*بينما يمضي الوقت* *أمل أبوالقاسم تكتب : آفتنا المتأصلة*

صحيح أن ثمة أزمة متجذرة تراوح مكانها منذ ان حدثنا بها تأريخ السودان السياسي البعيد، وصحيح أن أس هذه الأزمة من لدن الساسة أنفسهم وكأن التشاكس صفة لازمة كونها تصاحب أي مجهود بخصوص الائتلاف. وصحيح أن واحدة أيضا من الإشكالات الهدامة هو أن ذات الأحزاب يعاني بيتها الداخلي الشتات سيما في الآونة الأخيرة.

صحيح كل ذلك وأكثر مما يعيق الحوار السوداني منذ أمد طويل لكن ان لم نتغير وفقا لضرورات المرحلة سيما عقب فترة حرب غير مسبوقة تتطلب اللحمة والتضافر لاستكمال النصر وتغيير الخارطة بصورة عامة. أن لم نستفد ونعي الدرس فلن تقوم لنا قايمة ابدا وسنظل ندور حول دائرة مغلقة تفضى لذات التقاعس والفشل والركاكة ونسير في اتجاه عكسي لمسير العالم من حولنا.

الحملة المنظمة التي تستهدف الحراك السياسي فى مدينة بورتسودان منذ مولده قبيل أسابيع محيرة ولا ندري إلى ما تهدف. قبل أن استرسل دعوني ألفت لترديد اسطوانة مشروخة غير منتجة ظلت تردد مع كل حدث. عبارتا ( التأثير على المعركة ..و الشعب قال .. ).

أولا الجنود لديهم أهداف محددة هو القضاء على الجنجا واعوانهم عسكريا في ميدان المعركة ولا أعتقد أنهم سيلقون بالا لمعارك الساسة في الميديا. وأن كان قادتهم أنفسهم وخلال الزيارات الميدانية يتطرقون للفعل السياسي ثم يتحسس كل منهم سلاحه فما ضير أن تنزل حديث قادتهم واقعا؟

وبالنسبة لإدمان سرقة لسان الشعب والحديث بلسانه صار علكة ماسخة ومكررة يكرس بها كل صاحب غرض لمشروعه بينما الشعب سيد الإسم بعيد كل البعد عن ما يردد بأسمه. الشعب في الوقت الراهن يتتبع فقط أخبار المعركة وانتصارات الجيش التي ستعيده إلى داره ولا يعنيه ما يقوله زيد من الساسة. فدعوا الشعب في حاله إلى حين قيام الانتخابات التي يختار فيها من يحكمه بمحض إرادته.

ترى ماذا يدور بخلد قحت رغم تشرذمها عن الهتر الحالي بين الأحزاب والساسة حول مشروع لطالما طال انتظاره؟ لم لا يلقمهم المتشاكسون حجرا بالتداعي جميعا للحوار الوطني السوداني دون وصاية أو تعامل بفوقية من أي منهم وعندما تضع الحرب أوزارها يكون قد اكتمل بدر .

لم لا تفعلوا ذلك وتتفوقوا عليهم وتقطعوا الطريق على الذين ما زالوا يتآمرون على السودان ووحدته وسيادته، وبالأمس القريب تحدث رعاة قحت التي ما زالت تشابي للحكم . تحدثوا في قاعات أديس ابابا عن وقف الحرب وهدنة ومن ثم حكم مدني ديمقراطي وغيره من الهرطقات المكرورة ذات الأهداف المعلومة.

بالله عليكم لم كل هذا الجدل والتحريض طالما ان الذين يجتمعون الآن من أجل خارطة طريق تم تقديمها ونالت رضا الحكومة، وطالما أنهم يسعون لأجل حوار سوداني سوداني يجمع الكافة بلا استثناء؟ والأهم طالما أن الأمر بعيد من الحكم الذي أصبح هاجس البعض ورئيس مجلس السيادة يقطع بأن الفترة القادمة ستشهد حكومة كفاءات مستقلة برئيس مجلس وزراء مدني عقب تعديل فب الوثيقة الدستورية. إذن مما تقلقون؟

مقالات ذات صلة