بسم الله الرحمن الرحيم
مشاهد
محمد الطيب عابدين
*حربُ المُسيرات*
“””””””””””””””””””””””””
( ٤ / ٤ )
بات جلياً أن الدعم السريع لما فشل في معركته على الأرض ضد الشعب السوداني، طار في الهواء مستخدماً المُسيرات، وهو من ذلك يرمي إلى عدة أهداف :
١/ *تدمير البنية التحتية للشعب السوداني الذي وقف مع قواته المسلحة* ( سد مروي – محطات الكهرباء – مطاري عطبرة و مروي – مدينة الفاشر .. و غيرها من المنشأت المدنية ) .
٢/ *خلق حالة من الرعب و عدم الإستقرار لدي المواطن البرئ الأعزل، و دفعة للنزوح و اللجوء، و ترك دياره لإستيطانهم بها* .
٣/ *إرباك الجيش السوداني و دفعه للتشتت للدفاع عن هذه الأعيان المدنية المتفرقة، لتخفيف الضغط العملياتي عليهم*.
٤/ *خلق حالة من التذمر الشعبي ضد الجيش و الحكومة لدفعها للجلوس لإبرام تسوية سياسية تعيد الدعم السريع و مناصرية إلى المشهد السياسي من جديد* .
٥/ *صناعة ( نصر متوهم ) إعلامي ببث أخبار تدمير البنية الأساسية للتنمية لدى الشعب السوداني*.
٦/ *دفع الدول و المنظمات الموالية للدعم السريع سراً و علانية، للمطالبة بحظر جميع الطيران الحربي التقليدي و المسير لخطره على الإنسان السوداني، و بذلك يكون الجيش السوداني الخاسر الأكبر* .
٧/ *ضرب المطارات و الطائرات الحربية للجيش السوداني، لوقف فعاليتها في ترجيح ميزان العمل العسكري لصالح الجيش السوداني* ( مطار و قاعدة وادي سيدنا – قاعدة كنانة – قاعدة مروي و غيرها )
٨ / *تمديد عمر الحرب، و إستمراريتها لإظهار أن الدعم السريع و داعميه قادرين على التدمير و التخريب، بغرض الضغط على الجيش السوداني و الحكومة للتفاوض معهم*.
٩/ إجبار الجيش على قبول هدنة و وقف إطلاق النار ونشر بعثة سلام إقليمية ودولية، من دول متعاطفة مع الدعم السريع .
١٠ / الدعوة لإنشاء مناطق آمنة تديرها الأمم المتحدة من ذات الدول أعلاه .
١١ / الدعوة لفرض حظر سلاح على الجيش السوداني والمليشيا، بدعوة حماية المدنيين، بينما يجلب السلاح سراً للمليشيا المتمردة.
١٢ / تحت ضغط عمليات المسيرات المتواصلة، إجبار الجيش على قبول تكوين حكومة مدنية بصلاحيات كاملة تعمل على تنفيذ أجندتها مثل تفكيك الجيش وإعادة تكوينه على أسس جديدة لحمتها و سداها الدعم السريع .
*و يبقى السؤال الأهم؛ هل أفلحت المليشيا المتمردة في تحقيق أي من أهدافها التي ذكرناها بعاليه، من حرب المسيرات ؟*:
*الواقع على الأرض يؤكد بجلاء و دون ريب،* فشل الدعم السريع في تحقيق أهدافه من حرب المسيرات التي هرب ( فز فزيز ) إليها، خلا حالات التخريب التي أحدثها في احد مولدات سد مروي، و تم إصلاحه؛ و تخريب محطة كهرباء أم دباكر، و بعض المنشأت المدنية الأخرى .
*من أين تأتي المسيرات، و كيف تدخل للسودان، و من الذي يُشغِلها ؟*
*جل المسيرات التي يستخدمها الجنجويد، صينية الصنع،* فالصين تبيع للجيش السوداني و تبيع لعدوه الدعم السريع في ذات الوقت، هي دولة لا تعرف غير المال و مصالحها؛ لذلك التفاهم معها على مصالح إستراتيجية طويلة المدى، عالية المنفعة، يمكن ان يجعلها تتوقف عن تزويد الدعم السريع بهذه المسيرات؛ و في الحقيقة أن الصين تبيع أساساً لدولة الإمارات سلاحاً بمبالغ ضخمة، فقد أصبحت ابوظبي احد مخازن و ترسانات الأسلحة الكبيرة في المنطقة، بما لا يتماشى مع حجمها و شعبها، ولكن بالتأكيد يتماشى مع أهدافها التخريبة في العالم، و السودان تحديداً، فهي المورد الأول و الدائم و ( المُصًِر ) على تفكيك الجيش السوداني و إستبداله بقوات الدعم السريع.
*تتوارد التقارير مختلفة المصادر،* أن السلاح بما فيه المسيرات يدخل إلى السودان عبر دولة ( تشاد ) ، و ( جنوب ليبيا – حفتر ) بشكل مستمر، و أحياناً يهرب عبر دول ( أفريفيا الوسطى )، و ( جنوب السودان)، و ( الحبشة ) ولو خلسةً ..
*معظم مشغلي منصات إطلاق المسيرات،* هم أجانب تم جلبهم كمرتزقة من سوريا، الحبشة، كولومبيا، ليبيا حفتر، الإمارات، و غيرهم، و بينهم افراد من الدعم السريع تلقوا تدريباً متقدماً على عمليات تحديد الأهداف، و إطلاق المسيرات و تتبعها؛ بيد أن المراقب يلحظ أن استخدام المسيرات الإنتحارية ( *الإنقضاضية* ) بات هو الأكثر في الآونة الأخيرة .
*وسائل التصدي لحرب الأمارات على السودان*:
*بما أن نظام ابوظبي هو الراعي الرسمي و الأكبر للجنجويد، و الأكثر إصرارا ً على إستمرار الحرب، و إستنزاف الجيش السوداني و شعبه بغية الضغط عليهم للجلوس معه،* و منحه ما يريد؛ فقد توجب مواجهته عبر الوسائل التالية :
١/ *سياسياً : بإعلان دولة الإمارات العربية المتحدة ( دولة عدو* ) للسودان .
٢/ *ديبلوماسياً* : بتخفيض التمثيل الدلوماسي معها إلى ( أدنى درجة ) في العرف الديبلوماسي .
٣/ محاصرتها في المنظمات الدولية و الإقليمية، بالدعاوى القانونية و التقارير التى تصدرها المنظمات و الصحف و وكالات الاعلام الدولية و الاقليمية، وهو ضغط منتج و فعال في مواجهتها .
٤/ الضغط الإعلامي المستمر و المكثف، عبر اجهزة الإعلام، و وسائل التواصل الاجتماعي، و التظاهرات أمام مقار بعثاتها الديبلوماسية في العالم .
٦/ *عسكرياً* : بسحب القوات السودانية من عاصفة الحزم التي تحد من هجمات ( الحوثي ) عليهم، و تركهم يواجهون مصيرهم، و يشربون من ذات الكأس الذي جرعوه الشعب السوداني .
٧/ الدخول في تحالفات إقليمية ودولية تشكل ضغطاً على ابو ظبي، و تضعف من تأمرها على السودان .
٨/ إتخاذ إجراءات ( حصيفة ) تجاه قاعدة أم جرس في تشاد، و قاعدة أوويل الجديدة في دولة جنوب السودان، و أي منطقة تتخذها الإمارات وكراً لدعم الجنجويد و تهديد أمن و سلام السودان .
٩/ بما أن الإمارات ( *كانت* ) الشريك الاقتصادي الأول للسودان، فيجب محاربتها اقتصادياً بوقف كل تعامل معها حتى تتوقف و تقر بجرائمها في حق الشعب السوداني، و تدفع تعويضاً عن كل تخريب أحدثه ربيبها الدعم السريع .
١٠/ الدخول في شراكات إقتصادية منتجة و فعالة و طويلة الأجل مع الدول التي تمد ابو ظبي بالأسلحة التي يستخدمها الدعم السريع، بغية صرف هذه الدول عن تعاملها مع الإمارات، أو التقليل منه للحد الأدنى .
*صفوة القول :*
“”””””””””””””””””””””
(١) – الدعم السريع لن يتبخر في الهواء، و لن تبتلعه الأرض، و لن يمحا من أرض السودان بكامله، رغم خسائره البشرية الفادحة؛ سيظل موجوداً في شكل عصابات نهب و سلب تقطع الطرق، و تغيير على المدن و القرى؛ سيتحول إلى اداة تخريب في أيدي داعميه و مشغليه و سادته؛ لذا يتوجب وضع الخطط منذ الأن للتعامل مع هكذا وضع، و لمدة طويلة خصوصاً في دارفور .
(٢) – لن تكف الإمارات شرها عن السودان، و هي في ذلك لا تملك لنفسها أمراً فهي مجرد مستعمرة يهودية في قلب جزيرة العرب؛ تحميها إسرائيل و أمريكا و الغرب الذي تسيطر عليه الماسونية اليهودية العالمية؛ و هي معركة طويلة مع السودان تحتاج إلى تدبر و تدبير إستراتيجي، و تعامل غير تقليدي .
(٣) – حرب المسيرات تظل المهرب الآخير للجنجويد، تنحسر كثيراً و لن تتوقف، فتهريب الطائرات المسيرة الصغيرة الإنتحارية ( *الإنقضاضية*) عبر حدود السودان الواسعة و المشرعة المداخل يسهل من استمرار هذه الحرب، فعقلية الجنجويد التدميرية لا تصلح للبناء و التعمير، فديدنهم إلحاق الأذى و الانتقام من شعب السودان و جيشه؛ لذا يتحتم نصب منظومة دفاع جوي و إلكتروني حديثه لإبطال حرب المسيرات الجنجويدية .
{ *إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ* }
[الجزء: ٩ | الأنفال | الآية: ٣٦ | صفحة: ١٨١]
مع تحياتي ،،،
محمد الطيب عابدين
المحامي
بري أيقونة الخرطوم
السبت ٨ مارس ٢٠٢٥م