تعودنا كمواطنيين سودانين، ان نهتم بتعين رئيس مجلس وزراء جديد، وبوزرائه الجدد، الذين من خلالهم نستطيع فهم طبيعة المرحلة القادمة ومساراتها، وخبراتنا كمواطنيين سودانين في التوقعات المستقبلية تفوق علماء الفلك في ذلك.
ليس من الغريب ولا الجديد ان يكون نظام حكومتنا وقيادتنا السابقة المختلفة له بصمته (وان لم تكن ظاهرة بالتفصيل للعلن)، في منهجية الاختيار الحالية للمتعينين، ونحسب ان ذلك قد يساهم كثيرا في خلق نوع من التنوع والدمج مابين تعاقب الفترات، باخذ ماهو مفيد منها للمرحلة الحالية بحيث يكون نتاج ذلك افضل ومختلف عن سابقته بقدر المستطاع ومحاولة تجاوز اخطأ الماضي ومعالجة كافة السلبيات.
هذا درس تتعلمه الادارات الجديدة وتحاول جاهدة في تدارك الفجوات السابقة وتعديل المسارات بحنكة ودهاء وعمل متواصل، وهذا ماتتطلبه المرحلة القادمة، والتي تعتبر من أصعب المراحل التي مرت علي الدولة السودانية منذ بداية الثورة المجيدة مرورا بالحرب اللعينة.
لم ولن يكن اختيار الوزراء والمدراء والدبلوماسين امرا سهلا وهذا ماتطلب التوخي والحزر وكثير من الوقت الذي بات يزعج العديد من المواطنين اللاجين بالداخل والخارج وتطلعاتهم لحكومة امل مكتملة التفاصيل تسهم في إصلاح مافسدته يد الغدر.
و بصفتي كمواطنة سودانية، تضررت ب ايادي الغدر والخيانه بمقتل ابني الغالي ووسر قت ممتلكاتي التي جمعتها بعد جهد جهيد ونضال مع الحياة وصبر وكد، وايضا العديد من الاباء والأمهات والمواطنين المتضررين من ويلات الحرب نراغب وبشغف اشراقات حكومة الامل، التي بداءت مشوارها الصامد الصارم، في وجه التحديات الكبيرة، لتبدأ مرحلة جديدة في طريق الأعمار والتنمية وتبديل حالنا الي احسن حال باذن الله.
هنالك وزراء ومدراء ومستشارين جدد تم تعينهم، واحسب انهم ذو كفاءة عالية في مجالاتهم المختلفة، وحسب تخصصاتهم، وتعتبر شهادتي في بعضهم مجروحة لذلك لن ازكر احدا بعينه، فقط ابارك للجميع ونأمل ان يستمر نهج فاعلية الاختيار والتدقيق والفحص، وان تضع حكومة الامل في اعتباراتها أهمية دمج واشراك الخبرات السابقة مع الجديدة بين الفئات العمرية لخلق جيل قيادي من الممكن الاعتماد عليه لاحقا.
ومن الملاحظ ان هنالك بعض المرشحين للمناصب المرموقة والمهمة منهم إعلاميين زملاء مهنة اعرفهم جيدا بخبراتهم العملية في مجال الاعلام والصحافة منذ زمن بعيد يمتازون بسعة الصدر، الحنكة وصفة خاصة لابد أن تتوفر في الجميع وهي التعاون (التيم ويرك) يحبون التعلم متصالحون مع أنفسهم يسهمون بخلق الفرص للاخرين. احسب انهم سينجحون في عملهم اذا وقع عليهم الاختيار.
نعلم جميعنا ان العمل الدبلوماسي له شروطه وقوانينه التي تحكمه، من يقع عليه الاختيار لابد أن يكون بقدر المسؤلية، ولكن وحسب وجهة نظري الخبرة لابد أن توضع في المقام الأول بجانب سعة الصدر اي كيفية التعامل مع الآخرين. ولابد ان يطبق ذلك على أبواب السفارات قبل داخلها،
قد تشكل الشهادات العليا عائقا امام تعين البعض منهم برغم خبرتهم العملية، علما بان بعض ممن يحملون الشهادة الجامعية فشلوا في عملهم قبل ذلك بسبب عدم خبراتهم العملية او الخصائص الأخرى، وهذا لايعني بان وجود الشهادات شي غير مهم بل تاتي أهميته في ثقل الخبرات أكثر فأكثر، وكلنا نعلم بان هنالك من درس وهو في مراحله العملية لكسب تلك الشهادات وكانت خبراته تفوق ذلك.
اخيرا
ابارك لكل الذين وقع عليهم الاختيار والذين رشحوا للمناصب وأخص منهم زملاء المهنة أينما كانوا، فقط اوصي الجميع بان يكونوا بقدر المسؤلية وان يعتزروا عن المناصب اذا تعزر الامر.
النصر لقواتنا المسلحة الباسلة ولوطننا الحبيب