لقد بلغ السيل الذبي ،وتجاوز الأمر حدود الأنحدار ليصبح طوفانا هادرا من الهراء المغني ،يطلق عليه زورا وبهتاتا (غناء)أي فن هذا الذي يتغذي علي قذارة الكلمات وسطحية الألحان وعري الأداء ؟إنه ليس فنا ،بل قيح يطفو علي سطح اذواقنا السمعية ،يدنس آذاننا ويسمم الأرواح ويهدد بتجريف آخر لمعالم الجمال والأبدان في وطن جريح يئن في وطأة القتل والأزمات ،ياله من منحدر سحيق أن مشاهد ونسمع هذا الغزو الشرس الفضاء العام بهذا السيل الجارف من التفاهات والعبارات السوقية !كلمات مستفزة تنبعث كالرائحة الكريهه من مكب نفايات لغوية وألحان مكررة كصدي صوت مزعج لضيج الشوارع ،واداء متصنع يفتقر لمقومات الأحساس ،أين هو الفن من هذا المستنفع الآسن من الرداءة والابتذال ،إن اللذين يطلقون علي نفسهم لقب (فنانين)_ليسوا سوي متسلقين استغلوا فراغ تركته مؤسساتنا المترهلة واعلامنا الناقد ،انهم يتجارون بالجهل وبقدمون للجمهور خلاصة أنحطاط كلمات وتسابق في لبس البواريك الشعر المستعار وحقن تفتيح اللون وعرض ازياء وتسمين الوجوه ورقص لا يتناسب مع الزوق العام ،إن صعود نجوم كما يسمون انفسهم نجوم زيف لو يكن ليتحقق أولا غياب الرقابة الفاعلة وتخلي النخبة المثقفة عن دورها التنويري واستسلام المجتمع لهذا الطيف الباهت من الفن لقد تركت الساحة لمن هي ودب لينشر سمومه اللغوية تحول الفن من أداة للرقي الي وسيلة للجهل وترسيخ ثقافة العنف اللفظي بالاشارة الي امثال علي كايرو الذي يتقيأ كلمات اغنية كما يسميها وسخانة من جوه وبره ،لونها جديد مصدي واخري تغني يانساء العالمين سكلتك امك يافتاة سندس سوداني ووحده بتشحد علني عايزة زول يمنعها الخروج مفترض يحبسوك اقلاها حفاظا علينا من هذا التلوث السمعي واغاني الظار ومطاعنات واخرتها ملاسنات في اللايفات هذا حال القونات هذه جريمة سيحاسبنا عليها التاريخ ،لماذا نسمح لهن ان هذا التفنن بمجد عمالقة اطربوا وارسوا وامتعوا قواعد الفن الأصل في هذا الوطن المثقل بالجراح لن تلوث اسماعنا بضجيج الهبوط بعد ان ترنمت ارواحنا بروائع الكاشف ،ووري،الكابلي ،مصطفي سيد احمد ،عثمان حسين ،الحوت ،الهادي ود الجبل ،عركي،عقد الجلاد،ابن البادية ،عائشة الفلاتية وغيرهم انه فرق شاسع كالفرق بين السماء والارض وبين النور والظلمة ،وبين العطر الفواح والروائح الكريهة ،ان الوقت قد حان للانتفاضة ضد القونات يجب علي كل غيور علي هذا الوطن وثقافته وفنه ان يرفع صوته في وجه هذا الهبل ونتكاتف لانقاذ قيم وجمال فننا الاصيل ونطالب برقابة صارمه ونشجع المواهب الحقيقية ،ان الصمت بمثابة استسلام لهذا الأنحدار وتواطؤ مع مروجي الرداءة والابتذال ولنجعل الكلمة واللحن أدوات للرقي والارتقاء لا وسائل الأنحدار والسقوط ،انها معركة الهوية والجمال ،معركة الزوق والوعي يجب أن ننتصر فيها من أجل سودان اكثر اشراقا ورقيا وعزا .
القونات إسم يغطي قبح مانري
هراء مغني وسيلة مضطرب
اصوات تصرخ بالرداءة صارخة
تدنس السمع ولاتبقي علي …..!