تحقيق : آفاق أحمد محمد
في لحظة فارقة عندما إمتلأت الأرض بدماء الأبرياء وصرخات المسحولين وأنين الجوعى واحتشدت الأجواء بالأكاذيب وطبول الجوغة الفاسدة التي كانت تلعق بوت مليشيات الدعم السريع في تلك اللحظات كان الإمتحان ليس مقتصراً على من سيضغط على الزناد ليرفع مكابح الظلم والإنتهاك بل على من يضغط على القلم ليكتب الحقيقة مجردة ويسطر الأحداث كشاهد يكتب بضمير موقفاً واحداً يضئ الطرقات للفارين من جحيم القتل والسحل والإغتصاب أو يغرقهم في عتمة دائمة .
للأسف ماكان وما زال شاهداً على موقف القلم – الصحافة أن بعض منتسبيها باعو شرف المهنة بطرق متعددة تقلبت ما بين الولاء الصارخ للمليشيا ولعق الأبوات وبين التغاضي عن جرائم المليشيا بدعاوى الإنتقام من عدو تأريخي يسمى (الكيزان) مشاركين في تلك الجرائم غير مبالين بأن الكلمة التي تبرر القتل أخطر من الرصاصة التي تقتل والتستر على مرتكب الجريمة اكبر من فاعلها فالصحافة وضعت لتكون مرآة المجتمع لا رصاصة في يد المليشيات وان تكون عين لكشف الحقيقة لا يد تذبح فالصحفي يوالي الحقيقة وليس القبيلة او الحزب او المليشيا فالموالي لهؤلاء محارب وعليه ان يضع قلم المهنة ويعتزل .
هناك أسئلة تراود الكثيرين حول موقف الصحفيين مما يحدث في الساحة السودانية وقبل ان نتطرق إلى بعضاً من هذه الأسئلة ونورد إفادات حولها من زملاء في الوسط الصحفي يمكنني ان أقول : رغم ان تاريخ الصحافة السودانية ملئ بالتناقضات لكنه لم يشهد في يوم من الايام هذا القدر من الولاءات العمياء وهذا الانهيار الاخلاقي الصادم …وهذا المستوي من خيانة القلم …اقلام هجرت الضمير ولبست عباءة التضليل وروجت لقتل النازحين وإعتلت منابر الدم لتعلن إن الضحية هو الجاني وان الجاني هو المخلص أي هاوية تلك التي يسقط فيها صحفي يبرر ذبح الاطفال ؟
كتب الصحفي عبد الله إسحق الذي عمل في عدد من الصحف السودانية ومن بينها صحيفة راي الشعب عبارات تشير إلى فرحته الغامرة بإجتياح المليشيا للفاشر حيث قتلت وحرقت أهلها تحت اعين الكاميرات وشارك إسحق مع متابعية مقطع فيديو وهو محتفلاً بإنتصارات زائفة كتبت بدماء الأطفال والنساء وبهذا يكون قد تحول من صحفي يحمل ضمير الكلمة في يوم من الأيام إلى آلة لتبرير المجازر ضد الأبرياء وكتب بإرادته رواية دموية ما أعتبره إنفتاحاً عسكرياً وإنتصارات لها ما بعدها لم تكن الرواية التي كتبها تخبر عن الحقيقة او تنقلها ولكن كانت تدوس عليها ونسي ان الصحافة التي توالي القاتل وتبرر المجازر ليست صحافة بل سكين مسمومة في خاصرة المهنة تخترق قلب الحقيقة وتعزز من خيانتها في ضمير الشعب ونسي ايضا ان الانتماء القبلي او الجهوي ليس بطاقة عبور للمهنية بل رخصة لذبحها من الوريد الي الوريد وان كل حرف يكتب لتجميل المجرم هو رصاصة اضافية في جسد الضحية ردت عليه الزميلة الصحفية حواء داؤود في نفس منشوره الاحتفالي قائلة :(نعتز اننا من الفاشر قدمنا ارتالا من الشهداء دفاعاً عن الارض والعرض والشهادة تاج علي رؤسنا والعار للمرتزقة وعابري الحدود ولاعوانكم والتاريخ والصور سترعبكم) ما تجدر الإشارة إليه ان إسحق قبل سقوطه هذا كان يلبس جلد الثورة والثوار واصبح بعد الحرب يرتدي عباءة المليشيا في واحده من ابشع مشاهد الانحدار الاخلاقي والمهني في تاريخ الصحافة السودانية سقوط لايغسله ماء ولا تمحوه الكلمات مهما حاول اصحاب الاقلام المسمومة تزويق عارهم.
