*طارق شريف بنكك (الأخدر البتحرن)*

 

من طرائف أحد ظرفاء أم درمان أنه أطلق على تطبيق (بنكك) (الأخدر البتحرن)، آخذاً الوصف من الأغنية الشعبية ذائعة الصيت.
وحكى لي النجم الأمدرماني ظريف المدينة، الذي أطلق هذا التشبيه، أنه ظل طيلة فترة الحرب مرابطاً في مدينة أم درمان وسط الدانات، وجفت داره من المواد الغذائية و”كِملت قروشه وعِدِم الفرطاقة”، وكان يردد أغنية سيف الجامعة من كلام مدني النخلي:

لا تنحني

لو ينحني الصخر الأصم

ويرتد وش

الضي غرب

لا تنحني لو عد عكس الريح شراع

اتجرع الحنضل واقيف

فوق المسامير بالغصب

وفي عتمة هذا الواقع أتاه الفرج، حيث أرسل له قريبه من دولة خليجية مصاريف مستعجلة عبر تطبيق (بنكك)، الذي حل الأزمة في لمح البصر.
حقيقة ما يقوم به تطبيق (بنكك) في فترة الحرب هذه دور حيوي ومهم، وقد أصبح شريان حياة لمعظم الشعب السوداني الذي يعاني من ويلات الحرب اللعينة.
وتتعمق هنا روح التكافل التي خففت من ضغوط هذه الحرب، وأسهم المغتربون ورجال الأعمال وميسورو الحال في هذا التكافل، وتطبيق (بنكك) هو القاسم المشترك عبر التحويلات التي تتم عبره.
لم يكن تشغيل (بنكك) في هذه الظروف ضربة حظ،
بل عملاً شاقاً، بذلت فيه الإدارة العليا لبنك الخرطوم والإدارة التنفيذية جهداً كبيراً.. وهنا تحية خاصة لفرق المهندسين والتقنيين والفنيين الذين أداروا التطبيق بحرفية عالية، وتعاملوا مع الأعطال بمهارة وبالسرعة المطلوبة منذ اليوم الأول للحرب.
والحرب ليست في الميدان العسكري فقط، الذي تقدم فيه أبطال القوات المسلحة والقوات النظامية الانتصارات الباهرة.. الحرب كذلك في الميدان الاقتصادي، وأنا أعدّ إدارة تطبيق (بنكك) بهذه الجودة إسهاماً في الاستقرار، ما يحقق بعداً اجتماعياً مهماً.
ورغم ما يحققه التطبيق من إنجازات وإشراقات، أتعجب أن يكيل له البعض الاتهامات بلا معرفة أو أسانيد، وهناك حملة شرسة خفية عليه، وهي حملة مخطط لها.
بنك الخرطوم تجربة ناجحة، ومن واجبنا الوطني الإشادة والتشجيع حتى نزيد من عدد المؤسسات الناجحة ونحفز الآخرين على النجاح، ويجب أن لا نزيد معاناة الناس بالتحامل على (بنكك).
هناك من يتحدث عن أن تطبيق (بنكك) هو السبب في انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار، وهذا الاتهام ليس صحيحاً، فالعملة السودانية التي سرقها “الجنجويد” من البنوك ومطبعة العملة بالإضافة إلى العملات المزورة، كلها دخلت في المضاربة بسوق العملة الأجنبية، ويتم شراء الدولار بأي سعر، لأنها أموال مسروقة، وهي “كاش”، وإذا توقف تطبيق (بنكك) يتم الشراء بالكاش.. ومن وجهة نظري، تطبيق (بنكك) يسهم في الحد من خطورة ذلك، ويمكن رصد كثير من الأموال المحولة عبر البنوك عكس التعامل بالكاش.. لكن البعض يبحث عن وصفة سهلة وغير مكلفة، وإلصاق انخفاض الجنيه بتطبيق (بنكك) فرية لا يسندها منطق.. كما أنني وبحكم معرفتي والتصاقي بالشأن الاقتصادي والجهاز المصرفي أعلم جيداً ما يقوم به بنك الخرطوم في استيراد جميع السلع الأساسية للبلاد من مواد بترولية وقمح وأدوية وأشياء أخرى اسألوا عنها أهل الشأن في الدولة، وذلك من أول يوم للحرب إلى يوم الناس هذا.. وذلك لوضع بنك الخرطوم القوي المتميز مع المؤسسات الخارجية.. فالتحية والاحترام لبنك الخرطوم وهو يقوم بدور وطني غير مسبوق في ظل اتهامات جائرة وغير مبررة، وبنك الخرطوم في عز الحرب ورغم الخسائر الكبيرة التي تعرض لها بتدمير الكثير من فروعه بواسطة مليشيا الدعم السريع، يسهم ويبرز البعد الإنساني للعمل المصرفي.

نقلا عن مجلة حواس *

مقالات ذات صلة