*ساتي للخارجية ..!!* *الطاهر ساتي*

:: إعلام مجلس الوزراء يوضح أن ما نُشر حول تعيين السفير نور الدين ساتي وزيراً للخارجية غير صحيح، ولكن إعلام مجلس الوزراء لم يوضح ما نُشر عن ترشيحه وزيراً للخارجية، وهذا ما يبدو صحيحاً.. نعم،ساتي مُرشح لهذا المنصب، ولم يُعيّن بعد، و لم تم تعيينه لأعلنوه مع وزيري الدفاع والداخلية .. والترشيح لشغل أي منصب بالدولة حق مشروع لأي سوداني، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة الفحص والمعاينة، ليكون المرشح مستحقاً لهذا المنصب أم لا ..!!

:: لا أعرف نور الدين ساتي إلا من خلال نشاطه العام، و لم إتشرف بلقائه أو محادثته.. ولكن بالمعايير الوطنية و المهنية، فانه ليس مؤهلاً للترشيح فحسب، بل مؤهل لشغل هذا المنصب ..ما العيب في ترشيحه؟، وما المانع ؟، وهذي الضجة الكُبرى علاماً؟..لا ينتطح عنزان في مهنيته، وبالمعايير الوطنية فإنه داعم للخط الوطني منذ فجر المحاولة الانقلابية الفاشلة، والتي أصبحت حرباً.. وغادر تقدم باستقالة شهيرة احتجاجاً على إرتمائهم في حضن كفيل الجنجويد..!!

:: نعم، في أكثر من خمس ورش، بجنيف و أديس أبابا و القاهرة، ظل ساتي يطالب نشطاء صمود بالتبرؤ من جرائم الجنجويد، ولكنهم – كالعهد بهم حتى الآن – يختبئون وراء الحياد المزعوم و ( طرفي النزاع) و ( حرب الجنرالين) وغيرها من قطع الكدمول، فغادرهم كما غادر كيكل الجنجويد و انحاز للشعب و الوطن.. ومنذ المغادرة ظل داعماً لوطنه، وعلى تواصل مع قيادة الدولة مُساهماً في مجاله بُحكم الخبرة والعلاقات الدولية ..!!

:: وبدبلوماسية هادئة، وبعيداً عن صخب الساسة والصحافة، يلتقي ساتي بالمنظمات الدولية والمبعوثين الدوليين لصالح الوطن، مُصححاً الكثير من المفاهيم والمعلومات الخاطئة، وما ضره ألا يعرفه هواة الضجيج و (عُشاق الكوراك) ..فالرجل كنز من العلاقات الدولية، وترشيحه رسالة للعالم بأن حكومة الأمل حكومة كفاءات مستقلة و ليست محاصصات حزبية، وتعيينه مكسب للسودان ( لو وافق) ..!!

:: ومنذ تسريب خبر ترشيحه، لم يسلم ساتي من السب و اللعن، وهذا طبيعي، فالمرء في بلادنا يعيش مُكرّماً ومحبوباً، وما أن يرشحوه لموقع عام إلا وتنفث الأفاعي البشرية بعيوبه، وإن لم يجدوا عيوباً يختلقونها، ولو عجزوا عن الإختلاق يفتشون حسبه ونسبه، ليزعموا أن حبوبته كانت ( تشد المريسة) في زمن المهدية ..وعليه، إذا أردت أن تسلم من أفاعي بلادنا، فلا تنجح ولا تُبادر و لاتفكّر خارج الصندوق وكُن مُطيعاً كالقطيع ..!!

:: فئتان هي التي تهاجم ساتي منذ البارحة.. فئة من الإسلاميين الذين تحدثهم أنفسهم الأمارة باحتكار السلطة بأنهم – وحدهم -من يمتلكون شهادة بحث أرض السودان، ولايشاركهم فيها أحد، ويظنون بأن قتالهم مع الجيش مُكافأة ليحتكروا الحُكم (مرة أخرى)، و هؤلاء يجب تذكيرهم بأن قتالهم لمليشيا الجنجويد نوع من ( الكفارة)، فالمليشيا ليست صنيعة نظام نميري، بل صنيعة نظامهم الموؤود، فليقاتلوا بلا تنطع أو مزايدة على أحد..!!

:: والفئة الثانية التي تهاجم ساتي، فئة من نشطاء صمود الذين أرادوه بأن يكون مطيعاً للكفيل و أجيراً كالجنجويد، ولكنه تمرد عليهم وعلى أطماع الكفيل، وغادر خيران العمالة و الإرتزاق إلى رحاب الشعب والوطن، ومن الطبيعي أن يهاجموه .. ومن المتوقع وصفه بربيب الشمولية و ( فلنقاي العساكر)، وكأنهم – قبل 25 أكتوبر2021 – كانوا يعملون تحت إمرة جيفارا ومانديلا، و ليس العساكر..!!

:: و المهم..فليمض كامل مُطمئناً في تشكيل حكومته بمن يشاء من الكفاءات الوطنية المستقلة المنحازة للشعب في معركة الوجود ..نورالدين ساتي، عبد الله علي إبراهيم، محمد جلال هاشم، الشفيع خضر، أمجد فريد، عبد الرحمن الغالي،عبد العزيز بركة ساكن، مجدي الجزولي، خالد التيجاني، و..و.. قائمة النُبلاء تسد قُرص الشمس، فليتخذهم أخلاءً و شركاء في صناعة القرار، وبغض النظر عن نجاحهم و فشلهم، فانهم لن يبيعوا وطنهم بالدرهم و الإقامة الذهبية ..!!

مقالات ذات صلة