عمق الأزمة السودانية ..زين العابدين صالح

عمق الأزمة التي يعيشها السودان ليس هي الحرب الدائرة الآن بين الجيش و الميليشيا بل الحرب نتيجة لأزمة القوى السياسية التي فشلت حتى تقدم مشروعا سياسيا لكيفية ان يكون الحل. بل تقديمها شعارات تدل على ازمتها. و لا للحرب شعار لكنه خالي المضمون تماما و غير مقنع و دلالة انها تعتقد التمسك بالشعار يفضي لتفاوض بين الجيش و الميليشيا و هي تنتظر نتائج التفاوض. الامر الذي يؤكد ان حركة الواقع لا تتحكم فيها القوى السياسية، و بالتالي لا تستطيع ان تفرض رؤية للحل مما يدل على محنة الاحزاب السياسية. اذا القرار بعيد عنها و هي الان لها قطيعة مع الشارع لإنها فشلت ان تنجز شعارات الثورة و في نفس الوقت متهمة أنها ناصرت انقلاب الميليشيا. الامر الذي يؤكد انتظار الحل يعني انها لا تستطيع ان تتنبأ بالتغيير الذي سوف يحدث في المجتمع و بروز قيادات جديدة من واقع الحرب. خاصة الشباب الذين قاتلوا مع الجيش و قدموا تضحيات من اجل الوطن سوف لن يقبلوا بقيادات لم تقدم التضحيات المطلوبة في ازمة الوطن.أن ازمة البلاد هي ازمة قيادات سياسية تمتلك رؤى تستطيع من خلال ان تخلق حوارا وطنيا ينقل الناس من حالة الصدام و المناكفة و مصطلحات الإقصاء الي حوار يفضي لتقاربات و في نفس الوقت يخلق ارضية جديدة للثقة بين التيارات الفكرية المختلفة. ان التخندق في المواقف السالبة و رغائب السلطة لن تقدم غير الصراع المتواصل دون اي حلول على الارض. و شكلية عدم الاقدام على الحوار الخوف من الاخر و الشعور بالازمة داخل كل قوى سياسية ..ازمة العقل المفكر… الامر الذي يتطلب صعود قيادات جديدة تمتلك رؤى تتجاوز بها ما هو مطروح الآن في الساحة السياسية…زين العابدين صالح

مقالات ذات صلة