* الخطأ الجوهري.. ضياء الدين بلال*

الخطأ الجوهري الذي وقعت فيه قيادة البلاد في تعاملها مع تنامي نفوذ وقوة قوات الدعم السريع بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، تمثّل في اعتماد سياسة التسكين والتخدير وكسب الوقت، بدلًا من المعالجة الجادة والحكيمة معًا، حتى تفاقم الوضع وانفجر في صورة حرب مدمرة.

وإذا استمرت القيادة في انتهاج الأسلوب ذاته، في التعامل مع القوى المسلحة والسياسية على اختلاف توجهاتها، وإظهار استعدادٍ للرضوخ تحت ضغط الأفراد والجماعات وابتزازهم ، فقد تمضي البلاد إلى المصير ذاته، وربما إلى ما هو أشد وطأة.

معالجة الأزمات في بداياتها أمر ممكن ومتاح، أما تأجيل المعالجات الضرورية وترحيل الحلول المطلوبة إلى الغد، فثمنه باهظ؛ يتمثل في فقدان زمام المبادرة والانزلاق إلى واقع تحكمه المفاجآت لا القرارات الرشيدة.

فالدولة التي لا تحسن التقدير في أوقات السلم، قد تضطر لدفع أثمان فادحة في أوقات الفوضى، حين لا يجدي علاج، ولا ينفع ندم.
ضياء الدين بلال

مقالات ذات صلة