في صيف عام 1981م داهمت والدي آلام مبرحة في البطن، ولزم الفراش الابيض.. واقترح خالي المرحوم محمد ياسين يوسف ( قمبور) على والدي السفر للعلاج في إنجلترا.
وتمت إجراءات السفر من تأشيرة وغيره.. بكل سلاسة وسهولة، وسافر والدي وخالي في أواخر شهر يوليو 1981م، وصادفت تلك الأيام زواج الأمير تشارلز على الليدي ديانا سبنسر.
كانت نسبة اشغال الفنادق في لندن تقترب من ال 100% وذلك بسبب الزواج الملكي.
وذكر لي والدي بانَّه بمجرد خروجهما من مطار هيثرو.. قابلهما شاب سوداني وصافحهما باسميهما وعرَّفهما بنفسه،
وذكر لهما بانه هنا لترتيب موضوع السكن لهما، لان هنالك مشكلة في الفنادق في لندن.
استقل خالي ووالدي سيارة هذا الشاب من مطار هيثرو حتى حي (ايرلس كورت) في لندن.
وهناك توقفت السيارة أمام مبنى اتضح لاحقا بانه فندق بنظام الشقق الفندقية.
دخل الشاب ووالدي وخالي إلى الفندق و كان والدي مرهقا من طول الرحلة.. فجلس في بهو الفندق بينما اتجه خالي والشاب إلى الاستقبال لإتمام الإجراءات، بعدها ودع الشاب أبي وخالي وغادر، بينما استقلا هما المصعد ودخلا الشقة وكان فيها غرفت
[٩/١٢، ١٢:٢٩ م] bakreeykhalifasdeege: *مجاهد بشري:*
إدارة التوجيه المعنوي لجيش جنوب السودان استخدمت موسيقى برنامج «ساحات الفداء» في فيديو استقبالها لجنود الجيش السوداني الفارين من معارك غرب كردفان.
هذه ليست صدفة “فنية”، لا يمكن أن تكون كذلك أبداً، هذه لحظة سخرية تاريخية مكتملة الأركان.
برنامج «ساحات الفداء» لمن لا يعرفه، لم يكن مجرد مادة إعلامية، بل كان ذراعًا دعائيًا للحركة الإسلامية والجيش السوداني في تسعينيات القرن الماضي لتغطية حرب الجنوب.
كان يصور الجنوبيين كـ“كفار”، ويحرّض على قتلهم، وإذلالهم ويعرض قتلاهم وأسرى الحرب بطريقة مهينة لا تمت للإنسانية بصلة.
وكان أحد أهم أدوات التعبئة الأيديولوجية التي زرعت الكراهية وأسهمت مباشرة في دفع شعب الجنوب لاختيار الانفصال بعد اتفاقية السلام الشامل.
واليوم…
تُستخدم نفس الموسيقى من قبل. هيئة التوجيه المعنوي. لجيش جنوب السودان، وفي نفس الأرض، لكن لدور معاكس تمامًا:
• موسيقى كانت تُبَثّ لتشجيع القتل…فأصبحت تُبَثّ لاستقبال الجنود الفارين من ذات الجيش الذي أراق دمائهم.
• كانت رمزًا للدعاية والتعبئة الجهادية ضد الجنوبيين… فأصبحت خلفية لمشهد الانسحاب والانكسار للجيش الذي مارس في حقهم جرائم حرب مروّعة.
• كانت تُستخدم لإهانة الجنوبيين… فأصبح الجنوبيون هم من يؤمّنون السلامة لمن لم يجلب لهم السلام أو الكرامة.
هذه الموسيقى لم تعد نشيد “الفتح” والدعايات الجهادية العنصرية، بل صارت مرثية رمزية لمشروع الحرب كله.
حرب الكيزان و جيشهم الذي أباد الشعوب السودانية..
اما اليوم فالرمز قد انقلب على صانعه:
السلاح الدعائي الذي صُمّم للتعبئة والتحريض كُسِر بفعل التاريخ،
وأصبح شاهدًا على هزيمة الجيش والخطاب الذي أطلقه،ومن أقسى حقائق السياسة أن بعض الهزائم لا تحتاج لمعركة…
يكفي أن ترى نشيد الحرب يتحول إلى موسيقى لانسحاب الجنود الذين اتخذوه وقودا معنويا للدخول في الحرب.
هذه ليست مجرد مصادفة صوتية.
هذه شهادة تاريخية على فشل مشروع كامل،
مشروع قام على الدم والكراهية…
وانتهى بالفرار و الإنكسار.
وانتهى بإنتصار شعب جنوب السودان و جيشه على خطاب الكراهية..
وكسروا بهذه الموسيقى أقوى آداة تسللت إلى ارواحهم قبل آذانهم.
لم يعتقد أحد أن هذا اليوم سيأتي ..
لكن حقيقة الدنيا “سدّاية و رضّاية” ..
هكذا يقول لسان حالهم وهم يضعون تلك الموسيقى البشعة.
فطوبى لهم انتصار انسانيتهم على وحشية عدوهم الذي دفعته الظروف للفرار من أرضه لذات الأرض التي كان يحشد الحشود لقتل أهلها.
و #لاللحرب قولاً واحدا.




