(١)
أبدى الأخ الصحفي الجسور عطاف عبد الوهاب مؤسس قروب صحافسيون الذي يضم صفوة من رموز السياسة والثقافة والمجتمع حزنه العميق إزاء انحياز الدكتور كمال عمر لتحالف تقدم في الازمة السياسية الوطنية المستحكمة. ومعلوم ان تحالف تقدم متماهي مع مليشيا المجرم حميدتي في الحرب التي يشنها ضد المجتمع والجيش والدولة السودانية.
هذا الاشفاق والرجاء ذكرني بقصة الوليد بن الوليد بن المغيرة عندما اعلن إسلامه أمام النبي صلى الله عليه وسلم وسأله النبي القائد وأين خالد؟؟ عندها كتب الوليد لشقيقه خالد رسالة مؤثرة خاطب فيها وجدان وعقل شقيقه وأبدى دهشته لعدم ادراكه كنه الرسالة المحمدية بما أوتي من كمال الوعي والبسالة وعندها انحاز خالد بن الوليد إلى الجانب الصحيح من حركة التاريخ على النحو الذي تعلمون.
(٢)
قناعتي ان الأخ الدكتور كمال عمر يتطلع إلى وحدة المجتمع والاجتماع السياسي الوطني في الكتلة التاريخية الحرجة لبناء هوادي العقد الاجتماعي والديمقراطية المستدامة لصناعة مرتكزات النهضة السودانية بأبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية ومرجعيتها كل المجتمع.
وقناعتي ايضا ان الأخ الدكتور كمال عمر يتطلع إلى انتظام التيار الاسلامي الوطني الكبير في هوادي المنظومة الخالفة كتطور استراتيجي لحركة الاسلام والتي ظلت عبر التاريخ تنمو باضطراد لأنها نهضت على وعي بتاريخها واذا تعمق الوعي بالتاريخ يصبح التجديد نتيجة طبيعية في الاشكال والابنية ولأن حركة الاسلام في السودان ظلت دائما تتبصر الواقع وتستكشف سياقاته ومصائره فإن المنظومة الخالفة هي النواة الصلبة في قلب مشروع النهضة السودانية القادمة.
(٣)
ان كان ذلك كذلك فان هنالك عدو استراتيجي يشكل تهديد وجودي للمجتمع والدولة السودانية ، والمتمثل في مليشيا المجرم حميدتي الذي ينزع الى تقزيم الدولة السودانية في أسرة وعشيرة واثنية العطاوة العابرة للحدود وقديما ذكر فيلسوف الاجتماع السياسي بن خلدون أن ربقة الملك اذا استحكمت في الدول والمجتمعات يستحيل الفكاك منها لانها ترئم المجتمع في اغلال العبودية كبني اسرائيل الذين ما إن تحرروا من عبودية فرعون وجاوزوا البحر إلى قوم عاكفين على اصنام لهم قالوا لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، وذات قيد العبودية الفرعونية أبطأهم من اقتحام الارض المقدسة حتى كتب الله عليهم التيه والهوان في صحراء سيناء أربعين سنة، حتى تلاشى جيل الهزيمة والاسترقاق وجاء جيل الكرامة والحرية والبسالة بقيادة يوشع بن نون وأقتحم بيت المقدس وأعاد العزة والمجد للشعب اليهودي.
(٤)
اخي الدكتور كمال ان الاولوية الاستراتيجية تقتضي تلاحم المجتمع كتفا بكتف مع الجيش لاستئصال ورم مليشيا ال دقلو الارهابية من جذورها . واستئصال المليشيا إما بالتدمير الشامل او الاستسلام الشامل إذ لا مجال لإعادة تدوير هذه المليشيا الارهابية سياسيا واقتصاديا وعسكريا واجتماعيا وهنا تتجلى نقطة الخلاف الاستراتيجية بين الشعب السوداني، وقيادات تحالف تقدم المنبتة عن الجماهير ولذلك اختارت الصعود إلى السلطة بعقلية البرجوازية الصغيرة التي تتأفف العمل الديمقراطي الصبور والدؤوب وسط المجتمع فصعدوا إلى مراقي السلطة بدءا بعد انقلاب ١١ ابريل ٢٠١٩م وتوقيع الوثيقة الدستورية اغسطس ٢٠١٩م عبر المكون العسكري، ثم نزعوا لإعادة ذات التحالف عبر وثيقة الاتفاق الاطاريء ديسمبر ٢٠٢٢ ولما تمسكت قيادة الجيش بضرورة توافق كل القوى السياسية المدنية على ادارة مهام المرحلة الانتقالية طفقوا بالاستقواء بالإمارات ومليشيا المجرم حميدتي وتآمروا على استلام السلطة بانقلاب ١٥ ابريل ٢٠٢٣م الدموي.
(٥)
لقد استبان لعقلاء الشعب السوداني ان قيادات تحالف تقدم محض كومبارس وان الهدف الاستراتيجي من وراء الحرب تصفية الجيش السوداني واحلال مليشيا آل دقلو في وظيفته واحداث تغييرات ديمغرافية في بنية المجتمع باحلال عرب شتات الساحل الافريقي وتشييد إمارة آل دقلو في السودان يتوارثونها جيلا بعد جيل .
لقد استبان ايضا لشرفاء الشعب السوداني أن أقزام تحالف تقدم لن تفك الارتباط مع دويلة الشر الامارات والمجرم حميدتي فهم مقيدون بخلاخل ذهب حميدتي وأموال محمد بن زايد المخملية وقديما قال المتنبيء: وقيدت نفسي في ذراك محبة ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا
(٦)
اخي دكتور كمال لقد استبان للشعب السوداني الذكي ان النتيجة الحتمية لعدوان الامارات ومليشيا آل دقلو والتابع الذليل تحالف تقدم تدمير الدولة السودانية ونشر الفوضى الخلاقه وتفكيك السودان على صراع الهويات القاتلة، لذلك تداعى كل الشعب مع الجيش لهزيمة أخطر مشروع يشكل تهديد للدولة السودانية منذ الاستقلال وارادة المجتمعات لا تقهر. (وتحقق ارادة المجتمع جوهر المشروع الفكري للحركة الاسلامية السودانية منذ التأسيس وللأبد)
اخي الدكتور كمال عمر الواجب الوطني والاخلاقي والحركي يحتم عليك التحرر من حلف الاشرار ، والانحياز للشعب والجيش في معركة الشرف الوطني . وإلا فان التاريخ ماكر ويضمر الشر لمن لا يتعظ منه
السبت: ٢٠٢٤/٩/٢٨