*الممشى العريض خالد أبو شيبة شكرٱ دكتور أنور الحاوي*

لا شك أن الطب المصري يحتل مكانة متقدمة بين رصفائه في العالم وذلك ليس بغريب فمنذ الفراعنة القدماء، عرف المصريون الطب وبرعوا فيه ولديهم علوم متقدمة في هذا الشأن؛ ويمتاز الطبيب المصري على اقرانه بالتفوق العلمي والممارسة الرفيعة والتشخيص السليم الذي يؤدي إلى النتائج المبهرة.
قبل أيام استخدمت اسلوب لطالما استخدمناه ككتاب رياضيين لحث اللاعبين على تقديم افضل ما لديهم، ويسمى ذلك بالاستفزاز الايجابي؛ عندما قلت للطبيب المصري المعروف انور الحاوي إستشاري الباطنية والجهاز الهضمي والسكر كلاماً عن خيبتنا في عدم توصلهم لحلول في حالة ابنتي المريضة التي تعاني من اضطرابات في المعدة تقودها الى تشنج مما ادخلنا كأسرة في حالة هلع؛ قلت له ” كانت لدي قناعة تصل لمرحلة الاعتقاد في الطب المصري، وكثيراً ما أقول أن ما ستحصل عليه من تشخيص ورعاية في مصر، لا يتوفر حتى في الدول الاوربية المتقدمة، والان تبددت هذه القناعة وأنا أتابع حالة ابنتي وهي تمكث أربعة أيام بالعناية المركزة، وتخرج لتعود مرة أخرى وبذات الأعراض القديمة، دون أي تشخيص أو معرفة لأصل المشكلة التي تعاني منها”.
كنت أعلم أن الاستشاري سيستنفر قصارى معارفه وجهده لاعادة ثقتنا في الطب والطبيب المصري والتي لم تتزحزح ابداً؛ بل كنت كما قلت أريد أن يبذل كل جهده لعلاج إبنتي التي عانت مؤخراً من المرض وصدرت لنا المعاناة.. تحدث دكتور الحاوي معي وبمنتهى الهدوء والوضوح باعثٱ برسائل اطمئنان بأن لا شيء يدعو للخوف ويثير القلق، محددٱ ثلاث مسارات للوصول إلى التشخيص السليم هذا بعد أن طالب بالمزيد من الفحوصات آخرها كان “رسم مخ” استلمنا نتيجته بالأمس وبحمد الله كل الفحوصات جاءت سليمة ما يؤكد دقة افتراضه بأن ما تعاني منه ابنتي هو نتاج للظروف النفسية السيئة التي عانت منها وهي تداعيات عانى منها غالبية السودانيين.
التشنجات التي عانت منها ابنتي حدثت أول مرة في ثاني أيام الحرب عندما كنا بمنزلنا بجبرة وهي نتاج لحالة الخوف الشديد بفعل أصوات الطيران ودانات الأسلحة، التي كانت تهتز لها أبواب ومنافذ البيت، وكنا نخالها تتنزل على رؤوسنا، واستمرت هذه الحالة بصورة متقطعة بعد أن غادرنا الخرطوم، لتعود لها من جديد بعد أن جاءت إلى مصر.
الحمد لله الآن بدأت ابنتي رحلة التعافي بعد أن اظهرت الفحوصات سلامتها، والا شيء يدعو إلى الخوف لتطمئن ونطمئن معها جميعاً، ونسأل الله أن يتمم شفائها وكل مريض يعاني، فشكراً للاستشاري الكبير أنور الحاوي كبير استشاري الباطنية والجهاز الهضمي والسكر الرجل المهذب المتواضع، الذي أعاد لنا الثقة في الطب المصري، وازال مخاوفنا بعد أن اجتهد وسخر معرفته وخبراته في الوصول إلى التشخيص السليم، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

مقالات ذات صلة