انقسام المؤتمر الوطني الجديد،امتداد لانقسام نافع / علي عثمان، بأسماء وأشخاص اخرين، تارخياً مجموعة كرتي واحمد هارون محسوبين على علي عثمان محمد طه،وابراهيم محمود وحامد ممتاز وآخرين محسوبين على نافع.
بداء صراع الوطني بعد دخول احمد هارون السجن حيث لم يجمع الجميع على خلفه ابراهيم غندور لمخاوف كثيرة متعلقة بشخصية غندور التي تميل إلى التطبيع مع الوضع الجديد عبر لقاءات حميدتي والعسكر، لكن كان الرفض لغندور في اروقة الحزب ولم يخرج للعلن.
بعد دخول غندور السجن دعت المجموعة الرافضة له لاجتماع شورى اختار إبراهيم محمود حامد مسؤلاً عن الحزب لكن مجموعة الاسلامين التي تقيم في تركيا لم تعتمد هذا الوضع الجديد وعقدت مؤتمراً اختار محمد عطا رئيساً للتنظيم في تركياً ودافعهم في ذلك ان العطا يمتلك علاقات قوية مع الأجهزة التركية واجهزة اخرى في المنطقة ويتمتع بوضع مالي يؤهله للقيادة،لكن هنالك قيادات في تركيا وعلى رأسهم حامد ممتاز رفضت مخرجات المؤتمر، ويعتقد ممتاز انه كان الرجل الثالث في الحزب باعتباره انه الامين السياسي قبل الثورة وياتي بعد احمد هارون نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤن السياسية والتنظيمية في الترتيب التنظيمي وهو الأحق بالقيادة بعد غياب البشير واحمد هارون، اما مهدي ابرهيم يعتقد انه القيادة التاريخية الأحق بالقيادة ويسانده عصام احمد البشير.
تفجرت الخلافات في الوطني بعد الحرب بخروج قياداته من السجون عندما طالب كل قيادي بحقه في القيادة عارضاً شرعيته امام خصومة،اول المطالبين بحقوقه كان احمد هارون دعياً إبراهيم محمود إلى التسليم والتسلم يدعمه في ذلك الامين العام للحركة الاسلامية علي كرتي وكل مجموعة علي عثمان السابقة، رفض إبراهيم محمود التسليم متمسكاً بشرعية الشورى التي اختارته ودعمه في هذا الخيار كل مجموعة نافع علي نافع وتيار عريض من تيار تركيا الذي يقوده محمد عطا الذي نقسم بين الفريقين وتميل قيادته إلى نافع.
يتميز تيار هارون كرتي بقدرات تفوق التيار الآخرة حيث استطاع كرتي قبل الحرب استلام كل استثمارات الحركة باتفاق مع البرهان وحميدتي واستطاع كرتي بتكتيكات كبيرة ان يخلق تماسات مع العسكر أولى التكتيكات انه كشف لحميدتي انقلاب الفريق أول هاشم عبد المطلب،رئيس هيئة أركان الجيش، وحصل بهذه الخطوة على كل مقدرات الحركة الإسلامية واصبح يتحرك سياسيا بقوى وبحماية مثل حماية حسبو محمد عبدالرحمن نائب البشير، هذا التحرك حقق من خلاله كرتي فوائد كبير في الحركة والحزب سيستخدمها الان لصالح احمد هارون
اما تيار إبراهيم محمود حامد رغم انضمام اعداد وأسماء مقدرة له من تنظيم تركيا والداخل ويمكن ان تخلق فارقاً في الصراع إلا ان انه يعاني من ازمة ثقل القيادة داخل الوطني والحركة الاسلامية لكن خروج نافع علي نافع الى تركيا من شرق السودان يمكن ان يغير الموازين لصالح التيار لان نافع يستطيع جمع الكثيرين له من الحزب والحركة وفي تقديري سيبداء من اسطنبول بمهدي ابراهيم وعصام احمد البشير، لذلك يمكن ان تطول اقامة علي كرتي في قطر وسيكون محصور بينها وطهران
على عثمان واحمد هارون قرروا ان تكون إقامتهم داخل السودان لعدت أسباب أهمها ان هارون سيكون ثقيلاً علي اي دولة بما فيها ايران ولن تستطيع استقباله لانه مطلوب دولياً،وثانيها اعتقادات علي عثمان بعدم العمل من الخارج وتحفظاته ومخاوفه على امانه الشخصي والضغوط التي يمكن ان يتعرض عليها العمل التنظيمي من المضيف وهو ما حدث لتنظيم تركيا.
وجود علي عثمان وهارون في السودان وتماسات علي كرتي في الداخل يمكن ان تكون العقبه الأكبر لتيار إبراهيم محمود وللراعي الرسمي نافع علي نافع لكن تبقى الحقيقة ان ازمة القيادة في الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني ستطول وستكون من اهم عوامل الفناء ما لم تستطيع الحركة والتنظيم الإجماع على قيادة مثل حسن الترابي الذي كان يعلم ان تنظيمه يمثل أقلية في السودان لكنه استطاع خلق تحالفات ذكية مع مكونات المجتمع السوداني جعلت منه الثالث في البرلمان ورقماً صعباً في الحياة السياسية.
ويبقى السؤال هل يوجد مثل الترابي في الحركة الإسلامية وأحزابها ؟