.. أتمني أن يكون ما أكتبه هنا باباً يساهم في تشكيل مبدئي – تنظيري للوضع والحال الذي يجب أن يصير اليه وطننا بعد هذه الحرب اللعين كما أرجو أن يكون هذا الباب عبارة عن منتدي اتصالي – إلكتروني منظم في مادته عبر منصة خاصة تنهض به للوقوف علي آراء العلماء و المختصين والباحثين و المسئولين و قادة الرأي و كل الشعب السوداني ليسهم بما يري حيث أن ما عاشه الجميع يجعل من كل فرد من شعبنا حكيماً يدلي برأيه الهام و المعتبر و المحترم بعد ما عاشه من أحداث شاب لها الولدان ..
—————————-
ولقد رأيت ان أبتدر هذا بأكثر ما بات يشكل هاجساً بل تخوفاً حقيقياً من المستقبل حال وضع الحرب أوزارها و العودة الشاملة لأبناء الوطن لكافة مدنهم و أحيائهم و مساكنهم .. وهو الهاجس الأمني .. وان كان الجيش ببسالته و خبرته و شكيمة قادته و كافة وحداته بكافة ضباطها و وجنودها و فنييها و كل المنتسبين اليه و المشاركين برجولة الرجال و همة الفرسان من حركات مشتركة و مجاهدين و مستنفرين ولجان مقاومة ومنظمات وكيانات مدنية شعبية وغيرهم ممن شكلوا في النهاية الجيش الوطني الذي حقق النصر مجتمعاً متوحداً .. ان كان كل هؤلاء قد أدوا دورهم فإن الدور الأمني يجب الآن أن يشمل كافة الشعب السوداني بمختلف فئاته بكل أعمارها و ألوان طيفها وما علينا إلا البدء في التفكير في تحقيق هذا الأمر الهام و المصيري في ظل عالم بدأ ينهش بعضه البعض دون رحمة و لا شفقة و لا أخلاق ولا قيم .. فقط القوي من سيحافظ علي نفسه وفقط الأوطان القوية من ستحافظ علي شعبها و أرضها و تاريخها و حضارتها و ثرواتها ومن سيبقي ضعيفا سيفتك به لا محالة ..
—————————
وفي هذا فإن شخصي الضعيف يقترح الآتي لتحقيق هذا الجانب الهام الذي يمثله الأمن المجتمعي :
—————-
.. يجب بعد هذه الحرب اللعينة ان ينكب المختصون و العلماء وأهل المناهج التربوية علي مختلف مستوياتها من ادناها الي أعلاها لوضع خطة استراتيجية حقيقية لوضع منهج دراسي متكامل و تثقيفي موازي له لاستيعاب من هم خارج السلم التعليمي و عامة عامة الشعب السوداني لتحقيق ما يسمي بالأمن المجتمعي علي الواقع المعاش لهذا الشعب الطيب الكريم وذلك عبر تحقيق مجموعة من الأهداف المتكاملة مع بعضها البعض لتحقيق المطلوب في فكرة محورية تسعي للآتي حرفياً :
( بناء روح يقظة وحس أمني سليم يحافظ به المجتمع علي سلامته و أمنه واستقراره و ما يملكه من تاريخ وحضارة و سلوك وكذا ثروات تمثلها قاعدة موردية ضخمة باتت محل أطماع الـدول الكبري وحتي الإقليمية من حولنا التي باتت هي الأخري وللمفارقة التاريخية تطمع حتي في قدراتنا اللوجستية – الجغرافية وكأنها تحلم وببلاهة في إحتلالنا و السيطرة علي ارض أمة عمرها أكثر من سبعة آلاف عام .. ) .
.. كيف يمكن أن يتم ذلك ..؟؟!! .. هذا هو سؤالنا الذي يجب أن نحدد إجابته عبر في هذه الجزئية من موضوع فكرتنا المركزية حول :
( سودان ما بعد الحرب .. كيف يجب أن يكون ..؟؟!! )
والأمر مطروح هنا علي نحو أو آخر لكافة العلماء و المختصين والباحثين والمسئولين وقادة الرأي وكافة الشعب السوداني الكريم ..
.. والله يهدي لما فيه خير أمتنا و شعبنا السوداني الصامد بعزته وكرامته و تاريخه وحضارته الضاربة في عمق التاريخ ..