نداء عاجل إلى قيادة الجيش لإسناد الفرقة (22) والانطلاق لتحرير كردفان..
قور: انتصار الجيش في بابنوسة يعني البداية الحقيقية لنهاية الميليشيا..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
على مدار ثلاثة أيام ظلت ميليشيا الدعم السريع تحشد قوات ضخمة وآليات قتالية متنوعة في محيط مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، تمهيداً لاقتحام الفرقة (22) مشاة التابعة للقوات المسلحة، وعمدت الميليشيا وفقاً لمصادر الكرامة على شنِّ هجمات في شكل موجات متعاقبة، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، في محاولة لإسقاط المدينة التي ما تزال صامدة بشبابها المسنودين بقوات من الفرقة (22) مشاة، حيث وقفوا في وجه الهجمات، وتصدوا لها بسالة نادرة، وأقعوا خسائر فادحة في صفوف الميليشيا وأعوانها.
صمود اسطوري:
ولأكثر من عامين كاملين ظلت بابنوسة صامدة في وجه الحصار الخانق الذي تفرضه ميليشيا الدعم السريع على المدينة التي ما انفكت تتصدى لهجمات ميليشيا آل دقلو وتكبِّدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات والآليات الحربية، حيث تحولت الفرقة (22) مشاة بقيادة اللواء معاوية حمد عبدالله ونائبه العميد حسن درمود، إلى أيقونة للمقاومة والانضباط العسكري رغم شحّ الإمدادات وانقطاع الإمداد اللوجستي عنها منذ فترة طويلة، ويُحسب لقائد الفرقة (22) مشاة اللواء معاوية حمد عبدالله ونائبه العميد حسن درمود، تصديهما الباسل والمستمر لكل محاولات الاختراق، ورفضهما القاطع لأي محاولات تسوية أو تسليم، وكان العميد درمود الذي ينتمي إلى قبيلة المسيرية، الحاضنة الاجتماعية للميليشيا في غرب كردفان، قد رفض كل الإغراءات والضغوط التي مورست عليه من قيادات المسيرية المتواطئة مع ميليشيا الدعم السريع لبيع زملائه بثمن بخس وتسليم الفرقة لميليشيا آل دقلو.
أهمية استراتيجية:
والواقع أن بابنوسة، تعدُّ من أهم المدن الاستراتيجية في إقليم كردفان، إذ تقع عند نقطة التقاء محاور النقل عبر السكة الحديد بين غرب السودان وجنوبه، حيث تلعب دور الصُرة التي تربط بين مناطق إنتاج النفط في هجيليج والميرم، ومناطق الإنتاج الحيواني والزراعي في الفولة والنهود، وتمثل بابنوسة قاعدة عسكرية رئيسة في حماية الخطوط الحديدية وخطوط الإمداد الاستراتيجية، ما يجعل السيطرة عليها هدفاً ذا بعد استراتيجي بشقين اقتصادي وأمني بالنسبة لميليشيا الدعم السريع التي تسعى إلى تأمين نطاق نفوذها في عمق كردفان الكبرى.
اهتمام مكثَّف:
وكثَّفت ميليشيا الدعم السريع من اهتمامها ببانوسة عقب سيطرتها على مدينة الفاشر، وعمدت على تصعيد هجماتها على الفرقة (22) مشاة لإسقاطها إسوةً بما تحقق لها في الفاشر، إذ تمثل بابنوسة آخر معاقل الفرق الرئيسة للقوات المسلحة في ولاية غرب كردفان التي تسيطر الميليشيا على جلِّ مدنها الكبيرة، بدايةً بالفولة العاصمة الأصلية، والنهود العاصمة المؤقتة، بالإضافة إلى المجلد، ولقاوة، والميرم، وبليلة، وتعمل ميليشيا الدعم السريع على إسقاط بابنوسة لتكون قبضتها قد استكملت على معظم ولاية غرب كردفان، بما فيها المناطق العسكرية التابعة للجيش سواءً اللواء 91 بليلة، واللواء 92 الميرم، واللواء 14 النهود.
مخاوف مشروعة:
وتعتمل المخاوف في نفوس الكثير من السودانيين داخل وخارج البلاد من أن تلقى بابنوسة نفس المصير الذي لاقته الفاشر، في حال لم يتم إرسال تعزيزات عاجلة لدعم الفرقة (22) مشاة، ويرى مراقبون أن سقوط بابنوسة لا قدر الله سيكون ضربة قاصمة لبنية الدفاع الوطني في غرب السودان، وقد يفتح الطريق أمام تمدد الميليشيا ومرتزقتها نحو العمق الجنوبي، بما يهدد الأمن القومي السوداني بأكمله.
نداء عاجل:
ووجه المهندس أحمد سليمان قور، الناشط الاجتماعي والباحث في تراث المسيرية، نداءً وطنياً عاجلاً إلى القيادة العامة للقوات المسلحة وعلى رأسها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، محذراً من خطورة الأوضاع التي تواجهها الفرقة (22) مشاة في بابنوسة، وقال قور في إفادته للكرامة إن سقوط الفرقة 22 يعني سقوط السودان، فهي الجبهة التي تحمي خاصرة الوطن من الجنوب الغربي، وإذا انهارت فإن الطريق سيكون مفتوحاً أمام الفوضى، منوهاً إلى موجات الهجمات المتتابعة التي تشنها الميليشيا المتمردة ومرتزقتها، في وقت تهاجم يواصل فيه جنود الفرقة صمودهم الأسطوري في ظروف بالغة القسوة، وأكد قور أن هذه الجبهة تمثل خط الدفاع الجنوبي الصلب، وأن اختراقها سيهدد الأمن القومي من جهة جنوب السودان وغرب البلاد معاً، داعياً إلى تحرك سريع لإسناد الفرقة (22) مشاة، ليس فقط لحمايتها، بل لحماية وحدة السودان واستقراره، مثمناً الدور الشعبي في دعم القوات المسلحة، وزاد: “الشعب أصبح اليوم جزءاً من المعركة دفاعاً عن وطنه ضد الميليشيات التي تهدد كيانه”، مؤكداً أن النصر في بابنوسة هو بداية نهاية الميليشيا، وعلى القيادة أن تتدخل فوراً لدعم الفرقة 22 مشاة قبل فوات الأوان.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ فإن بابنوسة تمثل اليوم رمزاً لصمود الجيش في أقصى غرب السودان، وأن وسقوطها لا قدر الله سيعيد رسم خريطة السيطرة الميدانية بالكامل
وعليه، فإن حماية الفرقة (22) مشاة لم تعد مسؤولية تكتيكية فحسب، بل واجب وطني عاجل للحفاظ على بنية دولة السودان، ومنع تكرار مأساة الفاشر في قلب كردفان.




