بورتسودان – 26 نوفمبر 2024
شهدت العاصمة الإدارية بورتسودان ، اليوم ، لقاءً رفيع المستوى بين سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية السودان ، علي بن حسن جعفر ، و وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني، د. عمر بخيت ، اللقاء الذي عُقد بمقر وزارة الخارجية ، جسّد عمق العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية و جمهورية السودان ، و سلط الضوء على سبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات الدينية و الثقافية .
*تعزيز العلاقات الثنائية :*
الاجتماع جاء في إطار الجهود المبذولة لتوطيد الروابط بين البلدين ، خاصة في مجال الشؤون الدينية ، حضر اللقاء الملحق الديني بسفارة المملكة في السودان ، الأستاذ عبدالله آل الشيخ ، الذي أكد في مداخلته على أهمية استمرارية التعاون بين الجانبين بما يخدم المصالح المشتركة ، و أشار آل الشيخ إلى ضرورة تعزيز التنسيق في العمل الدعوي و تبادل الخبرات الدينية ، معتبراً ذلك أحد المرتكزات الأساسية التي تقوم عليها العلاقة بين البلدين .
من جانبه ، رحّب وزير الشؤون الدينية و الأوقاف ، د. عمر بخيت ، بالدور السعودي المحوري في دعم قضايا الإسلام و المسلمين على المستويين الإقليمي و الدولي ، مشيداً بالمبادرات السعودية التي تسهم في تعزيز العمل الدعوي داخل السودان ، و أضاف بخيت قائلاً : “المملكة كانت و ما زالت شريكاً استراتيجياً في دعم برامج الشؤون الدينية ، و هو ما يعكس متانة العلاقات الأخوية التي تربط شعبَي البلدين”.
*محاور اللقاء*
*تناول اللقاء عدداً من المحاور المهمة ، أبرزها :*
– تعزيز التعاون في مجالات الدعوة الإسلامية و نشر قيم التسامح والاعتدال.
– تبادل الخبرات بين المؤسسات الدينية في البلدين لتطوير آليات العمل الدعوي .
– دعم البرامج المشتركة التي تهدف إلى تعزيز الهوية الإسلامية و تنمية الكوادر الدينية .
*السعودية و دورها الريادي*
لم يكن الدور السعودي في دعم القضايا الإسلامية غائباً عن النقاش ، حيث أثنى د . عمر بخيت على المبادرات التي تقدمها المملكة لخدمة المسلمين حول العالم ، كما أشار إلى أن المملكة تلعب دوراً قيادياً في نشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة ، و دعم الدول الشقيقة في مواجهة التحديات الفكرية و الثقافية .
بدوره ، أكد السفير علي بن حسن جعفر أن المملكة تولي اهتماماً كبيراً للسودان ، ليس فقط من باب العلاقات الدبلوماسية ، و لكن باعتباره شريكاً استراتيجياً يحمل تاريخاً مشتركاً و إرثاً ثقافياً متشابهاً ، و أضاف : “نحن ملتزمون بمواصلة العمل مع الأشقاء في السودان لتطوير العلاقات بين البلدين ، بما يعزز قيم التآخي و التضامن الإسلامي .”
*ختام اللقاء*
اختتم اللقاء بالتأكيد على ضرورة تعزيز التنسيق المشترك بين المملكة و السودان ، مع الاتفاق على وضع خطط مستقبلية تعكس عمق العلاقة بين البلدين ، كما أبدى الطرفان حرصهما على تعزيز القيم الإسلامية و العمل معاً على مواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية .
*رسالة التعاون المستمر*
هذا اللقاء يعكس رسالة واضحة مفادها أن العلاقة بين المملكة العربية السعودية و السودان ليست مجرد علاقة دبلوماسية تقليدية ، بل هي شراكة قائمة على القيم و المبادئ المشتركة التي تستمد قوتها من التاريخ و الثقافة الإسلامية ، و بالنظر إلى طبيعة القضايا التي تناولها الاجتماع ، يبدو أن المستقبل يحمل آفاقاً واعدة للتعاون المشترك في المجالات الدينية و الثقافية ، بما يخدم الأمة الإسلامية بأسرها .