤسسات الدولة، ولكن للأسف يقبل السودان على المفاوضات بالبرهان فقط ..هكذا القدر، والحمد لله على كل حال..!!

:: ولذلك، على البرهان أن يتذكر بأن الخط الفاصل ما بين السلام والاستسلام هو مصير مليشيا آل دقلو الإرهابية..و إن أي إتفاق يبقى هذه المليشيا على ما كانت عليها قبل الحرب، ولو لمدة شهر واحد فقط لاغير، يعني استسلاماً لها و ليس سلاماً للبلد ..!!

:: وما يُعيب البرهان ليس فقط عدم رغبته فى حكومة تشاركه في ادارة الدولة، بل عدم الوضوح مع الشعب أيضاً..مثلاً، لولا الامارات لما علم شعبنا بالاتصال مع محمد بن زايد، كما لولا إسرائيل لما علم باللقاء مع نتنياهو، فالشعب آخر من يعلم، هذا ما لم يكن الشعب هو البرهان أيضاً..!!

:: ومن وحي تجارب سابقة، نخشى أن يمضي مندوب البرهان الى جنيف وغيرها، ثم يمضي على اتفاق كارثي يتفاجأ به الشعب ثم يجده استسلاماً وتسليماً للبلاد – ومن فيها وما فيها – لمليشيا آل دقلو و ( كفيلها)، أي كما كاد أن يفعّل بالإطاري لولا يقظة الشعب والجيش..!!

:: واليوم يدعم الشعب البرهان كقائد للجيش، وهو دعم مطلق وبلاشروط،ولكن هذا الشعب لم يعد يثق في البرهان السياسي الذي تعود على فعل (الشئ جهراً )و ( ضده سراً).. وبالفعل وضده قاد البرهان البلد من مرحلة الثورة الى الفوضى ثم الحرب ..!!

:: والله يعلم الى أين يقود الشعب من مرحلة الحرب؟.. إذ كل شئ غامض ومُريب، و على مدار الساعة يترقب الشعب المُغيّب وكالات الدول و قنواتها لتخبره بمن يتفاوض مع البرهان وبمن يتصل به، ليعرف مصيره ..و طوبى لشعب لايعرف مصيره إلا من الأجانب ..!!

:: المهم .. بجنيف أو بغيرها، يجب الاتفاق على إنهاء مليشيا آل دقلو عاجلاً غير آجل، ثم تعويض المتضررين، ثم حكومة كفاءات مدنية – مستقلة – وذات سلطة مطلقة في إدارة الدولة وتعمير خرابها لحين الانتخابات ..!!

:: نعم، إنهاء المليشيا، تعويض المتضررين، ثم حكومة كفاءات مستقلة، هي ما يجب أن تكون أضلاع مثلث اتفاق السلام، وبغير تلك الأضلاع يصبح استسلاماً .. وإن كان الوالد قد حلم بالإبن رئيساً، فعلى الإبن أن يحلم بشعب يقبل بالاستسلام اتفاقاً ..!!

Tahrrsat@hotmail.com
٢٥ يوليو ٢٠٢٤

مقالات ذات صلة