*صمود النزاهة والتكافلية السودانية في مواجهة سياسة الافقار والاذلال الدولية.. محمد أبو زيد مصطفي*

 

عُرف الشعب السوداني بتكافلية لم تقف عند حد الواجبات، أو الاقتصار علي ذوي القربي فقط وإنما تتعداهم الي الابعدين من اهل الوطن، ويزيد عليها بنجدة المنكوب أياً كان جنسه أو موطنه، فقط لانه انسان له الحق في أن تتنادي إليه المروءة المعهودة والموروثة كابراً عن كابر جينياً.
و اشتهر الإنسان السوداني بنزاهته وأمانته التي وجهت إليه الافئدة لتأتمنه علي الأموال والأعراض.
مما لفت إليه أنظار الخبراء من الامبرياليين الذين لم يهدأ لهم بال في رسم السياسات والخطط والاستراتيجيات لالجام هذه الميزات التفضيلية، وتحطيمها واستهداف هذه القيم النبيلة، مضافاً إليها جسارة وشجاعة السوداني في الحروب والثورات التحررية الوطنية اوعابرة الحدود لنصرة المظلومين من الأشقاء، أو ايفاءاً بما اقتضته المواثيق والمعاهدات.
كما أن المساحة والموقع الجغرافي الذي يقطنه الشعب بخيراته الوفيرة المتنوعة والتي يعز ويندر ان تتوافر مجتمعة في بلد واحد ، يشكل هو الآخر تحدياً يواجهه الشعب السوداني في مقابل الاطماع الإقليمية والدولية.
وفي السابق كان الاحتلال من أجل المال والرجال، أما اليوم فلكسر الأنفة والشمم بالتهجير القسري والانتهاب والاغتصاب من أجل الافقار والاذلال،ونشر الفوضي ليتحقق نموذج الدولة الفاشلة، بواسطة الاستيطان الأجنبي لتغيير المكونات القيمية المتراكمة عبر التاريخ واستبدالها بشتات الظاعنين بلا هوية او وطن ليحتلوا وطناً بشعب وقيم نبيلة، (حسبما يقتضيه المخطط) ..
لذا فانه ليس أمام الشعب السوداني لكي يحافظ علي الوطن والقيم والتقاليد الموروثة، ليس أمامه الا خياراً وأحداً فقط وهو افشال هذا المخطط الخبيث، واجتثاث كل بواعثه والقضاء على جيوبه وتجفيف منصاته التي ينطلق منها، وهذا بالطبع لا يتأتي الا بوحدة عصية علي التفكيك وتلاحم شعبي يتناسي معه رواسب الماضي معتبراً بدروس التاريخ وعظاته، وسرعة الافاقة من الصدمة، والنهوض من الكبوة والنكبة والاستيقاظ من الغفلة، لئلا نقع في الفخاخ والشراك المنصوبة بدقة.   ولتكن التوبة والاوبة الي الله هي زادنا ليصلح الحال والمآل. والسعي الدءوب لإعادة بناء الوطن بسواعد أبنائه والاستعانة بالحادبين علي المصالح المشتركة بلا منٍّ أو تطفيف،
وعلي الجيش السوداني ان يحزم أمره ويلتحم مع شعبه في خوض معركة استرداد الشرف والعزة والكرامة دون التفاتة لمخذلٍ أو خائن، فالله ناصرنا ولا ناصر لهم .

_________________________

محمد أبوزيد مصطفى

مقالات ذات صلة