أما الصحفي حافظ كبير فهو إسم أصبح يعكس واقع مخزي عنه ومن يماثلونه في السلوك فالاسم اصبح مرادفا للانبطاح وللارتزاق والانحطاط الذي لاحدود له لم يتردد لحظه واحدة في الانبطاح تحت اقدام المليشيا كانها وطن بديل اعلن ولاءه للمليشيا بلا حياء وبلا اي اعتبار لشرف او اخلاق المهنية وصفق لجرائمها بوقاحه مذهله متجاهلا انهار الدم الذي سالت في زمزم والفاشر والجنينة متجاهلاً نساءً اغتصبن امام اعين العالم واطفال ابتلعتهم النيران وجنازير الدبابات وجثث لم تدفن حتي الان في طرقات احياء محيت بالكامل كل ذلك لايهزه لانه قرر ان يكون بوقا مسموما يروج للاكاذيب ويصنع من القتلة ابطالا وهميين وفي الوقت نفسه فتح مخلب قلمه ليبرر وجود المرتزقة الذين جلبتهم المليشيا من اوكرانيا والنيجر وكولمبيا ومن افريقيا الوسطي يقاتلون بالمال ويقتلون بلا مبدا او انتماء بلا قضية بلا اي فكرة عن وطن او شرف فكبير حين يكتب لايكتب رايا بل يكتب بيان ولاء وتبريرا للقتل ووثيقة ارتزاق رخيص وولاء اعمي يصدر من قلما تباع كلماته بالقطعة وانحدارا اخلاقيا جعله مجرد بوق يزغرد للمليشيا ويهاجم من يقف مع الوطن ولم يكتف بهذا السقوط بل اضاف اليه سقوطا اشد قذارة حين تجاهل اعتقال الزميل الصحفي معمر ابراهيم الصحفي المهني الذي لم يخن المهنة يوما ولم يبيع الحقيقة في سوق النفايات الاعلامية تجاهل قضيته وتعامي عن الظلم الذي وقع عليه وفضل ان يبلع لسانه لانه لايملك القدره الاخلاقية علي مواجهة الحق او قول كلمة واحدة تعري القتله هذا ليس سقوطا مهنيا هذا انحدار اخلاقي كامل وانطفاء عقل وتعفن مهنة علي يد قلم مسموم كل كلمة هنا شهادة علي سقوط صحفي باع المهنة وباع الحقيقة باع الشعب ولا يزال يظن ان القلم يمكن ان يحميه من ذاكرة الناس وليس هذا كل شي فحافظ كبير تجاوز كل الخطوط حين حاول ان يصفق للقتل ويروج للانتهاكات والنهب ويهندس اعلام المليشيا هو نموذج للاقلام المسمومه التي دهست المهنة وسحقت الاخلاق فضلت الارتزاق بالقلم علي الحقيقة قلم بلا وعي بلا شرف بلا تاريخ مجرد اداة اعلام موت يسوق للاكاذيب ويخلق للقتلة بطولات وهمية هنا يبرز الفرق بين الصحفي المهني مثل معمر ابراهيم يصنع الحقيقة ويواجه القتل بالكتابة والشجاعة وبين المرتزق حافظ كبير الذي باع كل شي لاجل ثمن رخيص ولحظة تصفيق من المليشيا وفي النهاية سيموت بأسوأ طريقة يختارها على يد المليشيا التي وآلاها
والصحفي جعفر السبكي فقصته غريبة فالذي ينظر إليه انه كان من المعتقلين في سنة من السنوات بسبب مشاركته في تأسيس إذاعة ناطقة بقضايا دارفور يتحسر للوضع الذي وصل إليه الآن حيث يمكن وصفه بأنه مرشح سم يسكب فوق جراح الناس فأسوأ ما كتبه ان مخيم زمزم قاعده عسكرية لحركات الكفاح يقصد القوات المشتركة كان يعرف انه يوقع امر الابادة الجماعية لم يكتب معلومة بل كتب اشارة او منح تصريح غير اخلاقي كانت المليشيا تنتظره لتقتحم المخيمات الي احتمي بها من شردهم البشير وحميدتي منحهم بمداده القذر مفاتيح الموت والسبكي ليس استثناء بل هوواحد من اصحاب الاخبار التي لا تكتب الا لتمرير خط معينا واعطاء اشارة عبور للمليشيا اولئك الذين حولوا الصحافة الي طريق معبد بالدم يخدمون اجندة بقلم ارخص من الرصاص يكتبون فتتحرك البنادق ينشرون فتفتح ابواب الجحيم يصنعون الخبر لا لكشف الحقيقة بل لشرعنة الجريمة وتقديم تصريح رسمي للموت ثم جاء تناقضه الفاضح خرج ليقول ان المنظمات تقدم مساعدات لسكان الفاشر وكأن الناس بلا ذاكرة هو نفسه الذي اعلن في خبر ان الفاشر خاليه من المواطنين اي عقل هذا اي احتقار للوعي ؟ذاكرته ملوثه تلاحقه كظل خيانة لا مهرب منه يجمع النقيضين هذا ليس ضعف مهنية هذا اجرام اعلامي ليس تناقضا بل خيانة كاملة الاركان وليس رايا بل مشاركة في الجريمة وجعفر السبكي بكل سمه وتناقضاته وسقوطه سيظل عارا معلقا في رقبة المهنة ووصمة لن يمحوها الزمن ولا الدم ولا النار .
في لحظة الانهيار الوطني حين ترتجف الارض تحت اقدام المواطنين ويصبح الوطن كله سؤالا معلقا بين الحياة والفناء يظهر الفارق الحقيقي بين الصحافة كرسالة والصحافة كمهنة للبيع عند هذه النقطة تتكشف المعادن فمن الصحفيين من يظل امينا لدوره الاخلاقي ومنهم من ينساق خلف النفوذ والتمويل والولاءات الضيقة وهنا يصبح التمييز بين الصحفي المهني والصحفي المأجور ليس ترفا فكريا بل ضرورة وطنية
هناك صحفيون كثر خاضوا معاركهم مع السلطة لعقود اختلفوا معها وواجهوا تضييقها لكنهم حين رأوا الوطن ينزف وحين اتسعت رقعة الخطر حتي تجاوزت الحسابات السياسية اختاروا الاصطفاف مع السودان من بين هؤلاء الصحفية امل هباني لم تعتمد علي الضجيج الاعلامي ولا علي الشعارات الجوفاء لكنها امتلكت البوصلة الاخلاقية التي تميز بين معارضة الانظمة وواجب حماية الوطن والمجتمع حين يتعرضان للتهديد المباشر اختارت ان تكون في صف الوطن حين كان الوطن هو الجريح مخالفة في ذلك شريعة الصحفي شوقي عبدالعظيم الذي اطلق من البداية صافرة الحرب مع مريم الصادق المهدي واخرين بالقول اما الاتفاق الاطاري او الذهاب للحرب وليس هناك خيار ثالث وبين هؤلاء وهؤلاء هناك اقلام صحفية مثل الصحفي كمال كرار والصحفي محمد مختار اتخدوا موقف وسط لم يغادروا محطة الانقاذ يكتبوا بعقلية الامس ليشرعنوا خطاب المليشيا بدعاوي الكيزان متجاهلين دماء المدنيين التي سكبت علي الطرقات ودموع الثكالي والمغتصبات التي غطت الازقة وانين الجوعي في المعتقلات السرية المنهكين حتي الموت
هنا برزت العديد من الأسئلة التي وضعنها امام عدد من الزملاء المراقبين للأحداث منها: كيف يختار بعض الصحفيين الولاء للمليشيا بدل نقل الوقائع بموضوعية ؟وهل يمكن اعتبار مشاركتهم في نشر الدعاية العسكرية ,أو صمتهم عن انتهاكات الحرب ,أو تحريف الحقائق ,يعد شكلا من اشكال الشراكة الضمنية في جرائم الحرب والي اي مدي أصبح نشر التحريض والدعاية العسكرية من قبل بعض الاعلاميين ,مع تجاهل معاناة المدنيين والنازحين ,يعد خرقا صارخا لاخلاقيات المهنة ؟ وهل يمكن ان يساهم هذا الصمت الاعلامي في تفاقم الكارثة الانسانية ولماذا فشلت التغطية الاعلامية في تحريك القرارات الانسانية والسياسية ؟وكيف استغل الاعلام الرقمي كأداة لنشر الاكاذيب والدعاية ,بدل ان يكون وسيلة للضغط علي الجهات المسؤولة وانقاذ المدنييين
الصحفي علي منصور حسب الله رئيس تحرير صحيفة دارفور الآن ومدير قناة الوطن قال : اؤكد أن كثير من الصحفيين لم يختاروا الولاء للمليشيا من اجل المال فقط او المكاسب الشخصية كثير منهم اختاروا الارتماء بتأثير قبلي وبعضهم كانوا صحفيين كبار لهم مواقف معروفة ومشهوده لكنهم في هذه الحرب اختارو ان يناصروا قبائلهم وهذا هو التأثير القبلي وهناك صحفيين تأثروا بالمال والبعض دفعت بهم قناعاتهم بشعارات ثورة ديسمبر وماتبع ذلك ونجد معظم قادة ثورة ديسمبر يساندون المليشيا بطريقة واضحة لكنهم يدعون الحياد في هذه الحرب رغم انه لا بوجد حياد ولامنطقة رمادية اما ابيض او اسود في ظل انتهاكات المليشيا وكثرت الجرائم والاغتصابات مع ذلك يتحدث البعض عن حياد انا اردد دائما ان هناك طرف واحد وليس طرفي نزاع هذا التوصيف هو الذي سبب كل هذه الانتهاكات والفساد والعذاب والمعاناة للمواطن هو الطرف الذي بدأ بالحرب بناء علي اجندات خارجية وبناء علي دعم خارجي السودان حصل فيه عدة تمردات لكن هناك فرق مابين التمرد بفكرة والتمرد بلا افكار ولا اهداف فقط نتيجة لتنفيذ سياسات خارجية اذا تحدثنا عن كل التمردات من جوزيف لاقو وحتي اخر تمرد قبل حرب 23 ابريل كانت الحركات المتمردة كلها لها افكار ولها رؤي ولها مظالم تاريخية ترفعها عدا التمرد الذي قام به حميدتي لك ان تتخيل انه كان نائب رئيس السودان كان من يدير جميع الاموال كان رئيس اللجنة الاقتصادية كان هو من يملك اقوي واغني حقول ذهب فالردوم وحدها تتكون من 80 منجم كبير واكثر من 100 منجم كان يملكها حميدتي ماذا يريد هذا الرجل سوى انه ينفذ اجندة خارجية الصحفيين الذين انقسموا الكثير منهم كانوا انحياز قبلي اما المجموعة الثانية هي مجموعة باحثه عن الثراء عبر الاموال التي توزع لشراء الولاءات والاخرين تدعي انها انها تدعم التحول الديمقراطي
ويذهب منصور إلى القول ان هناك صحفييين حرضوا المليشيا لمهاجمة المعسكرات معسكر زمزم معروف للكل وقاموا بكتابة تقارير وماشابه ذلك كل هذه المعسكرات معروفه لمعظم الصحفيين بعضهم زار هذه المناطق قل من نجد لفتره طويلة في الصحافة لم يزرها كمعسكر ابوشوك –كرنديق بغرب دارفور والحصاحصا بزالنجي بعض الصحفيين كتب ان هذه المعسكرات بها قوات تتبع للقوات المشتركة هذا كذب لكن كان تبرير لمهاجمة وقتل النازحين في معسكراتهم وكل من يتابع يعرف ان الصحفيين اللذين يكتبون عن الفاشر ولايوجد بها مدنيين والان تحولوا وقالو ان المليشيا تقدم مساعدات للمدنيين في الفاشر من اين اتو الم يكتبو قبل فترة والارشيف موجود بالتالي اوكد ان كثير من الاعلاميين كانوا الاداة التي بررت بأن تقوم المليشيا بمهاجمة المعسكرات وتقتل النازحين لكنهم لايعترفون نعم الواقع يثبت انهم متورطين في كل دم اريق في معسكرات النازحين هم كانوا يحرضون المليشيا بالهجوم كانوا هم اساس الهجوم وهم المحرضين بخطوات استباقية وكتبوا عن هذه المعسكرات بانها تاوي مسلحين حتي ضربوها بالتالي هم تجاهلوا معاناة هؤلاء النازحين وكانوا سبب في هلاكهم اما التحريض والدعاية العسكرية أو ما شابه ذلك كلها اشياء واضحة وظل هؤلاء الصحفيين يقومون بهذا العمل بصورة واضحة ومستمرة ويتحدثون عن طرفي النزاع ولايوجد طرفين فقط طرف واحد يتحدثون ايضا عن الطيران الحربي ضرب المواقع مع ان المواقع التي استهدفها 99% منها مواقع عسكرية للمليشيا او مخازن لتخزين معدات عسكرية لماذا لايتحدثون عن الدعم الخارجي ولا عن المطارات التي فتحت في ام جرس –ابشي –انجمينا –الكاميرون –افريقيا الاوسطي –براو –الصومال –بربره –وفي افريقيا عدد من المواقع العسكرية او الكفره وقواعد كثيرة موجودة في ليبيا كل هذه النقاط لايتحدثون عنها لا يتحدثون عن الحركات العسكرية المسلحة في تشاد التي انتقلت للقتال في السودان والاوكرانين والكولمبين الذين اتو من وراء البحار المرتزقه الذين اتو من جنوب السودان –الصومال والنيجر تشاد كل هذه الاشياء لايتحدثون عنها بينما يتحدثون بأن هناك طائرة ضربت موقع هذا اعلام مساند واعلام مليشي من الدرجة الاولي وللاسف هم الان يحملون امانة القلم وامانة الكلمة مع ذلك خانو امانة الكلمة والقلم وصاروا اخطر من المليشيا لانهم هم الاداه التي تحرك المليشيا ابواق –الفضاء الاسفيري مفتوح وهذه المليشيا صرفت اموال طائلة في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي ولتبرير وادارة الحرب الاعلامية بالتالي هم صرفوا اموال طائلة ليقوموا بذلك العمل لكن مع ذلك تأثيرهم غير واضح وغير كبير لانه الان لو لوحظ ان هنالك صحف عالمية تتحدث عن تلك الجرائم في امريكا –فرنسا –بريطانيا وايضا هناك شخصيات حقوقية تحركت وتتحدث شخصيات لها وزنها وقيمتها تتحدث عن الجرائم التي أرتكبت في السودان بالتالي مجموعات الصغط من ابناء السودان في الخارج في كل الدول العالم كل هؤلاء الشباب يقومون بعمل ممتاز حتي البعثة السودانية في الامم المتحدة وفي مجلس الامن ومجلس حقوق الانسان والبعثات توصل رسائلها بقوة وتوضح مايحصل في السودان وهناك ايضا مساعده للسودان بطريقة غير مباشرة من قبل المليشيا نفسها توثق جرائمها وتنشرها بنفسها تقوم بكثير من الانتهاكات وتوثقها بالتالي هذه النقطة ايضا يستفاد منها الاعلام والشباب اللذين يقودون الحراك الكبير في الخارج ليوصلوا بها صوت السودان الي الخارج العمل الاعلامي للاسف فيه كثير من الاستغلال بالمال والانتماء الاثني والجهوي القبلي هذا هو الاساس لكن في النهاية ينتصر السودان ويتحقق النصر
اما عبد الباقي جباره رئيس تحرير صحيفة ترياق فيقول : يجب ان نوصف المشهد وصف صحيح موضوع الاعلام واحد من الادوات التي تم الاعداد لها قبل الحرب من طرفي النزاع بمعني ان قوات الدعم السريع كان لها غرف اعلامية معده والجيش كان لديه غرف اعلاميه معده لهذه بالتالي موضوع الصحفيين يأتي ضمن حالة الاستقطاب الحاد التي سبقت مشهد الحرب في السودان اما اللذين يظهروا في الفيديو او وسائل الاعلام ابواق ليس كلهم صحفيين محترفين هذا جزء من اغراق المشهد الاعلامي ليتصدروا المشهد وهم في الاساس ليسو اعلاميين ولا لهم صلة بالاعلام فقط استغلال لوسائل الاعلام المتاحة سوء صحف الكترونية وعليوسائل التواصل الاجتماعي لاغراق المشهد ولخدمة اجندة كل طرف يخدم الجهه التي يوالي لها في هذه الحرب الولاء لعدة اسباب وهناك ولاء لمصالح شخصية ومصالح ذاتية وهناك ولاء واصطفاف قبلي جهوي وهناك ولا تنظيمي هذه الاوصاف تنطبق علي بعض الصحفيين الحقيقين او المتصوحفين الذين تصدروا المشهد كاعلاميين وايضا الجهات الداعمة في المنابر سوء كانو سياسين او خلافه بالتالي ينطبق فيهم ماينطبق علي الصحفيين اصبحوا شركاء بالفعل في الجرائم ليس المليشيا وحدها سواء الجيش ومليشياته او غيرهم ده التوصيف الحقيقي لان طرفي النزاع عندهم سرديات لهذه الحرب واستمراريتها والجرائم التي تقع بين الطرفين والانتهاكات يعمل هؤلاء الاعلامين علي تجميلها سواء كانوا صحفيين حقيقين او صحفيين مصطنعين مادام الاعلام يتبني خدمة اي طرف محدد بالحقيقة او بالكذب بمجرد استطفافه اصبح خارج نطاق المهنية وخارج اطار اخلاقيات المهنة في ذات الوقت اصبح الصحفيين الحقيقين هم الضحية مستهدفين من طرفي الحرب هم اكثر عرضة للانتهاكات والتعدي عليهم بهدف اسكات صوتهم لان الصحفيين الداعمين لاي طرف في مناطقه مشكلين لهم حماية وموفرين لهم معينات ممارسه العمل الاعلامي صحيح لو تعدوا علي الطرف الاخر يعدوا مثل المقاتلين مثل قضية الصحفي معمر ابراهيم هو اعلامي يمارس الاعلام لكنه بالفعل ورأي الطرف الثاني ان خطابه داعم للطرف الاخر بالتالي لما تم القبض عليه عاملوه تعامل مقاتل بالكلمة ومقاتل بالقلم تجاهه تجاه قضايا النازحين ومعاناه المدنيين والجرائم من هؤلاء الاطراف هم جزء من ارتكاب هذه الجرائم بالتالي عكسها يعتبر ادانة لهم الطبيعي تجاهلها او تقليل عدد القتلي او الخسائر في وسط المدنيين من طرفي الحرب –
ويضيف : بالنسبة للتأثير لايمكن ان اقول فشلت التغطية بتحريك القرارات بالعكس تماما هناكعدد كبير من الصحفيين عملو علي كشف الحقائق رغم هذه الحرب تعتبر بلا ذاكرة لاستهداف الاعلام وعمل بعض الزملاء باجتهاد شخصي تحركت القرارات بدليل ان الصحفيين حصدوا جوائز كثيرة اقليمية ودولية ويقول : بسبب التغطية المتميزة للحرب طالت بعضهم حملات اعتقالات ايضا بسبب التغطية حوالي40 صحفي وصحفية قتلوا لا لشي كونهم صحفيين غير المعتقلين بالتالي تاثير الصحفيين كبير جدا وحتي في القرارات التي تم تحريكها علي المستوي الدولي ومجلس الامن او الامم المتحده هو بسبب الاداء الاعلامي والصحفي والمهني لكن في المقابل الخير والشر تؤمان وايضا يوجد تضليل اعلامي كبير جدا ومازال مستمر خاصة من الداعمين لاستمرار الحرب –هذه مسئلة نسبية لكن المطمئن مازال الصحفيين الحقيقيين والصحافة المهنية موجودة في المنافي والداخل تعمل بكل احترافية
ويتفق معهم الصحفي محمد الامين عبد العزيز صحفي بالقول:في الوقت الذي يخوض فيه الشعب معركة وجودية ضد مشروع الفناء والاستيطان نشهد انحطاطا غير مسبوق لبعض الاقلام الصحفية التي اختارت بوعي كامل مبايعة مليشيا الدعم السريع علي السمع والطاعة مفضلة الولاء للاموال المندسة علي حساب الحقيقة المقدسة ان هؤلاء لم يعودوا مجرد ناقلين للحدث بل تحولوا الي شركاء اصليين في غرف العمليات يبررون الجرائم ويغسلون دماء الابرياء بحب الخيانة ان هذا الاصطفاف ليس وجهه نظر بل تورط جنائي مباشر وفقا للقانون الدولي حيث اصبح هؤلاء الصحفيين جزءا من الاله العسكرية التيتستهدف تقويض الدولة متجاهلين التقارير الدولية الدامغة التي تصنف مايحدث كجرائم حرب ضد الانسانية ليصبحوا بذلك شهود زور في محكمة التاريخ
وأضاف : لقد داس هؤلاء المثقفون المأجورون علي ميثاق الشرف الصحفي بأحذية العسكر ممارسين صمتا مريبا ومخزيا تجاه الفظائع التي يندي لها جبين الانسانية فبينما تؤكد تقارير الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية نزوح أكثر من 10 مليون سوداني قسرا في اكبر ازمة نزوح عالمية ومواجهة 25 مليون شخص لخطر الجوع الحاد نجد هؤلاء الصحفيين يديرون ظهورهم لمعاناة النساء في معسكرات النزوح وللانتهاكات الجسيمة في الجنينة والفاشر والجزيرة مفضلين نشر الدعاية الحربية والتحريض العنصري ان تجاهلهم المتعمد لهذه الارقام الكارثية ليس مجرد اهمال مهني بل تواطؤ اخلاقي يهدف الي التعتيم علي الابادة الجماعية الممنهجة
وأكد على ان الفشل الذريع للتتغطية الاعلامية في تحريك القرارات الدولية الحاسمة لم يكن وليد الصدفة بل هو نتاج حملات تضليل ممنهجة قادها هؤلاء المرتزقة الاعلاميون لتمييع الحقائق ومساواة الجلاد بالضحية لقد استغلت المنصات الرقمية لشن حرب نفسية شعواء ضخت الاف الاكاذيب لتزييف الواقع وتخدير الضمير العالمي مما ادي الي لتعطيل الاستجابة الانسانية العاجلة ان تحويل من سلطه رابعة تراقب وتكشف الي اداة تضليل وتستر ساهم بشكل مباشر في اطالة امد الحرب ومنح الغطاء السياسي للمليشيا للاستمرار في مخططها التدميري مما يجعل هؤلاء الاعلاميين مسؤولين عن كل روح ازهقت بسبب تأخير التدخل الدولي
ويشير إلى ان سقوط الاقنعة امام الحقيقة الميدانية اننا في القوة المشتركة ومن موقعنا في خنادق الدفاع عن الارض والعرض نري بوضوح كيف تحولت منابر هؤلاء الي منصات لاعادة تدوير خطاب الكراهية وتبرير اختلال منازل المواطنين والمستشفيات ان محاولاتهم اليائسة لتصوير المليشيا المتمردة كطرف سياسي او دعاة ديمقراطية تتكسر يوميا امام صمود قواتنا ووعي الشعب واما التقارير الموثقة للجان الخبراء الدوليين التي اثبتت تورط المليشيا في التطهير العرقي ان الحبر الذي يكتبون به اليوم لن يمحو دماء الشهداء ولن يستر عورة مواقفهم حينما تنجلي غبار المعارك وتظهر الحقائق ناصعة امام العالم اجمع وقال في ختام تصريحه : التاريخ لايرحم وان ذاكرة الشعوب لا تشيخ ان كل كلمة من سخر قلمه لخدمة مشروع المليشيا وبرر القتل وتجاوز عن أنين الثكالي واليتامي سيلاحقه العار أبد الدهر وسيكون خصيما للعدالة عاجلا ام اجلا وليعلمو ان الكلمة أمانة ومن خان الامانة فقد خان الوطن .
(………………………………………………..)
الصحافة لم تُخلق لتجمل القبح، ولم تُمنح شرفها لتكون غطاءً للمليشيا، ولا وسيلة لتبرير القتل والاغتصاب والنحر. كل من باع ضميره، أو شارك، أو دعم، أو جَمّل هذا القبح، ليس صحفيًا، بل خصم للوطن والعدالة، وشريك مباشر في الجرائم، وسيسجّل التاريخ اسمه في خانة العار الأبدي، حيث لا غفران، ولا مهرب، ولا نسيان.
لقد شاهدنا زملاء يرسمون خرائط الاجتياح، يحرضون على ضرب المخيمات، ويحوّلون القلم إلى أداة تحريض. فقدنا زملاء قتلوا لأنهم رفضوا الكذب، وانتهكت صحفيات أعرضهن، ويقبع الزميل معمر إبراهيم في سجون المليشيا اسيراً لمجرد أنه نقل الحقيقة، فيما آخرون مجهولو المصير. وللمصداقية، تم ذكر الأسماء صراحة لكي لا يعم الشر، وللتفريق بين الشرفاء والعملاء، ولتمكين العدالة الأخلاقية والتاريخية.
ولن ننسى ما تعرض له زملاؤنا أثناء التغطيات: من تهديد ووعيد من قبل المليشيا، إلى استهداف الصحافيين ، وحرق الصحف، وتدميرمباني الوكالات العالمية. ومع ذلك، هناك شرفاء في المنافي، ومن قلب الحدث، نقلوا الانتهاكات، وأنصفوا المواطن، محافظين على أمانة الكلمة، ومثبتين أن المهنة ما زالت حية بضميرها.
ميثاق الشرف المهني ليس ورقة للزينة، بل حد فاصل بين الصحافة والدعاية، بين الكلمة الحرة والكلمة المأجورة. ومن خالف هذا الميثاق واصطف مع المليشيا، لم يعد صحفيًا مهما علا صوته أو كثرت منصاته. كل حرف كتب لتجميل الدم أو لدعم آلة القتل هو رصاصة إضافية في جسد الإنسانية، ولن تسقط هذه الخيانة بالتقادم.
الخيانة بالكلمة أشد فتكًا من الرصاصة، والتاريخ لا يساوم، والذاكرة لا تُخدَّر. من شارك، ومن دعم، ومن جَمّل القبح، ومن باع الحقيقة سيلاحقه العار أينما حلّ، وستظل دماء الضحايا شاهدة على سقوطه، وعلى أن الولاء للمليشيا بالكلمة أشد خيانة من أي رصاصة أُطلقت على الأرض.
…في الجزء الثاني نسمّي بلا مواربة زملاء أسقطوا الصحافة في وحل الشلليات والولاءات والملاسنات وحوّلوا القلم من ضمير إلى بوق، ومن مهنة إلى خيانة.





