*كالوقي… روضة تحوّلت إلى مقبرة: المليشيا التي قتلت الأطفال تستحق اللعنة لا التبرير*

ما حدث في كالوقي ليس مجرد جريمة… إنه انهيار كامل لمعنى الإنسانية
إنه إعلان رسمي بأن الجنجويد والحركة الشعبية تجاوزوا حدود الوحشية حتى صاروا لا يفرّقون بين مقاتل وطفل، بين معسكر وروضة، بين ساحة حرب ودفتر تلوين.

روضة أطفال!
مكان يُفترض أن يكون ملجأً للضحك، للخطوات الصغيرة، للبراءة.
لكن المليشيا حوّلته إلى بركة دم، إلى جثث صغيرة متفحمة، إلى صراخ انقطع فجأة لأن الصاروخ كان أسرع من أنفاسهم. أي انحطاط يمكن أن يصف هذا؟ أي بشر هؤلاء الذين يوجهون سلاحهم إلى أطفال لا يعرفون سوى التهجئة؟

الجنجويد والحركة الشعبية لم يعودوا مجرد جماعات مسلحة…
لقد صاروا فيروسًا قاتلًا، قذارة مسلحة، وحشية بلا عقل، ولا ضمير، ولا حتى الحد الأدنى من الخجل.
من يقصف روضة أطفال ليس “مقاتلًا”، ولا “ثائرًا”، ولا صاحب قضية…
إنه مجرد كائن خرج من قاع العنف، لا يفهم سوى الدم، ولا يعرف سوى التخريب، ولا يحترم حتى القبور التي لم تُحفر بعد.

أطفال كالوقي لم يكونوا جزءًا من الحرب، لم يرفعوا علمًا، لم يهتفوا، لم يشاركوا في معركة.
كانوا فقط… أطفالًا.
ومع ذلك، لم ترحمهم المليشيا، لم تترك لهم فرصة للنمو، ولا للضحك، ولا حتى لوداع أمهاتهم.

هذه الجريمة لا تحتاج إلى لجان تحقيق.
لا تحتاج إلى بيانات.
لا تحتاج إلى أعذار.
إنها وصمة عار ستظل تلاحق كل من يحمل اسم الجنجويد أو الحركة الشعبية، وكل من يحاول تنظيف صورتهم ببيانات باهتة.

الجريمة صريحة…
والقاتل معروف…
والضحايا أطفال.

فلتعلم هذه المليشيات جيدًا:
دم الأطفال ليس ماءً.
وصراخ الأمهات ليس صدى.
واللعنة التي تخرج من قلب أم فقدت طفلها ستظل تلاحق كل بندقية أُطلقت نحو الروضة، وكل يد ضغطت على الزناد، وكل قدم سارت خلف الموكب الذي قاد إلى المذبحة.

كالوقي اليوم ليست مدينة حزينة… بل مدينة غاضبة، مدينة مجروحة، مدينة تصرخ بوجه المليشيا: أنتم قتلة الأطفال… ولن يغسل دمَهم نهرٌ ولا تاريخ.

هذا هو الوجه الحقيقي للجنجويد والحركة الشعبية:
مليشيات لا تقاتل الرجال… بل الأطفال.
والتاريخ لن يرحم.

الرحمة والمغفرة لأطفال كالوقي…
والخزي والعار لمليشيا الدم، وللحركة الشعبية التي لوّثت يدها معهم، وسقطت في مستنقع الجريمة ذاتها.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole