*المملكة العربية السعودية ودورها الريادي العالمي في دعم الاستقرار في السودان د. الباقر عبد القيوم علي*

في الوقت الذي تتصاعد فيه الأحداث في السودان و تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم ، و العالم يتابع بقلق شديد الأوضاع السياسية المتوترة التي تعصف بالبلاد ، بالتزامن مع الفرطقة التي أحدثتها مجموعة نيروبي ، و شغلت الرأي العام السوداني و العالمي ، و وسط هذه الأوضاع برزت المملكة العربية السعودية كأحد اللاعبين الرئيسيين الذين سعوا لتحقيق الاستقرار في السودان ، و طيلة هذه الفترة كانت المملكة توجه جهودها من أجل تجنب تفاقم الأزمات السياسية والأمنية في السودان ، وقد جاء موقفها الأخير هذا بعد التوقيع الذي تم بنيروبي ، لإنشاء حكومة موازية ، ليعكس الموقف بوضوح مدى تأثير دور المملكة السياسي و الدبلوماسي في المنطقة ، و يؤكد ريادتها في الساحة السياسية الدولية .

فقد كانت المملكة هي أول من أصدرت بياناً واضحاً وقوياً يرفض هذا التوجه الذي يمكن أن يكون سبباً في تفتيت وحدة السودان ، و هذا الموقف أسهم في تشكيل الرأي الجمعي على بعض الدول و على الدولي ، من أبرز الدول كانت الولايات المتحدة الأمريكية التي إنحازت لموقف المملكة العربية السعودية الداعي للتمسك بالشرعية و السعي لتحقيق الاستقرار في السودان ، و يجب أن تحمد المملكة على هذا الموقف التاريخي .

تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية على قلقها من هذا الميثاق جاء في سياق التحولات التي أحدثتها المملكة ، حيث تبعتها عدة دول في إظهار موقف مماثل ، وهذا التنسيق الدولي يشير إلى أن المملكة تلعب دوراً محورياً في تشكيل المواقف الدولية ، و الرأي الجمعي العالمي ، وتوجيهها نحو ما يحقق السلام والأمن في المنطقة .

و لذا يجب أن نضع ما قامت به المملكة في عين الإعتبار ، و أن نسجي لها أسمى آيات الشكر و العرفان ، فقرارها كان حكيماً و موفقاً ، و قد أثر تأثيراً ضخماً في تحفيز ردود فعل دولية متتابعة ، إذ تبعت المملكة العديد من الدول في إعلان موقف مماثل .

و يعد الموقف السعودي خطوة هامة في إبراز الدور العربي والإقليمي في حل النزاعات و الأزمات ، فبدلاً من أن تقتصر المملكة على دور المراقب الخارجي ، فقد برزت اليوم المملكة كقوة فاعلة في محيطها العربي ، مانعة بذلك التدخلات الخارجية التي قد تكون ضارة ، و نحن نثمن دور المملكة الذي جاء في توقيت بالغ الأهمية ، حيث كان المجتمع الدولي يسعى للضغط على السودان ، إلا أن الموقف السعودي قلب المعادلة بشكل كامل .

مقالات ذات صلة