*ملكة سبا وابنها منليك اومجلد مجد ملوك اثيوبيا ( اكسوم) كبر نجيست تحقيق السير اي وليس بدج عرض بشير احمد محي الدين*

—————–
كبر نجست او كتاب مجد ملوك اثيوبيا يعد من اشهر الكتب التي تتحدث عن اساطير الاثيوبية القديمة في مملكة اكسوم (التي تقع في اقليم التغراي الواقع شمال اثيوبيا وجنوب اريتريا الحاليه).
كتاب “مجد الملوك” أو “كبر نجست” هو كتاب تاريخي إثيوبي قديم يروي تاريخ ملوك إثيوبيا. يُعتبر هذا الكتاب من أهم المصادر التاريخية حول تاريخ إثيوبيا القديم والوسيط.
يتضمن الكتاب قصص تاريخية حول علاقة ملوك اثيوبيا بيهوذا او علاقة الملكة كيداني بسيدنا سليمان عليه السلام وزواجها منه وانجابها منليك الول اسد يهوذا وكذلك قصة التابوت والهيكل المزعوم وقصة التقويم الاكسومي( الحبشي) الذي ينقص عن التقويم الميلادي بسبع سنوات وسبعة اشهر وسبعة ايام،وقصص الملوك واعمالهم والملائكة والخلق ونحوها.
حاولت البابوية المسيحية( الغربية) ان تحد من اثر كتاب كبر نجست الذي تضمن فصول متعارضة مع النصوص المسيحية الا ان الاحباش تمسكوا بكبر نجيست ككتاب مقدس لديهم ووجد الحماية من الغزو والاتلاف وحفظ بصورة جيدة بعيدا عن الانظار وايدي الطامعين في تعديله او اتلافه وظل محفوظا في كنيسة اكسوم الكبيرة.
مما جعل الاوروبين يسعوا الي تحويل نصوصه واجراء دراسات حولها، في هذه السانحة اعرض ابرز ما كتب عن كتاب الاساطير الاثيوبية كبر نجيست للاداري الاستعماري واليس بدج وهو مؤلف بريطاني خدم في مستعمرة السودان وله عدة مقالات وكتب تتحدث عن التاريخ ابرزها مقاله نشرت بمجلة السودان في رسائل ومدونات عن مملكة تقلي في جبال النوبة الشرقية.
الكتاب بعنوان (ملكة سبا وابنها الوحيد) صدر من دار كامبرديج واعيد طبعة في اونتاريو كندا في سنة ٢٠٠٠م ،وهذا الكتاب عبارة عن ترجمات لبعض فصول كبر نيجيست ومحاولة شرحها وتقديمها للقراء .يقول السير واليس بدج ( هذا الكتاب (كبر نجست) حظي بتكريم واهتمام خاص في الحبشه لعدة قرون،كان ولا يزال محل تبجيل من قبل الشعب باعتبارة يحتوي علي الدليل النهائي لنسب الملوك للعبرانيين،وعلي قرابة ملوكهم للسلالة السليمانية) ،لذلك يعتبر هذا الكتاب اهم مرجع تاريخي ديني بل يعتبره الاحباش علي انه انجيل لم تمتد اليه ايدي الغرباء.
الملك جون الذي قتل في معركة القلابات اثناء حرب المهدية كان قد كتب للورد جرانفيل يقول (هناك كتاب يدعي كبر نجست يحتوي علي قوانين اثيوبيا باكملها واسماء الشومر( الزعماء) والكنائس الكبيره ومقاطعات اكسوم وغيرها) وطلب الملك جون طباعة جزء من هذا الكتاب، وذلك في العام١٨٧٢م.
اول من نشر ملخص عن الكتاب هو بروس في العام ١٨١٣م ومن بعد بريتورس وبيزولد وهيوز لورو ونشر هولاء مقاطع من كبر نجست بالانجليزية، الا ان اعمالهم لم تلق الاهتمام في انكلترا.
يقول بدج( كبر نجست مستوع عظيم للاساطير والتقاليد التي بعضها ذو طابع تاريخي وبعضها فلكوري بحت، مستمدة من العهد القديم وكتابات الحاخامية الاحقة ومن مصادر اخري ( مسيحية ووثنية ايضا).ولم يعرف شيئا عن من كتبوه وتاريخهم ،لقد جمعت معلومات ومحتويات الكتاب من مصادر مسيحية ويهودية ووثنية وعربية ومصرية وحبشية) .
تشير بعض المصادر التاريخية الحبشية انه لربما وضع هذا الكتاب في القرن السادس ميلادي وان جامع هذا الكتاب كان كاهن قبطي يدعي اسحق، ولا يعرف عن اسحق شيئا سوي انه كان مسيحيا متحمسا صاحب رؤي وطنية وان كانت معرفته بالتورايخ والاحداث ناقصة ،بعض المصادر تقول ان اسحق ترجم الكتاب للغة القبطية ولا يد له في تأليفه بل هو مجرد ناقل لنصوص كتاب قديم اي كبر نجست
ماذهب اليه الكتاب يؤكد ان ملوك اكسوم (اثيوپيا) القدامي كانو من نسل سيدنا سليمان عليه السلام وان تابوت العهد القديم اخضر من القدس ( اورشليم) الي اكسوم بواسطة منليك الاول الابن البكر لسيدنا سليمان واحضر كذلك الهيكل السليماني، مما يجعل اكسوم عاصمة العبرانيين الاولي ويمنحهم الوصاية علي التابوت والهيكل المقدس دون غيرهم وذلك وفقا لاوامر انبياء بني اسرائيل، كذلك تضمن الكتاب فصول عن الخلق والملائكة وقصص دينية
لماذا استعرض كتاب كبر نجست؟
الكتاب هذا من الكتب التي أثرت علي علاقة الحبشة او اكسوم بجيرانها وصنع رؤية الحق الاثيوبي في الريادة بل ما يهمنا ان الملك عيزانا الذي دمر مملكة مروي في العام ٣٥٠م استند علي نصوص من كبر نجست، يري الكثير من الاحباش ان الكتاب يقدم تفسير وتحليل حقيقي للاحداث التاريخية مع نظر لهذا الكتاب بانه أصل الاناجيل بجانب انه يوثق لتاريخ اكسوم ودينها واضفيت اليه فصول عن المسيحية في الحبشة،فهو كتاب مثير حفظت منه اجزاء او مخطوطات في دار الوثائق في فرنسا وانكلترا.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole