*ولكن الخيال ..!!* *الطاهر ساتي*

::شاهدت مقاطع فيديو، للشاب أحمد صبري، تعكس عودة أسواق الخرطوم ..أحمد صبري، شاب مجتهد، بجوال ولاب توب فقط لاغير، وبكثير عزم وصدق، أصبح أقوى تأثيراً من تلفزيون الدولة و إذاعته و فيالق الأفندية في تنوير الرأي العام – عبر مواقع التواصل – بما يحدث لحياة الناس بالخرطوم ..!!

:: فالفتى يعمل بحب، يتنقل بالمركبات العامة، لايُكلّف الدولة مرتبات وعربات وعربسات و مصروفات طحن بلاطحين .. تخيّلوا، غير وزارة إعلام المركز، بكل ولاية وزارة إعلام، وغير تلفزيون و إذاعة المركز، بكل ولاية إذاعة وتلفزيون، ولاتزال الدولة مهزومة – 6/ صفر – إعلامياً..!!

:: المهم، عوداً حميداً لسوق ليبيا، الكلاكلة، بحري، أبوحمامة، الشهداء، العربي، المركزي وكل أسواق الخرطوم العائدة من محارق مليشيا آل دقلو ومرتزقة أبوظبي بعد نهبها وتخريبها.. والمؤسف، ليس في أسواقنا ما يسُر الناظرين إليها غير أنها مصادر رزق لباعتها، بينما منظرها كالح ..!!

:: وكنت بالخرطوم عندما نهبت مليشيا آل دقلو أسواقها و حرقتها، وكان ذلك في الأسبوعين الثاني و الثالث من الحرب.. فالسرقات و الحرائق بدأت في الخرطوم بسوق بحري ثم سعد قشرة و أخيراً السوق المركزي، ومررت بجوار هذه الأسواق بعد أن حولتها عصابات آل دقلو الى رماد و .. تأسفت ..!!

:: لم يكن التأسف على الأسواق، بل على خسائر الباعة .. فالعشوائيات المسماة بالأسواق لم تكن تستحق غير الإزالة، حرقاً وكنساً.. نعم، من قبل الحرب، بل منذ تأسيسها عشوائياً، ليست أسواق الخرطوم فحسب، بل أسواق كل مُدن السودان، لم تكن تسُر الناظرين، وقد زادتها الحرب قُبحاً .. !!

:: واليوم تلوح فرصة ذهبية لكل والٍ و رئيس محلية، وقبلهما للمجتمعات، لتأسيس (أسواق صحية)، ومواكبة كأسواق دول اللجوء التي لجأنا إليها.. فالكثير من أبناء بلادنا ومن نلقبهم بالمسؤولين شردتهم الحرب إلى الخارج، وما بين مصر و السعودية و عمان وتركيا وغيرها عاشوا وشاهدوا ..!!

:: فلنعد إلى بلادنا بما أعجبنا في دول اللجوء، و ليس لإعادة إنتاج ما وُلدنا عليه من عبث وشبينا عليه وشبنا..الرواكيب والقطاطي و البيع على الأرصفة و بائعات الشاي على قارعة الطريق و الميادين وغيرها من المشاهد المألوفة، يجب تجاوزها نحو الأفضل بالتفكير الصحيح ..!!

:: أمة الله يجب أن يكسبن حلالاً، بيعاً للشاي كان أو للطعام، ولكن بالتخطيط والتنظيم، وليس ذلك بعسير.. لقد سمعنا عن آبائنا بأن الخرطوم، منذ عهد الاستعمار كانت تضج بمقاه راقية ترتادها الأُسر وأهل الثقافة والفن، ويقضون فيها أوقات فراغهم بكل حب وأدب، ثم إندثرت في عهد الاستحمار ..!!

:: ومن محاسن الحرب طرد الوزراء من شارع النيل بالخرطوم ..أراهم يتحدثون عن عدم صلاحية مرافق الدولة بشارع النيل للاستخدام، والحمد لله على ذلك، ونأمل ألا تصلح مقاماً للوزراء .. فالدول من حولنا تستثمر في شواطئ أنهارها وبحارها بحيث تكون مورداً للدولة ونقاهة للناس، بيد أن شواطئنا مُهدرة ..!!

:: و عندما زار رئيس الوزراء كامل إدريس القاهرة قبل أشهر، توقعت على هامش الزيارة الرسمية زيارة للعاصمة الإدارية الجديدة، ليقف على روعة التجربة ويٌفكّر في نقلها، ولكن خيال مستشاره ذهب به إلى تجمع سوداني في ( قهوة شعبية)، ولله في مخيلة المستشارين شؤون..!!

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole