*إلجام الحال تجنباً لمصائر المآل..محمد أبو زيد مصطفي*

 

*التحريش والاستقطاب والانقسام والتفتيت المستمر منذ الاستقلال وحتي اليوم وسط القوي السياسية، وما بينها وبين خلاياها داخل الجيش هو السبب الرئيس الذي لوث البيئة السياسية، واصابها بالعطب الملازم للعملية السياسية واقعد السودان لئلا ينهض كباقي الدول… وبالتالي علينا أن نفكر ملياً في مآلات مواقفنا السياسية لكل مرحلة، ونحسب خطواتنا بدقة لئلا ننزلق نحو خدمة أغراض آخرين لا يسرهم نهضة بلادنا اوتقدمها، ونكون مطية لأجندات لا وطنية،، اقول واكرر.. أجندات تضرب الوطن في احشائه…*

كسرة….
رحم الله الإمام الصادق المهدي الذي استعصي علي الانحراف نحو هكذا أجندات مشبوهة

ولكأنما صنعت للسودان أزمة أمنية في جنوبه لئلا يستقر، كان ذلك منذ الاستقلال…. الي ان انفصل…
و امتدت الأزمة الأمنية الي دارفور حتي احترق الإقليم..
و اصلاً كانت أزمة منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق تتبعان لازمة الجنوب…
*الآن ولكأنما الدور يزحف نحو وسط السودان (الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض +شمال كردفان)* لتصبح مناطق غير مستقرة…
ومن قبل تزعزع شرق السودان…
ولعل الشمال يغلي من التهديد تحضيراً لمرحلة قادمة…
*علينا أن نمعن النظر ملياً*
إذا كان مجمل المخطط ان يكون السودان بأكمله بلداً غير آمن، تُفرض علية سياسة ان يكون ضمن سلسلة الدول الفاشلة بالشرق الأوسط التي خلفتها ثورات الربيع العربي، *فعلينا ان نغير استراتيجتنا* خاصة وان السلاح قد وجد طريقه الي المواطن غير النظامي، وأن بذور النزاعات الحزبية ربما تتحول الي اهلية، ويقع ما يخشاه الجميع، لذا يجب علينا أن ندرس كيف صمدت دولة سنار المتحالفة بين العرب والفونج لثلاثمائة وسبع عشرة سنة (317 سنة) …

وإذا أردنا أن نحافظ علي وحدة بلادنا ورفاهية شعبنا فعلينا ان نأخذ هذ القيم بقوة:_

(*عسي الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة*)

فالعداوة التي لا تعرف النهاية هذه لا تتسق مع صنع الله في خلقه…
ولا السياسة فيها عداوة أبدية أو صداقة أبدية، بل مصالح أبدية.. *وكذا الشريعة الإسلامية التي ما شرعت الا لترعي مصالح العباد.*

٠ فقد يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويصبح كافراً ويمسي مؤمناً…
ودوام الحال من المحال..
*وعند العرب قد يصدق الكذوب*

٠ والسلوك العملي:
*إن تحبب حبيبك هوناً، وأن تبغض بغيضك هوناً ما*

٠ *فالأفضل أن نعدل في القول والفعل والشهادة والأحكام*

*إذ ليس في البشر من هو شر محض،. ولو كان ليس مؤمناً*

كما وانه ليس فيهم ولا من بينهم من هو خير محض، ولو كان صحابياً

والأحكام الجائرة قولاً وفعلاً ظلم…ومن يكن ذا عفة لا يظلم.

*القصد القصد، تبلغوا*

فالقصد بمعني الاعتدال في السلوك

والقصد بمعني الاقتصاد في العبادة

*واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربي*

ويؤثر عن ابن تيمية قوله:
*يُحبّ الرجلُ بقدر ما فيه من الطاعة….ويبغض بقدر ما فيه من المعصية*

الحسم بالقوة الرادعة أمر مهم للمحافظة علي الكيان والكرامة،
(*واعدوا لهم ما ستطعتم من قوة*)
لكن الطرق المستمر علي خطاب الكراهية وتغذيته يؤدي حتماً الي افساد ذات بين ذوي القربي من اهل الوطن الواحد، وبالتالي فالنتيجة الحتمية لذلك هي الفشل وزوال الدولة والحضارة والتاريخ..
(*ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم*)
_____________________

بقلم: *محمد أبوزيد مصطفى*

مقالات ذات صلة