يا ابنة النيل، يا وترًا مشدودًا على قيثارة المجد، يا قصيدة كتبتها الأرض بمداد الشمس، يا غابةً من الصمود تتشابك أغصانها في وجه الريح. كيف أكتبكِ وكل الحروف تنحني أمام قامتكِ العالية كالنخيل؟ كيف أصفكِ وأنتِ التي ينسج الزمان من صبركِ ثوب العزة، ومن ضحكتكِ لحن الأمل…
أيتها المرأة السودانية، يا من حملتِ في قلبكِ أوجاع الوطن، وغزلتِ من أحزانكِ أجنحة للحلم، كم مرة وقفتِ في وجه العواصف ولم تنكسري؟ كم مرة نبتِ من بين الركام كزهرة رند ، كضوءٍ لا يخبو مهما اشتد الظلام..
في عينيكِ تنعكس حكايات الجدات، صوتكِ يحمل رجع خطى الأمهات، ويداكِ تكتب للغد قصائد لا تموت. أنتِ التي رسمتِ التاريخ بصبركِ، وخطوتِ على دروب المستحيل بجسارة الفارسات. في كل زغرودة منكِ ميلاد ثورة، في كل دمعة منكِ نهرٌ من التحدي، وفي كل ابتسامة وطنٌ يولد من جديد.
اليوم، لكِ وحدكِ تهدى القصائد، وتضاء القناديل، ويقف الزمان احترامًا لصمودكِ، لجمالكِ، لحكايتكِ التي لم تنتهِ بعد. كل عام وأنتِ وطنٌ لا يهزم، كل عام وأنتِ سيدة الحلم والمجد.